الحديث عن هذه الاغنية بالذات شديد الصعوبة , من منّا يقدر على الحديث عن أسطورة أو معجزة بلسان معقود !؟ بالنسبة لي أراها أعظم أغاني فيروز على الإطلاق , هنا بالضبط تجدون الكمال , المنتهى .. الآخر من كل شيء , اعجازها ليس فقط من ناحية الصوت أو الموسيقى أو الكورال أو حتى الكلمات / القصة , اعجازها يكمن في أنها أخذت الأجمل من كل شيء .. ما يهمني الحديث عنه تحديداً هو الآلات الموسيقية خصوصاً ( الكمان – القانون ) و فيروز المتقنة البارعة , في هذه الأغنية أراد عزيزي المسيو زياد اثبات عظمته الموسيقية ليس بالبيانو ( الشاطر فيه ) , وإنما بسطوته كموسيقار على باقي الآلات .. أوه أتحدث أنا ! , لا تهتموا لحديثي وإنما سأرشدكم فقط إلى عظمة هذه الأغنية , في الدقيقة 2:14 مثلاً ( ضحكات عيونو ثابتين ما بينقصوا ) حينما تقول ( عيونو ) ترى المدى الواسع جداً و حينما تقول ( ينقصوا ) تشعر فعلاً بـ ينقصوا القصيرة المقطوعة ! , هذه إحدى الاشياء التي تبرهن عظمة فيروز المغنية و زياد الموسيقار , وفي الدقيقة 3:12 على سبيل المثال , استمعوا فقط إلى عازف القانون الذي وصل إلى حد النشوة فضرب بيده الآلة وخرج منه هذا الصوت الفاتن , و أعتقد أنه أراد تكراره و لم يستطع أو ربما خشي من نظرات المسيو زياد المرعبة أو شتائمه الوقحة فأرتبك و عاد إلى النوتة , في الدقيقة 4:38 آآآه الكورال , هل رأيتم آه مقطوعة يوماً , سريعة ؟ لا تستغربوا .. تعمد صديقي العزيز زياد ذلك , أرد أن تخرج الآه ناقصة ليأتي صوت فيروز كاملاً من أعماق أعماقها وهي تقول ( هوي ) .. ركزوا كثيراً على هذه الكلمة بالتحديد لتعرفوا من أين تخرج , ولتتعرفوا على زياد المستفز لعنة الله عليه , في الدقيقة 4:46 لمحة كورالية أيضاً , فيروز وهي تقول ( بوسو بخدو طولّي علييييه ) , ثم يبدأ الكورال تحديداً من عند ( ولي ) الطاء لفيروز فقط , ما بعرف ليش ! , ربما أرد التكفير عن استفزازه في المرة الأولى والطاء تعني العودة إلى الطا..عة , فهمت علي ؟ ( ما بيقدر ياخيي يزعل أمه ) , ثم وأخيراً الدقيقة 4:52 الكمان الكمان الكمان , هل تسنّى لكم يوماً الاستماع إلى كمان يتحدث ؟ هنا كمان يتحدث .. تيرا !
* منذ انشأت هذه المدونة و أنا أقول في نفسي ماذا سأكتب و أنا الفارغ ؟ ستكون هذه المدونة فارغة بالتأكيد مثلي تماماً , ولكن بقيتُ فارغاً و أصبحتْ ممتلئة , ثم حين أنتهي من كتابة أي شيء أقول في نفسي ( مرة أخرى أيضاً ) أعتقد بأن هذا الموضوع الأخير , ماذا سأكتب بعد بعقلي الفارغ ؟ و رغم ذاك يكتب عقلي الفارغ و أظلّ أنا على خوائي .. لعنة الله على هذا المكان أيضاً .. سأتوقف حتى .. !