Archive for the ‘صباح و مسا’ Category

وإن بدك تهرب مافيك تطير !

الخميس, نوفمبر 27th, 2008

أيقنت أيضاً أن العودة تشبه الرحيل , كلاهما شديد المرارة .. الحقيقة إني كنت أهرب , ولكن لا أدري مما ! وهذا ما أخافني ولايزال .. كنت شديد الثقة بأنه سيكون هروباً إلى الأبد , قررت أن العودة مستحيلة , ولكن هأنذا أخيّب ظن نفسي " كما يحدث في كل مرة " , غير أني لست غاضب , بل افاجئ نفسي وأقول أني أشعر بالسعادة , من منّا تأتيه الفرصة ليدخل السرور في قلب أمه ويدفعها عنه !؟ أن تحب أمي هذا المكان وتحزن لفقدانه إلى الحد الذي تدمع عيناها من أجله كفيل بأن يجعلني أعيد حساباتي وأعيد نفسي وأعيد كل شيء حتى ترضى , من أجلها كانت العودة , ومن أجل من أحب ..

شكراً لمن سأل بإهتمام عن المدونة .
امتناني للجميع ..

منصور

صار لازم ودعكن :)

الإثنين, أكتوبر 13th, 2008

"الآن وقد شارفت القصة على نهايتها " , وبعد مرور سنة على مولد هذا المكان , جاءت لحظة الرحيل .. لست بارعاً في كلمات الوداع , تماماً كالعزيز بالدابيو في رواية حرير الذي شاهد قطاراً ينتظر على الرصيف وقال : " ذات مرة عرفت رجلاً بنى سكة حديد لنفسه فقط . وهل تعرف ماذا ؟ بناها مستقيمة مثل سهم لمئات الكيلومترات من دون انحناءة واحدة . وكان ذلك لسبب ولكنني لست أتذكره . عادة ما ننسى الأسباب . على كل حال وداعاً " ورحل .. هو كما يقولون عنه " لم يكن ميالاً حقاً للمناقشات الجادة . والوداع مسألة جادة " ومن وجهة نظري هو أكثر المسائل جدية , ولكني لا استطيع الرحيل هكذا ببساطة من دون أن أقول كلمة شكر لكل من أحب هذا المكان , ولكل من وضع حرفاً أسرّني , ولكل من كان هنا وابتسم ..  شكراً سنبلة , هناء , هديل , hopes .. كنتم دائماً دائماً بالقرب بقلوبكم البيضاء , شكراً لـ قرمزي , أحمد , تعويذة الحب , Firas , نافذة , بابلو , أنين الورد , record , منّو , l’aurora , أم سلومي , العرّابة , oriental woman , الخلوق , أرطبون , Farfalla , بنت عبدالله , Sally Mahfouz , نديّة , محمد , أحمد عبدالحكيم بخاري , توليب , لينا , K , ميرات , lady_7 , آلاء , شجون , May , أنين الورد , مكتوم , هيفاء , photon , مشغول , Faten , زينة , Dantil , نبض , … , pastel , أذكى سيرف , Olean , أنمار , سيمفونيات أنثى , Nada , ريم , الفيروزي .. منحتموني أكثر مما أستحق , شكراً لوالديّ  , شكراً لمن جعل هذا المكان جميلاً وعامراً .. ودايماً بالآخر في آخر .. في وقت فراق !

في حلقي الليله جفاف ..

الأحد, سبتمبر 14th, 2008

 نامت عيونك ..
وصحى الليل !

لبدر بن عبدالمحسن علاقة وثيقة مع الزمن يندر أن نجد مثيلاً لها بين معشر الشعراء , في كل قصيدة للبدر لابد وأن نجد مايدل على الزمن فيها , الزمن بكل صوره ( الليل , الساعات , الظلال , الرياح .. إلخ ) , يسهل لمن يتعمق في شعر بدر بن عبدالمحسن أن يستخرج قصائده من آلاف القصائد المجهولة وينسبها إليه بثقة , للبدر اسلوب فريد يستعصي على التكرار , مهما حاولنا تقليده فلن نقدر على مجاراته أو حتى الإتيان بمقطع يشابه ( نامت عيونك .. وصحى الليل ! ) لا يكتب بمثل هذه الطريقة إلا الأساطير أمثال بدر بن عبدالمحسن .. بدر الذي استطاع أن يجمع في شعره الجزيرة كلها , بمفرداته الوعرة التي ورثها عن النفود وطويق والتي لا يقدر على أن يجيء بها غيره ( لا تعقد الحبل ) , ومفرداته السهلة التي يخيّل إليك حين قراءتها أن بدر بن عبدالمحسن لم يتخطى جدة وكيلو 4 في حياته ( مركب الهند ) , لم يكتفي بذلك بل جمع الماضي والحاضر بطريقة مدهشة في قصيدة هي من أكثر قصائده تعباً وتعبيراً عن الزمن الذي لا ينفك حاضره عن ماضيه كحلم متكرر لا يستطيع الافاقة منه !

يقول البدر :
أنا .. من بكى لين الثرى بلّه بالدمع ..
ويوم اكتفى .. صد وعصر ظله !
ومسح بردنه وجنته ..
ثم ابتسم لين حسدوه الناس !

وأنا .. أشعر بالإمتنان إلى الله أن كنت موجوداً في عصر بدر وفي شعره وفي زمنه !
في مقدمة ديوان ماينقش العصفور , كتب د . فهد العرابي الحارثي كلاماً جميلاً عن البدر , لما اقرأ في حياتي يوماً مقدمة ساحرة كمقدمة هذا الديوان , ابتدأها بـ " بدر بن عبدالمحسن .. رجل طويل " !
اي والله .. بدر بن عبدالمحسن رجل طويل !
بدر بن عبدالمحسن رجل طويل وقصة حب !

[F]

الأحد, أغسطس 31st, 2008

عندي مشكلة بالعناوين :'(

الخميس, أغسطس 28th, 2008

 بالأمس كنت أشعر بضيق شديد , ولم ألبث ساعات حتى أدخل عليّ والداي أختي ليان وكنت على وشك النوم , كانت عينها اليمنى قد تورمت , فقد سقطت أثناء قيادة والدي للسيارة وكادت أن تدهسها السيارات ! كنا شديدي الرعب من أجلها وهي لا تدري ماذا يحدث .. بالتأكيد بكت كثيراً حين سقوطها , ولكن في اللحظة التي رأيتها فيها لم تكن تبكِ على الرغم من أنها تتألم بشدة , ليس فقط من عينها التي سقط حتى رمشها , وإنما ركبتاها وأطرافها وأيضاً وجهها الذي دخلت به على والدتي وهو مغطى بالتراب والجروح , ورغم تلك الآلام لم تكن تبكي ! قبل الأمس سقطتْ أيضاً وانجرحت شفتاها وكان الدم يسيل منها , حملتها وخرجت أمشي بها وما أن وصلنا باب المنزل حتى هدأت , وأكثر من ذلك جلست على الرصيف وبدأت بالضحك ولعبها المعتاد ! شعرت بالإختناق في حينها ولا أعلم السبب , أعجب من تحملّ الأطفال لآلام لم نكن نحن الكبار لنتحملها , أذكر حديث عمي لي عن ابنه الصغير عبدالله الذي توفي رحمه الله قبل مايقارب الشهر كيف أنه تحملّ من الألم مالم نقدر نحن على تحمله , بقلبه المثقوب وتنفسه الاصطناعي وحجمه الذي أصبح أصغر ثلاث مرات , كانت رؤيته بالعناية الفائقة كفيلة بأن يبكي من أجله أشد القلوب قسوة , لم تكن رؤيته فقط من فطرت قلبي , بل أيضاً رؤية أطفال كالزهور يرزحون تحت وطأة العذاب الشديد , رؤيتهم أحدثت أكبر الأثر بداخلي وجرحاً يصعب أن يندمل , قبل أن تأتي إليّ ليان كنت أشعر أني أتنفس من إبرة , ثم بعد أن رأيتها شعرت بالخجل من نفسي ..

* الصورة لـ صوفي الباز

الجمعة, يوليو 18th, 2008

 

و إنا على فراقك يا عبدالله لمحزونون

 

 

 

هيدا عِيّاش موفق !

الخميس, يوليو 10th, 2008

حياكم الله ,

للمرة الأولى يجيني واجب 😳 , وكفاية إنه من عند Details .. المشكلة إنه مافهمت الواجب ! بس الست سميرة والسيد عيِاش كثّر خيرهم شرحوا لي كيف يعني , وفوق كذا سميرة جاوبت على 5 من 6 يعني أنا بس أعرف سرّ واحد عني , دايم سميرة تحلّ عني الواجبات 😛 .. ميرسي كثير !

– أذكر اسم من طلب منك حل هذا الواجب :

Details 

– أذكر القوانين المتعلقة بهذا الواجب :

طه 😀

 – تحدث عن ستة أسرار قد لا يكتشفها من يقابلك للمرة الأولى :

1/ لما أكون معصب ما أخبر اللي أنا معصب منه أبداً و ما أبين له !
2/ ما أحكي بموضوع غير لما أحد يسألني عن رأيي ..
3/ ما أحب أشرب شاي , ليه أقول هذا الشيء !؟ عشان دايم الناس تستغرب إني ما أشرب شاي لما يصبون لي ..
4/ أحب الناس اللي تحترم خصوصيتي , تذكرون برواية الجنية لغازي القصيبي .. لما الجني قنديش يعصب منه ويقوله ( تراكم غثيتونا بخصوصيتكم , لابارك الله فيكم ولا بخصوصيتكم ) 😀
5/ أحب البساطة ..
6/ ما أحب أحد يركز بالكلام عليّ .. بالجامعة مثلاً كانوا الدكاترة يشرحون ومركزين عليّ .. كأنهم يشرحون لي وحدي ! الشيء هذا يسبب لي احراجات ويربكني 🙁 .. بشكل عام ما أحب أحد يتكلم ويركزّ فيني !

– حول هذا الواجب إلى ستة مدونين ، وأذكر أسماءهم مع روابط مدوناتهم في موضوعك :

زياد , الجوزفان ( صقرحرب ) , سيد درويش , اللمون , عيّاش

-> توبة أحد يعطيه واجب !

زهرة قلبي لك , اقطفها !

السبت, مايو 31st, 2008

 بالأمس .. كان آباءنا على هذه الأرض لا يجدون ما يأكلونه , يطاردون السراب ويسفّون التراب ليسدوا جوعهم , عاشوا الضعف بكل صوره ! , ولأنهم عاشوه عرفوا معنى الأخوّة والتكافل والتراحم حتى غدت هذه المثُل شيئاً منهم , كان الشاذ فيهم من يرى نفسه خيراً من الآخرين .. واليوم انقلبت هذه الآية , بتنا نحن من يستضعف الآخرين ويحتقرهم ويذلهم , تجاهلنا ماضينا وجميع  القيّم التي كانت متأصلة في نفوس آباءنا وأجدادنا حتى أصبحنا معدومي الإنسانية , نحتقر الآخرين ولا يرّف لنا جفن ! دع عنك أن نستشعر آلامهم ونواسيهم ! مايحدث كل يوم أمام أعيننا معيب , في حق الله أولاً وفي حق أنفسنا والآخرين , إن لم تكن إنسانيتنا هي الرادع لنا فلن يفيد الدين ولا التربية , فهي لا قيمة لها إن لم يحتويها قلب مليء بمحبة الآخرين , مليء بالعطف .. لسنا أنبياء ولا ملائكة , ولكن ليس هناك مبرر لنؤذي الآخرين و نحتقرهم , هؤلاء الضعفاء حينما نجلس إليهم نجد كم هم عظماء من الداخل , وكم هي قلوبهم صافية ومليئة بالطيبة , وأن استحقارنا لهم يؤذيهم ويمزق قلوبهم .. لماذا لا نتخيل يوماً أننا سنكون في مكانهم ؟ لماذا نرتضي للآخرين مالا نرتضيه لأنفسنا وللقريبين منا , لا تؤذوا أحداً , تذكروا قبل أن تسببوا الأذى لأحدٍ أنكم تؤذوا الله !

* ذات صلة

الله كبير !

الثلاثاء, مايو 6th, 2008

 

في مدونات الوردبريس يوجد ما يسمى بالتعقيبات .. هي باختصار حينما يتحدث أحد عن مدونتك يظهر لديك , في الحقيقة لم أشاهدها قبلاً لأنها لم تظهر لي – لأسباب تقنية – منذ أنشأت هذه المدونة , ولكن أعرفها ؛ اليوم كنت أفكر لو أن عقل الإنسان يمتلك تقنية " التعقيبات " , بمعنى أنه حين يتحدث عنك أحد يصل إليك ما يقوله ! ولديك القدرة للذهاب إليه عن طريق التعقيبات أيضاً لتصحح له المعلومات المغلوطة التي يتفوه بها , في الحقيقة سيصاب الناس بالجنون لو أن هذه التعقيبات توجد في عقولهم , فهم لا يستطيعون إلا الحديث عن الآخرين , وسيصابون بالرعب أيضاً , فتخيل معي أن يقتحمك صوت وأنت تتحدث ليخبرك أن ما تقوله غير صحيح , ويجب أن تتوقف حالاً , ستمتلئ الشوارع بالمجانين ، وتراهم وهم يهمسون بشتائمهم عن الآخرين بطريقة رمزية لا يعرفها غيرهم , سيجنّون جميعاً و سيبقى رجل أخير هو الذي لا يتحدث عن الناس ولم يصاب بالجنون ليجد حلاً لهذه المعضلة !

مقدرش أحمل كل ده !

الثلاثاء, أبريل 22nd, 2008

يا لروعة أن تتعلق بشيء حتى يذهب عقلك , هكذا أنظر إلى الذين زالت عقولهم , أو ما نسميهم اصطلاحاً المجانين ! وبالمناسبة فإني نظرت إلى المعجم و وجدت معاني جميلة مشتقة من ( جنّ ) منها استتر , واشتد عليه , كما في الآية ( فلما جنّ عليه الليل ) أي فلما اشتد عليه الليل , ومنها الأمر الخفي , وبالطبع ذهاب العقل , الحقيقة أني شعرت بالسرور حين قراءتي ما يشير إلى ( جنّ ) حيث أنها جاءت تماماً لما اعتقدته عن كونهم واعين تماماً لما يحدث من حولهم , غير أن تعلقهم بالشيء الذي جنّوا من أجله يجعلهم غير قادرين على التواصل أو بالأحرى لا يهتمون به , أشعر أنهم يتألمون ليس فقط لأننا لا نحترمهم , ولكن لأنهم يريدون مشاركتنا ولا يستطيعون ذلك , كشعور الأبكم الذي لا يستطيع الكلام ويريد أن يصرخ بعجوز تقطع الشارع لتصدمها سيارة مسرعة يقودها مراهق يتحدث بالهاتف ثم يهرب ولا يزال يتحدث بالهاتف أيضاً , شعور قاتل اعتقادك أنه كان باستطاعتك إنقاذ حياة إنسان ولكن عجزك عن ذلك يمنعك , هم كذلك – المجانين – يشعرون بالألم ربما لأنهم يريدون تنبيهنا عن أشياء يجب أن لا نقع فيها ويعجزون عن ذلك , وشعور بالألم المضاعف حيث أنه حتى وإن قاموا بتنبيهنا بشتى الطرق فإننا لا نأخذ حديثهم على محمل الجد لأنهم ببساطة " ذاهبي العقل " , هؤلاء جنّوا لأنهم يخفون عنا أشياء يرونها مقدسة لا يجوز لأحد أن يطّلع عليها , وذهبت عقولهم فقط لأنهم تعلقوا بها وأصبحوا لا يفكرون إلا بها , أليس ذلك بالأمر الرائع !؟ , أكتب ذلك فقط لأني أشعر هذه الأيام أني قريب من الجنون بسبب الأحداث الفظيعة التي تحصل معي , والأحلام التي تأتيني , لا أدري لماذا يتكرر ذات الحلم معي , هل لأني آكل البطاطس المقلية قبل أن أنام على سبيل المثال ؟! أم لأن هناك أشياء غير مفهومة تحصل معي , أشعر أني في أضعف حالاتي , أعرف الصبر , ومررت بأشياء كبيرة لم تتزعزع بها ثقتي في نفسي , ولكن هذه الأيام أعترف أني في أضعف حالاتي وأعرف أنه حين أتخطى هذه المرحلة بسلام , سأعيش طوال عمري في سلام , فالجنون كالأمراض المعدية حينما تفرّ منه إلى حيث لا يصل إليك , فأنه لن يقربك طوال عمرك , لا أدري إلى أين أذهب حتى لا يأتيني , لا أدري إلى أين أذهب وهو يعيش في رأسي , أعرف أن بيني وبين الجنون شعرة , شعرة متينة .. لا تنقطع بسهولة , ولكن إن حدث وانقطعت فأنا لا أطلب منكم سوى أن تعاملوني باحترام , وأن تأخذوا حديثي حينها على محمل الجد !

من زمان ياخي !

الأربعاء, أبريل 9th, 2008

بدايةً .. لماذا نحن نحب فيروز ؟! الإجابة تجدونها هنا في هذه الأغنية ( ضاق خلقي ) , استمعوا إليها وهي تقول " امبارح عالوصلة مفتش لي اغراضي ومفتّح لي علبي " استمعوا لنبرة الصوت الباكية المتأثرة حقاً مما يجري , على الرغم من أن عاصي لم يفتش لها أغراضها حتى مات ..

نهايةً .. أنا من أشد المعجبين بمجلة النيوزويك , وأذهب كل أسبوع سيراً إلى أحد الأكشاك التي تبيعها , هناك رجلٌ كهل أعتقد أني أروقه كثيراً , و منذ أن عرف أني " بشتغل سياسة فالقامعة " , أصبح يحب أن يتحدث أمامي كثيراً ثم يسألني عن رأيي , أذكر في إحدى المرات أنه أخذ يتحدث بإسهاب عن الأوضاع الجارية في مصر ثم سألني كيف يمكن لنا أن نتغير للأفضل ؟! قلت له بالعدل ! أعترف أني لا أتحدث كثيراً ومن أجل ذلك لا أملك سرعة بديهة ويحدث دائماً أن ينطق لساني قبل أن ينطق عقلي , لكن في هذه المرة نطق عقلي قبل لساني , أو بالأحرى نطقا معاً .. صمت الرجل وأعتقد أنه تأثر و بدا حزيناً وأكبر من عمره الطويل , موضوعي أساساً عن مجلة النيوزويك , ما أحبه في هذه المجلة عوضاً عن التحقيقات الصحفية والصور الناطقة , قسم لعل المتابعين للمجلة لا يبدون اهتماماً كبيراً به ولكني أجده من أهمّ الأقسام الثابتة بالمجلة وأكثرها تشويقاً منذ بداية قراءتي لها , ( وجهات نظر ) يلتقطون به أهم ما قيل في الأسبوع من دون التعليق عليها , قسم فاتن للغاية ! ربما لا أجيد التحدث عن شيء لذلك سأكتفي بكتابة الأشياء الملفتة , وربما سأقوم بإنشاء قسم في Memories أضع فيه ما يعجبني منها ..

 

" سيد فجيموري .. أنت تغط في النوم ! "

القاضي البيروفي سيزارسان , عند تأنيبه الرئيس السابق لأخذه غفوة خلال جلسة محاكمته التي يتهم فيها بإعطائه فرق الموت موافقته على تنفيذ عمليات اختطاف وارتكاب مجازر أدت إلى مقتل 25 شخصاً في أوائل التسعينات من القرن الماضي [ عدد 8 أبريل 2008 ]

 

" تستدر غضب الله ليس بالسرقة أو تجديف الذات الإلهية أو اشتهاء زوجة جارك فحسب , ولكن أيضاً بتدمير البيئة "

أسقف الفاتيكان جيانفرانكو غيروتي , متحدثاً عن قائمة الكنيسة الكاثوليكية الجديدة للآثام السبعة القاتلة للعصر الحديث , التي تتضمن تخريب البيئة والاستهلاك المعيب والتلاعب بالجينات [ عدد 25 مارس 2008 ]

 

" كيف يطرد شخص له شاربان ؟ هذا بلد ديموقراطي "

القاضيان اتش كيه سيما و ماركاندي كاتجو , في حكم ينتقد شركة طيران الهند لطردها أحد أفراد طاقمها بسبب شاربيه المعقوفين الضخمين غير المرتبين [ 26 فبراير 2008 ]

 

" يا للخسارة إنها انقرضت . كنت أود رؤية هذه الأشياء "

ماري دوسون , عالمة المستحاثات في متحف كارنيغي للتاريخ الطبيعي , متحدثة عن اكتشاف مستحاثة في أورغواي لفصيلة فئران منقرضة كان يبلغ وزن الواحد منها طناً وتنمو لتصبح بحجم الثيران [ عدد 29 يناير 2008 ]

 

" سيكون الأمر كما لو كانت ملكة جمال أمريكا ترتدي فستاناً يظهر صورا لجماعة كو كلاكس كلان في عمق الجنوب الأمريكي , بطرابيشهم البيضاء وصلبانهم المشتعلة وعلب البيرة في أيديهم "

المعلق الصحافي المكسيكي جورج كاميل , معلقاً على خطة ملكة جمال المكسيك لارتداء فستان في مسابقة ملكة جمال العالم يظهر مشاهد عنف من انتفاضة للروم الكاثوليك في مطلع القرن الـ 19 [ عدد 1 مايو 2007 ]

 

" كلا , لا نصلي معاً "

رئيس الوزراء البريطاني توني بلير , ينفي أنه صلى مع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش من أجل الحرب على العراق [ عدد 14 مارس 2006 ]

 

" عليك لعنة الله "

الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر , مهاجماً وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد لإبقائه القوات الأمريكية في العراق ورفضه تدخلها في حرب أهلية فيه [ عدد 28 مارس 2006 ]

 

" هناك الكثير من نظريات المؤامرة تلك بأن ديك [تشيني] يدير شؤون البلاد , أو كارل [روف] يدير البلاد … لماذا لا توجد نظريات مفادها أنني أدير البلاد ؟ إن ذلك يزعجني حقاً "

الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش مطلقاً نكتة خلال خطاب أدلى به في حفل عشاء غريديرون بواشنطن [ عدد 28 مارس 2006 ]

 

" حسناً لقد اعتقدت دائماً أن على الكتاب المقدس أن يبدأ ببيان إخلاء للمسؤولية في مقدمته يقول ( هذا محض خيال ) "

الممثل البريطاني إيان مكيلين , ساخراً من مطالبات بأن يبدأ عرض أحدث أفلامه The Da Vinci Code ( شفرة دافنشي ) ببيان إخلاء للمسؤولية يؤكد طبيعته الخيالية [ عدد 30 مايو 2006 ]

 

 

" أعتقد حقاً أنه يجب تحويل هذا الكتاب إلى مسرحية غنائية "

إتسوكو هيراتا , المترجم الياباني لكتاب Get Out Of Here , Curse You ( اخرج منها , يا ملعون ) , وهي رواية كتبها صدام حسين عشية الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 . الكتاب وصل إلى رفوف محال بيع الكتب اليابانية الأسبوع الماضي [ عدد 30 مايو 2006 ]

 

" من يدري ؟ قد أكون مطلوباً ! "

الرئيس الفلسطيني محمود عباس , بعد أن اضطر إلى إظهار جواز سفره لمسؤول على معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة . بعد أشهر من التفاوض مع اسرائيل , حصل الفلسطينيون على السيطرة على المعبر الأسبوع الماضي [ عدد 6 ديسمبر 2005 ]

نستولوجيا !

السبت, مارس 29th, 2008

الآن .. أكتب ورائحة الجاردينيا تملأ جنبات المنزل , ورثت حب النباتات من والدتي و من جدي كذلك , ارتبط حب النباتات بالنسبة لي بهم , حينما أتحدث مع والدتي عنها وابدأ باستعراض معلوماتي عنها والتفاخر بمعرفتي , تفاجئني بإحضار أنواع لم يخطر على بالي يوماً أنها موجودة ! , هناك أشياء صغيرة هي التي تمنعك من التكبر بما تعرف , لا يمكن أن يحيط إنسان بكل شيء , وإن قدّر له ذلك فمن المستحيل أن يدركها , الآن .. أكتب على الورقة و بالقلم , هذه المرة الأولى التي أفعل بها ذلك , وعيت على نفسي وأنا أكتب على الكمبيوتر وأملك كمبيوتر منذ ( صخر ) الذي تعلمت الحروف الهجائية عليه وكان رفيقي , الكتابة على الكمبيوتر ليست سيئة بالتأكيد , والزمن متغير لا يثبت , والواجب علينا مجاراته حتى لا نفشل , من سبقنا من الجيل الذي قبلنا كانوا يكتبون على الآلات الكاتبة , ولا أدري من سبقهم على ماذا كانوا يكتبون , ولكن يبقى القلم ويذهب غيره , هو باقٍ منذ اليوم الأول الذي بدأ فيه ربنا عز وجل بخلق المخلوقات , يبقى القلم الأقرب إلى القلب والأشد ألفة مهما ذهبنا إلى غيره , لا رائحة لما نكتبه بالكمبيوتر ولكن للحبر رائحة , الرائحة هي ما يجعل الأشياء قريبة منا , لا نستطيع تذكر شيء لا رائحة له ! الآن .. ورغم أني أكتب في الصباح إلا أن الجو جميل وهناك نسمات باردة تأتي وتذهب , بخلاف الأسبوع الماضي الذي كان جحيماً لا يطاق , لا شيء قادر على تشويه يومي كالجو الحار , تبدأ كل تصرفاتي تلبس لبوس السوء , لا أدري إن كنت ترابياً أم هوائياً , ولكن سأكون أكثر اقتناعاً لو كنت هوائياً , رغم ارتباطي الوثيق بالتراب الذي أعتقد أني أنتمي إليه – إن لم أكن مخطئاً – والذي ربما يغني لي الآن " القصة مش طقس يا حبيبي ! " , الآن .. يحوم حولي ما كنت أفكر فيه منذ الأمس ( من يحب لا يؤذي ) , كنت أفكر كثيراً بمن يحبون بعضهم وبالرغم من ذلك تتحول حياتهم إلى أذى متبادل ومشاكل لا تنتهي , لا استطيع أن أسمي هذا حباً ( فمن يحب لا يؤذي ) , لست أنا المخول بالكتابة عن الحب , فأنا من السوء الذي يجعلني آخر من يتحدث عنه , ولكن لنتحدث عن الحب بمفهومه الواسع : هل تحب وطنك وتتمنى دماره !؟ هل تحب والديك وأنت تعقهم !؟ لا يمكن أن يكون هذا حباً بأي حال من الأحوال , أن تحب هذا يحتم عليك أن تملأ قلب من تحب بالفرح , وأن تكون أنت دواءه لا داءه والسبب في ألمه , هذا يشبه أن تقول أنا لا أؤمن بالله ولكن أريد أن أدخل جنته , كيف تطلب أن تدخل جنة من لا تؤمن بوجوده أساساً !؟ – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً – , كذلك الحب كيف تحب وأنت تؤذي من تحب , عندما يصل الأمر لهذا الحد الأحرى بك أن تنسحب , أن تعيش في وحدة خيرٌ لك من أن تعيش في أذى أو تكون سبباً في أذى ..! , الآن .. وقمح !

أحلام واقعية ,

الأربعاء, مارس 12th, 2008

" أعتقد أنه ليس على القاص أو الشاعر مطلقاً أن يقدم أية تفسيرات لعمله , فالنص بمثابة آلة تخيلية لإثارة عمليات التفسير . وعندما يكون هناك تساؤل بخصوص نص ما , فمن غير المناسب التوجه به إلى المؤلف "
النص المقتبس السابق هو من إحدى المحاضرات التي ألقاها أمبرتو إيكو على طلبة الدراسات العليا بالأكاديمية الإيطالية في الولايات المتحدة الأمريكية بعنوان ( المؤلف ومفسروه ) , ما تحدث عنه في هذه المحاضرة ذو أهمية بالغة لمن كانت له اهتمامات في هذين المجالين أعلاه خصوصاً القصة والرواية , ما أودّ التحدث عنه الآن , و ما لفت انتباهي كثيراً هو ببساطة أن الرواية عند الكتّاب الغربيين ليست بالسهولة التي نجدها عند كتّابنا العرب مع احترامي الشديد لهم ولما يقومون به من عمل جميل , الرواية هناك مُتعبة تستهلك كثيراً من أوقاتهم وفكرهم و ربما تدوم كتابة رواية بـ 200 صفحة عشرة أعوام , الاهتمام لا ينصب على الحبكة وحسب , بل والتكنيك الذي تقوم عليه الرواية , في حين أن الروايات العربية منذ ألف ليلة وليلة سردية لا أكثر , على اختلاف الشهرزاد التي تروي ! وبعضها تتجاوز ذلك لتكون سيرة ذاتية ترتدي طاقية الإخفاء , أنا هنا لست متحاملاً ولا أعمم , و كذلك لست ناقداً مخولاً له التحدث عن هذا الأمر المهم , الرواية الآن طاغية على كل ما عداها من الفنون , حتى الشعر بدأ يخفت وهجه أمام الرواية والقصة , إذاً لست أتحدث عن أمرٍ هيّن على الإطلاق , لذلك ما أقوله الآن هو رأي شخصي لا أكثر ولا يعتد به بطبيعة الحال لأنه يصدر عن شخصٍ ليست له خبرة نقدية , ولكن ما أملكه هو الرؤية , ومن خلالها أنا أتحدث الآن , في هذه المحاضرة يتحدث أمبرتو إيكو عن روايته " بندول فوكو " واقتبس مرة أخرى من كلامه : " سألني أحد الصحفيين الفرنسيين ؛ كيف نجحت في وصف هذه الأماكن بهذه البراعة ؟ حينها شعرت بالزهو وأجبت : ربما يرجع ذلك لأنني عادة ما أكتب وفق نوع من ( الخلفية المشهدية ) التي أصممها قبل ذلك . وهذا وحده لا يكفي , لأنه في الحقيقة ماذا يعني أن تنظر إلى حيز مكاني ثم تحوله إلى كلمات ؟! بعد هذا اللقاء قررت الاهتمام بالمشكلة النظرية الخاصة بـ hypotiposis وربما تكونون قد عرفتم أنها الأثر البلاغي الذي تنجح الكلمات من خلاله في خلق مشهد بصري " . كذلك ليكتب فصلاً واحداً من روايته تلك قام بالسير لعدة ليال , حاملاً جهاز تسجيل , ومدوناً ملاحظاته حول ما يستطيع رؤيته وانطباعه عن ذلك , إضافةً لكل ذلك هو يمتلك جهاز كومبيوتر يستطيع عرض كيف يمكن أن تبدو السماء في أي وقت من أية سنة , عند أي خط طول أو عرض ! في حين أن المصداقية تكاد تكون معدومة عند بعض روائينا العرب الذي يبلغ بهم الإعجاز أن يكتبوا بإسهاب عن أماكن لما يزوروها قط ! أعود و أقول أن لدي الثقة الكاملة في قدرة روائينا الفائقة على وصف الأماكن ببلاغة – نجيب محفوظ كمثال – ولكن هل هذا يكفي حقاً لخلق رواية جميلة ؟! وهل كتّابنا قادرون على ذلك , أعلم أنهم يملكون الموهبة العظيمة لفعل ذلك , ولكن الموهبة وحدها لا تكفي , من العسير أن نطالب روائينا أن يتوقفوا عن الكتابة ريثما يصلوا إلى معرفة الأسلوب الأمثل لكتابة رواية , ولكن أعتقد أن عليهم أن يعوا الحد الأدنى من ذلك وأن لا يكتفوا بموهبتهم , حتى لا نعود لنتساءل بحرقة لماذا لم يأخذ نوبل إلا نجيب محفوظ ؟ ولو تمعنّا في ما يكتبه نجيب محفوظ رحمه الله لوجدنا أنه بارع في وصف الأمكنة والصور , لذلك ليس مستغرباً أن يتم تحويل أغلب أعماله إلى أفلام سينمائية , إنه يخلق سينما من الكلمات , سينما بمؤثرات تخيلية وصوتية من الحروف , هو متمكن إلى الحد الذي نقل به حارات مصر القديمة إلى نوبل , أعود مرة أخرى إلى أمبرتو إيكو الذي يخبرنا أن " كثيراً من المؤلفين في سبيل أن يعطوا القارئ انطباعاً بلا محدودية المكان ينظرون إليه كما يقال من وجهة نظر نملة . فأنا أستطيع أن أمشي من هنا إلى هناك في بضع خطوات , لكن نفس المسافة – من وجهة نظر نملة – طريق طويل وممل . استخدمت Eliot هذا التكنيك في " Prufrock " بوصف الشوارع من وجهة نظر الضباب ! " أجزم أنه لا أحد من روائينا العرب خطرت له هذه الفكرة وصف الأشياء من خلال وجهة نظر الأشياء , قبل أيام قرأت مقالاً يتحدث فيه كاتبه عن انتقال الرواية من الغرب إلى الشرق , ولا أدري على ماذا استند كاتب المقال ليخرج لنا بهذا الاستنتاج المهم , أعلم أن الرواية العربية تحظى الآن بالاحترام ولكن ليس للحد الذي نقول فيه أن مركز الرواية انتقل من الغرب إلى الشرق . فلا يزال الطريق طويلاً و وعراً للوصول إلى هذه الغاية ! شكراً لكم وعذراً على الإطالة ..