Archive for أكتوبر, 2012

الأربعاء, أكتوبر 31st, 2012

{ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ }

الطارق, آية 8

 

وصول عظمة السلطان إلى أم القرى

الخميس, أكتوبر 18th, 2012

 

أداء مناسك العمرة

لم يؤذّن عِشاء يوم الخميس من ليلة الجمعة الثامن من شهر جمادى الأولى إلا وقد بلغ ركاب سلطان العرب مكان السد بين جبل (حراء) وجبل (ثقبه) وأصوات الملبين من ركبه تتجاوب أصداءها في الفضاء ولما بلغوا موقفهم ذاك نادى مناديهم فأناخوا وهم محرمون ثم امتطى عظمة السلطان وبعض حاشيته خيولهم و ساروا بها بين السرادقات التي نصبت في الأبطح وازدانت بالأنوار ابتهاجاً بمقدم هذا الزعيم العربي العظيم ولما بلغت الخيول قريباً من المسعى ترجّل السلطان ومن معه وساروا إلى الحرم من باب السلام فدخلوه بخشوع وهيبة و احترام فطافوا وقد اضطبعوا أرديتهم ثم صلوا في مقام إبراهيم وخرجوا للمسعى فسعوا بين الصفا والمروة مشياً على الأقدام ثم ذهب عظمته إلى منزل آل بناجة حيث كان الناس بإنتظاره فيه فدخل البيت وحلّ احرامه ثم سار إلى المخيم . 

استعراض الخيل 

وفي الصباح كنت ترى جموع الجند من الأخوان قد ملأت سهل الأبطح تنتظر خروج الامام لرؤيته والسلام عليه وكذلك جموع أهل مكة من أهل العلم والوجهاء والتجار تنتظر في السرادقات المنصوبة. سار الموكب السلطاني من مقره فأستعرض بالأبطح قسم الخيالة من جنده فكنت تراهم يعدون وكل واحد يصيح (أنا خيال التوحيد أخو من طاع الله) ويضرب برصاصه في الفضاء ولما انتهت الخيالة تقدم الركب قليلا حتى صار على بعد أمتار من السرادق المنصوب . 

سلام الاخوان 

أناخ الامام راحلته وترجل فأحاط به الاخوان مع كل جانب وأقبلوا عليه يهنئونه بالسلامة وكثير منهم لم يره من قبل فكنت ترى مآقيهم دمعةً فرحاً وسروراً برؤياه ووجوههم مستبشرة بطلته البهية فمنهم من كان يصافحه بيده وقليل منهم من كان يكتفي بهذا بل كانوا يهجمون على رأسه فيقبلون أنفه الحمي وجبهة الأسد وهو بين هذه الجموع المزدحمة حوله باش وجه يتحمل هذا الزحام برضى وسرور وكنت تلقى الواحد من هؤلاء الاخوان يقبل السلطان من جهة ثم يذهب ويعود إليه من جهة أخرى فيقبله ولم يستطع الامام أن يقطع خمسة عشرة متراً إلى السرادق بأقل من نصف ساعة .

سلام الأهلين

ولما دخل السرادق أذن لوفود الأهلين بالدخول عليه فقدموا في مقدمتهم الشيخ عبدالقادر الشيبي أمين مفتاح بيت الله فتقدم وحمد الله إلى الامام وصوله بالسلامة ثم قدم له الناس وكان يعرفه بهم شيخ بني شيبة واحداً واحداً وكلهم يصافحه بيده ولم يشأ أن يقبلوا يده وقال أن المصافحة من عادات العرب ومن فعل الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع بعضهم بعضاً وعادات تقبيل اليد جاءتنا عن الأعاجم وقد كان الزحام في السرادق على رحبه شديداً والناس كلهم وقوف ينظرون والامام يحدثهم بأحاديث تسحر الألباب لأن الجميع يستشعرون الاخلاص بقائلها ويشعرون أنه يخرجها من قلبه وكم كنت ترى الدموع تسيل عند سماع تلك الاقوال العذبة. تكلم عظمة السلطان عن غايته من حركته الأخيرة في الحجاز ولخص القول عن حقيقة معتقد الوهابيين مما يجده القارئ في الخطبة التي نشرناها في غير هذا المكان والتي ألقاها الامام في حفلة العلماء ثم انتقل القول عن بعض حوادث الطائف فأبدى أسفه الشديد لما وقع وقال ان جنده اتخذ جميع الاسباب لمنع وقوع الحرب داخل مدينة الطائف ولكن الشريف علياً لم يشأ إلا أن يحارب داخل المدينة فحصل ما حصل مما أسف له أشد الأسف وقد واسى قلوب بعض الموتورين من تلك الحادثة وبعد أن أتم الامام أقواله هذه طلب شيخ بني شيبة أن يجتمع بعلماء البلد الحرام في وقت متسع فيحدثهم بالحديث الذي ذكره في السرادق فضرب له الامام الموعد في الند (السبت) وانصرف القوم مسرورين فرحين مستبشرين . 

معية عظمة السلطان 

قدم في معية صاحب العظمة خلق كثير من آل بيته الطيبين ومن العلماء والأفاضل وفي مقدمتهم الأمير محمد بن عبدالرحمن أكبر أخوة السلطان والأمير عبدالله بن عبدالرحمن أخوه أيضاً وولداه الأمير محمد والأمير خالد وقد ضاق نطاق هذا العدد من ذكر من قدم معه من الرجالات المعروفين من أمراء جيشه وقواده كما ضاق عن ذكر بعض أخبار الرحلة السلطانية من الرياض إلى أم القرى وموعدنا في ذلك عددنا القادم إن شاءالله تعالى . 

* من صحيفة أم القرى العدد 1 يوم الجمعة 15 جمادى الأولى سنة 1343 هـ 11 ديسمبر 1924 م .
** ما تحته خط لم أستطع قرأته جيداً, لذلك غير متأكد منه. أما بالنسبة لجبل حراء فهذا خطأ, اسم الجبل جبل النور وفيه غار حراء.

الثلاثاء, أكتوبر 16th, 2012

عند النوم تلمع عيناي كقط
ليس لأنهما جميلتان
ولكن لأنهما تمتلأن بالدموع .

خلييييك !

الأحد, أكتوبر 14th, 2012

حرام عليك حرام ..
وحياة عينيك حرام ..
خليك هنا بلاش تفارق ..

This Never Ending Night *

الإثنين, أكتوبر 8th, 2012

أحب القراءة والكتابة, أحب قضاء وقتي مع الأفلام, ولم يعتريني اليأس بعد, ليس بدرجة كبيرة على أية حال, لكن حاجتي كبيرة لأحدّث أحداً عن همومي الصغيرة ولا يضحك عليّ. أحب أن أشتكي له عن حكم مباراة الليلة اللعين الذي تسبب بهزيمة ميلان. أحب أن أحكي له عن رغبتي القديمة بشراء سيكل, وحينما يسألني لماذا لم تشتريه حتى الآن؟ أجيبه بهز كتفي وزمّ شفتاي بمعنى أني لا أعرف. أحب أن أحدثه عن عملي وعن المواقف التي تحدث فيه, كل يوم يحصل لي موقفٌ هناك, ونضحك سويةً عليها. أحب أن أحكي له عن صوت بطني المضحك في الصباح, وإعتقادي أن سببه قهوة دانكن دوناتس الزفت, لكني مضطر لشرائها لأني لا أجد غيرها في طريقي, أو ربما لأنها أصبحت روتيناً غبياً. أريد أن أحدثه عن تسريحة شعري الجميلة التي شاهدتها في المرآة قبل قليل, سأقول له إن وصفها مضحك لكنها جميلة, تخيل خصلات شعر ناعمة لكنّها ملتفة من الأمام كأنها قبعة صغيرة, و اسأله هل فهمت؟ وحينما يقول لا, أقول له انتظر سأصورها لك. سأخبره عن هلعي من أن يصبني الصلع, ومن شدة خوفي حلمت قبل أمس أني أصلع, وأسأله هل لك أن تتخيل رعبي؟ مرّ زمن طويل منذ آخر كابوس. سأحدثه عن وجه الشبه بيني وبين بول نيومان, كلانا له ذات فصيلة الدم, أعتقد أنه لن يعجبه هذا التشابه, لكن سأقول أن هناك أشياء أخرى نتشابه بها لكني لا أذكرها الآن. سأحدثه عن بعض كتاباتي السريّة, وسآخذ منه وعداً أنه لن يضحك حينما يقرأها, سأشرح له أيضاً بعض المعاني فيما أكتبه في تويتر, مثلاً التعليق عن اللغة والسياسة والأدب, وأن السبب هو مقال ديفيد إغناتيوس في الشرق الأوسط, سأقول له أيضاً لماذا كتبت "تبارك من أيقظني لحبك" , أو من الذي قال : "دعه أيها المثبط, والله لو كنت في زمن النبوة لنزل فيك قرآناً", هذا أحد أصدقائي الجدد أسمه فهد, يتحدث هكذا بالفصحى طوال وقته, وتدمع عيناي معه من شدة الضحك. أريد أن أحدثه عن خوفي, هناك أشياء أخاف منها كثيراً لكنها تبقى في قلبي, سأحدثه بكثرة عن مخاوفي ليمسح عن فراغ فؤادي. وسأخبره بغرور مصطنع أن حديثي الطويل معه ليس بسبب أن اليأس يعتريني, ليس كثيراً على أية حال, لكن لأن لديّ هموماً صغيرة أرغب في قصّها عليه.