بِسمعك ..
كان أبي صاحب إبل ؛ يدلل إبله حتى خشيت أنهنّ من بناته . أخذ منها حُلمه وصبرهُ وسعة باله . وأنا إبن أبي أخذت منه ما أخذ . أذكر صغيراً أنّا كنا نجلس نتأملها بالساعات , نستمع إلى كل صوت , رغاء الإبل وحفيف الشجر وغناء الطيور وصوت الريح . أحببت من يومها الإنصات , أيقنت أنه صنو المعرفة , ليس هناك من أحد ينصت أكثر مني . يمكن لمن يقرأ هذا الكلام أن يصرخ في وجهي ماهذا الغرور . لا ليس هذا بغرور هو أقل قليلاً من حديثٍ عن النفس , وأكثر من إيصال وجهة نظر أؤمن بها ؛ أني ولا ريب أحب الإنصات إلى الأصوات وأحاديث الناس . اتأمل الوجوه وأبتسم . وها أنا أرهفت سمعي لكم , قولوا لي كل ماتودون قوله حتى وإن كان مُغضباً , فإن صدري يسع كل شيء . مع توضيح أن هذا فقط لترموا برسائلكم في الصندوق , وليس لتبادل الكلام , فأنا لست من الأشخاص الذين يرغبون في تكوين صداقات مع أحد : )