Archive for يونيو, 2013

لا تفعل.

السبت, يونيو 22nd, 2013

"سمعتُ عزمكَ على فراقنا؛ رجاءً لا تفعل. تَميلُ إلى حَميمٍ و صديقٍ آخر؛ رجاءً لا تفعل. عمّا تبحثُ في عالمِ الغربة يا غريب؟ و أي فؤادٍ مريضٍ تقصد؟ رجاءً لا تفعل! لا تسرقنا منا, لا تتركنا و تُغادر إلى الغربة, بهذا تصيب المسروقين الآخرين؛ رجاءً لا تفعل. يا من تهدّم القمرُ و الكونُ من أجله؛ إنك تهدمنا هدماً؛ رجاءً لا تفعل! يا من مقامه فوق الوجودِ و العدم؛ إنك بهذا تترك مجال الوجود؛ رجاءً لا تفعل."

مولانا جلال الدين

 

Tu vois, je n’ai pas oublié…

السبت, يونيو 15th, 2013

الجمعة, يونيو 14th, 2013

من هو الممثل إذن؟

– نحن رواة قصص (Storytellers) ونحن صعالكة ومتشرّدون بعيدا عن عملنا. أعيش كمتشرد وصعلوك على أي حال. أركب جيادي وألتحم مع من ألتقي بهم وأعايشهم. أختفي فيما أحب أن أقوم به. أغني وأعزف غيتاري وأسعد كثيرا حين أخرج من بؤرة الرؤية وأغيب عن الكاميرا. بالنسبة لي إذن، شخصية ألكسندر هي كابوس رازح إذا ما انطلت علي بعد مغادرتي الدور. لا يمكن معايشة الشخصية التي تمثّلها إلا حين العمل. لا شيء أسوأ من أن تبقى معك بعد ذلك. ذلك قبل ثماني سنوات، وكما ذكرت أنت، قلت إنني لا أريد أن أكون أكثر شهرة لأنني أريد أن أحافظ على ما أنا عليه. تنظر إلى بعض الممثلين الجدد وتشعر بأن الحياة باتت جريمة. لا يستطيعون الخروج من منازلهم أو الانخراط في حياة اجتماعية عادية. ذلك أمر بائس.

 

بونجورنو بون جوفي!

الأحد, يونيو 9th, 2013

بالنسبة لي أحب المطاعم المنزوية, المجهولة, المختفية في داخل الأزقة, تلك المطاعم الغاية في البساطة لكنها تمثل لروادها نادياً خاصاً. هذا المطعم أحدها, لا أدري كيف قادتني الصدفة إليه, بعد أن ابتلعتني الحواري الضيقة. مررت من أمامه و وجدت صاحب المطعم يقف بجانب الباب. يشبه جورج مايكل لكن بملامح إيطالية. قلت له تشاو سنيور, رد تشاو. لم ألتفت إليه و وقفت أنظر إلى المينيو المعلّق على الجدار لكن لم يعجبني, كانت الأسعار مرتفعة قليلاً بالنسبة لمطعم رديء مثله, أكملت مسيري, لكن كان هناك شيئاً يقول لي أرجع أرجع! رجعت, كان السنيور لم يتحرك من مكانه, قلت له تشاو سنيور, قال تشاو, أدخل سيعجبك المكان. كان المطعم حقيقة يقبع في القبو, أن تنظر إلى الفتحات الصغيرة أعلى الجدار هو أن تنظر إلى أرجل الناس وهي تسير في الشارع. لكنه كان مذهلاً, قد تزور مطعماً و تشعر فيه بالحميمية كأنه بيتك الثاني, لكن في نهاية الأمر يبقى مطعماً, كان هذا بيتاً فعلاً, حتى رائحة المغسلة تذكرني ببيت روزأنجيلا الذي سكنته في ميلانو, الأشد إذهالاً في الأمر أن في كل زاوية في المطعم تجد قميصاً معلقاً لفريق ميلان, قمصان من السبعينات حتى التسعينات, مشاهدتها جعلت قلبي يرفرف. جاءتني ابنته تأخذ مني الطلبات, أذكر أني طلبت أشياءً كثيرة جعَلَتها تضحك. قلت لها أحب أن أجرب كل شيء هنا! لا أذكر ما الذي حدث بعد ذلك, أتذكر فقط شعور السعادة الذي بقي معي لليوم التالي, سعادة جعلتني لا أفكر بالرجوع إليهم حتى لا تنكسر تلك الصورة. كان هذا قبل شهر ونصف. اليوم لا أدري ما الذي جعلني أمر قريباً من المطعم, لم أكن جائعاً, لكن قلت سأذهب إليهم, وجدت السنيور يقف في نفس المكان, كأني تركته من ثانية ونصف فقط, قلت له تشاو سنيور, ردّ عليّ بإرتباك تشاو, جئتنا مرة واحدة ولم تعد أبداً, لم يعجبك المكان؟ قلت له "أعجبني كثيراً, لكن.." لم أكمل, شعرت أن لغتي خانتني, كان ينظر إليّ يريد معرفة السبب, ابتسمت في وجهه وقلت هل يمكن أن أدخل؟ سبقني إلى الأسفل و قال للعاملة (الجديدة) طاولة لشخص واحد, مثير للشفقة, دائماً لواحد. لو قال ذلك عني قبل شهر ونصف لكنت ضحكت كثيراً, لكن هذه المرة أردت أن أرد عليه رداً قاسياً, أن ألكمه على وجهه و أجلس في زاوية أبكي ويداي ترجفان من العصبية. على أية حال بلعت لساني و قلت أريد أن أجلس هناك في الركن البعيد. جلست, وضع يده على كتفي وسألني ماذا ترغب أن تأكل اليوم؟ كثيراً كالمرة الأخيرة؟ هل تعلم بأننا ضحكنا عليك طويلاً أنا والشيف؟ قال من هذا الذي سيأكل لوحده كل هذه الطلبات, أنت لا تعلم ولكن الشيف جاء من بعيد ونظر إليك يريد أن يرى الرجل الضخم الذي سيأكل كل هذا, وحينما رأك نحيلاً ضحك ربما ليومين متتالين. كان يقول هذا الكلام بإنجليزية لم أرى أكثر منها ركاكة في حياتي, كان يقول كلمتين أو ثلاث ويضحك, لكني لم أضحك. بعد أن أنتهى, قلت له بالإيطالية هل أنت دائماً فظ هكذا؟ وقع على ركبته من الضحك وقال لي يا صديقي أنا من سردينيا. لم أتمالك نفسي أنا أيضاً وضحكت, على الرغم من أني لا أعرف معنى كلامه أنه من سردينيا, لكني شعرت أنه يعرفني من ألف سنة. حتى غضبي عليه كان لأني شعرت كأني أعرفه من ألف سنة. كان ينظر إليّ و الدموع في عينه من فرط الضحك. قلت له أين ابنتك؟ قال لي ماي غيرل نوت كم. قلت له يا رجل لك مئة سنة في مانشستر ولا تزال تتحدث بهذه الركاكة؟ ضحك أطول من قبل وأخذ يقول بالإيطالية آه يا سيدتي العذراء, و يشتم ويقول اللعنة على الإنجليزية هذا لأني لا أطيقها. و أخذ يردد آه يا سيدتي العذراء ماذا دهاني اليوم؟ لم أضحك من ميلاد سيدتي العذراء, آه يا سيدتي العذراء. قلت له أفضل ما فيك أنك روسونيرو و تشبه جورج مايكل, قال لي وأنت تشبه بون جوفي. قام من عندي وهو يرددها و يضحك. أرسل لي النادلة وأخذت مني الطلبات وسألتني ماذا فعلت بالرجل؟ يبدو أنه في طريقه إلى الجنون, حمداً لله أن المطعم فارغ الآن لم يرى أحداً هذه الفضيحة. انتهيت من الأكل و أنا في طريقي للخروج سمعت رجلاً ينادي بون جوفي, هيه بون جوفي, السلام عليكم. كان هذا الشيف, قلت له السلام عليكم. أجابني بغضب قل وعليكم السلام, خطأ أن تجيب هكذا. ثم قال لا لا تشبه بون جوفي, أنا أشبهه أكثر منك وضحك. قلت له بحق الله ماهذا المطعم المجنون! قال: لا عليك لا عليك, ثم تحدث بوجه من قَدِم من الحرب لتوّه: هل أعجبتك البيتزا والباستا؟ لا تغب عنا كثيراً, اعتبر نفسك واحداً منا. أجبته سأفعل, أنت من سردينيا أيضاً؟ قال نعم وأنت؟ أجبته: من سردينيا مثلكم.

فهد

السبت, يونيو 8th, 2013

" في تلك الفترة بدأ يتضّح أنني أتحول شيئاً فشيئاً, إلى "وزير تحت التمرين". كنت قد رأيت الأمير فهد بن عبدالعزيز في الستينات الميلادية (الثمانينات الهجرية) عدة مرات, إلا أن المقابلات لم تتجاوز السلام العابر. لم يتح لي أن أعرفه معرفة حقيقية إلا أثناء عملي في المؤسسة. بعد أسابيع قليلة من انتقالي إلى الدّمام زار الأمير فهد المنطقة وذهبت للسلام عليه. طلب أن يراني على انفراد, وبقيت بعد أن إنصرف الحاضرون. بدأ يتحدث بإنطلاق وعفوية وفُوجئت خلال الحديث أنه يتحدث عن فلسفة تنموية لا تختلف عن تلك التي كنت أطمح إلى وضعها موضع التنفيذ. قال الأمير فهد: "أنا لست من حملة الشهادات العالية ولست من المثقفين. ولا أعرف النظريات الإقتصادية. ولكني أعرف تماماً ما يريده كل مواطن. يريد المواطن بيتاً لائقاً يضمه ويضم أولاده. ويريد عملاً كريما يرتزق منه. ويريد مدرسة في الحي يرسل إليها أطفاله. ويريد مستوصفاً متكاملاً بقرب بيته. ويريد مستشفى لا تبعد كثيراً عن المستوصف. ويريد سيارة. ويريد خدمة كهربائية منتظمة. ويريد…" إتضح لي من خلال الحديث, أن الأمير فهد كان, عن غير قصد, يتبنى النظرية التنموية التي عُرفت, فيما بعد, بإسم اشباع الحاجات الأساسية. كان الأمير فهد وقتها نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية وقد بدأ يضطلع بدور متزايد في إدارة شئون الدولة. لم يقل الأمير فهد شيئاً عني ولكني في نهاية اللقاء خرجت بإنطباع واضح وهو أن في ذهنه لي دوراً يتجاوز تسيير القطار وإدارة الميناء".

السبت, يونيو 1st, 2013

 

ألا يا نسيم الريح بلّغ مها نجد, بأني على ما تعلمون من العهدِ / فإن كان حقاً ما تقول, وعندها من الشوق المبّرحِ ما عندي / إليها ففي حرِّ الظهيرة نلتقي بخيمتها سِرّاً على أصدقِ الوعدِ / فتلقي و نلقي ما نلاقي من الهوى, ومن شدّةِ البلوى ومن ألم الوجدِ / أأضغاث أحلامٍ؟ أبشرى منامةٍ؟ أنَطقُ زمانٍ كان في نَطقه سعدي؟ / لعلَّ الذي ساق الأماني يسوقها, عياناً فيهدي روضها لي جنى الوردِ.