Archive for يناير, 2008

الإثنين, يناير 28th, 2008

من المؤكد أن لفظ الضيق أضعف من أن يعبر عن الأشجان المضنية التي كنت أقع فريسة لها في كل حين , إن هذه الأشجان تستولي علينا فجأة و نحن في قمة سعادتنا , فقبل لحظة يضحك لك كل شيء , و تضحك أنت لكل شيء , و فجأة إذا بغمامة سوداء داكنة تتصاعد من أعماق النفس و تقف حائلاً بين المتعة و الحياة , و إذا بها تكون ستاراً أغبر يفصلنا عن بقية العالم , وإذا بحرارة هذا العالم و حبه و ألمه و انسجامه لا تصلنا إلا في صورة انعكاس مجرد , فترى و لا تتأثر و ربما أودى بنا ما نبذله من جهد يائس لإختراق هذا الستار الفاصل إلى ارتكاب أية جريمة و قد يصل بنا الأمر إلى القتل أو الإنتحار و ربما إلى الجنون ..

* أندريه جيد
ايزابيل

عن الكذب و الخيانة و سوء الفهم !

الخميس, يناير 24th, 2008

 

 

" [..] أن تكذب هذا سهل للغاية و لكن تكمن الصعوبة في ما يترتب عليه الكذب من مآسي تهز طينك الرخو أساساً حتى تسقط , يفتك بي اللاحق من الكذب , يلزم عليك حين تكذب أن تتقمص كذبتك تماماً , لا أدري لماذا كنت أكذب , لست محتاجاً له .. إني أتألم , أتألم بسبب كوني خائن و كاذب , و أني أصبحت جزء من هذه الحياة الموبؤة , أصبحت موبؤاً بالكذب والخيانة , و أني صرت وحيداً كالجمل الأجرب , يهرب الناس منه كيلا يعديهم .. هل تصدقيني حقاً !؟ "

 

عرضت هذا الجزء على أختي العزيزة , و حين قرأته باغتتني قائلة : " لا تكتب هكذا مرة أخرى " , لم أفهم في البداية ماذا تقصد , فسألتها : " لماذا ؟! " , قالت : " أنت أفضل من هذا " .. ضحكت طويلاً , و أخبرتها أن هذا جزء من قصة قمت بكتابتها و لست أتحدث عني بطبيعة الحال , بالرغم من أنها لا تلام على ذلك , في الفترة الأخيرة جميع القصص التي أكتبها كانت ذات شخصية واحدة , بمعنى أنه هناك راوي يتحدث و إن كان يتحدث عن مواقف و أحداث أخرى إلا أنه أساساً يتحدث عن نفسه , من اعتز برأيهم كثيراً أخبروني بأن هذا سمة مميزة فيما أكتبه , ربما !

.. سلّم !

الخميس, يناير 3rd, 2008

 

 

الحديث عن هذه الاغنية بالذات شديد الصعوبة , من منّا يقدر على الحديث عن أسطورة أو معجزة بلسان معقود !؟ بالنسبة لي أراها أعظم أغاني فيروز على الإطلاق , هنا بالضبط تجدون الكمال , المنتهى .. الآخر من كل شيء , اعجازها ليس فقط من ناحية الصوت أو الموسيقى أو الكورال أو حتى الكلمات / القصة , اعجازها يكمن في أنها أخذت الأجمل من كل شيء .. ما يهمني الحديث عنه تحديداً هو الآلات الموسيقية خصوصاً ( الكمان – القانون ) و فيروز المتقنة البارعة , في هذه الأغنية أراد عزيزي المسيو زياد اثبات عظمته الموسيقية ليس بالبيانو ( الشاطر فيه ) , وإنما بسطوته كموسيقار على باقي الآلات .. أوه أتحدث أنا ! , لا تهتموا لحديثي وإنما سأرشدكم فقط إلى عظمة هذه الأغنية , في الدقيقة 2:14 مثلاً ( ضحكات عيونو ثابتين ما بينقصوا ) حينما تقول ( عيونو ) ترى المدى الواسع جداً و حينما تقول ( ينقصوا ) تشعر فعلاً بـ ينقصوا القصيرة المقطوعة ! , هذه إحدى الاشياء التي تبرهن عظمة فيروز المغنية و زياد الموسيقار , وفي الدقيقة 3:12 على سبيل المثال , استمعوا فقط إلى عازف القانون الذي وصل إلى حد النشوة فضرب بيده الآلة وخرج منه هذا الصوت الفاتن , و أعتقد أنه أراد تكراره و لم يستطع أو ربما خشي من نظرات المسيو زياد المرعبة أو شتائمه الوقحة فأرتبك و عاد إلى النوتة , في الدقيقة 4:38 آآآه الكورال , هل رأيتم آه مقطوعة يوماً , سريعة ؟ لا تستغربوا .. تعمد صديقي العزيز زياد ذلك , أرد أن تخرج الآه ناقصة ليأتي صوت فيروز كاملاً من أعماق أعماقها وهي تقول ( هوي ) .. ركزوا كثيراً على هذه الكلمة بالتحديد لتعرفوا من أين تخرج , ولتتعرفوا على زياد المستفز لعنة الله عليه , في الدقيقة 4:46 لمحة كورالية أيضاً , فيروز وهي تقول ( بوسو بخدو طولّي علييييه ) , ثم يبدأ الكورال تحديداً من عند ( ولي ) الطاء لفيروز فقط , ما بعرف ليش ! , ربما أرد التكفير عن استفزازه في المرة الأولى والطاء تعني العودة إلى الطا..عة , فهمت علي ؟ ( ما بيقدر ياخيي يزعل أمه ) , ثم وأخيراً الدقيقة 4:52 الكمان الكمان الكمان , هل تسنّى لكم يوماً الاستماع إلى كمان يتحدث ؟ هنا كمان يتحدث .. تيرا !

 

* منذ انشأت هذه المدونة و أنا أقول في نفسي ماذا سأكتب و أنا الفارغ ؟ ستكون هذه المدونة فارغة بالتأكيد مثلي تماماً , ولكن بقيتُ فارغاً و أصبحتْ ممتلئة , ثم حين أنتهي من كتابة أي شيء أقول في نفسي ( مرة أخرى أيضاً ) أعتقد بأن هذا الموضوع الأخير , ماذا سأكتب بعد بعقلي الفارغ ؟ و رغم ذاك يكتب عقلي الفارغ و أظلّ أنا على خوائي .. لعنة الله على هذا المكان أيضاً .. سأتوقف حتى .. !