Archive for مايو, 2008

زهرة قلبي لك , اقطفها !

السبت, مايو 31st, 2008

 بالأمس .. كان آباءنا على هذه الأرض لا يجدون ما يأكلونه , يطاردون السراب ويسفّون التراب ليسدوا جوعهم , عاشوا الضعف بكل صوره ! , ولأنهم عاشوه عرفوا معنى الأخوّة والتكافل والتراحم حتى غدت هذه المثُل شيئاً منهم , كان الشاذ فيهم من يرى نفسه خيراً من الآخرين .. واليوم انقلبت هذه الآية , بتنا نحن من يستضعف الآخرين ويحتقرهم ويذلهم , تجاهلنا ماضينا وجميع  القيّم التي كانت متأصلة في نفوس آباءنا وأجدادنا حتى أصبحنا معدومي الإنسانية , نحتقر الآخرين ولا يرّف لنا جفن ! دع عنك أن نستشعر آلامهم ونواسيهم ! مايحدث كل يوم أمام أعيننا معيب , في حق الله أولاً وفي حق أنفسنا والآخرين , إن لم تكن إنسانيتنا هي الرادع لنا فلن يفيد الدين ولا التربية , فهي لا قيمة لها إن لم يحتويها قلب مليء بمحبة الآخرين , مليء بالعطف .. لسنا أنبياء ولا ملائكة , ولكن ليس هناك مبرر لنؤذي الآخرين و نحتقرهم , هؤلاء الضعفاء حينما نجلس إليهم نجد كم هم عظماء من الداخل , وكم هي قلوبهم صافية ومليئة بالطيبة , وأن استحقارنا لهم يؤذيهم ويمزق قلوبهم .. لماذا لا نتخيل يوماً أننا سنكون في مكانهم ؟ لماذا نرتضي للآخرين مالا نرتضيه لأنفسنا وللقريبين منا , لا تؤذوا أحداً , تذكروا قبل أن تسببوا الأذى لأحدٍ أنكم تؤذوا الله !

* ذات صلة

لفيـروز ,

الأحد, مايو 25th, 2008

 

الحياة بوجهات نظر مختلفة (1)

الجمعة, مايو 9th, 2008

الحياة من وجهة نظر خبزة ..

أنا خبزة , جئت إلى الحياة قبل يومين , وسأرحل قريباً , نحن الخبز لا نعمّر طويلاً , لأننا لا نملك وسائل دفاع كالتي يملكها الإنسان على سبيل المثال , على الرغم من أننا نشترك معهم بصفات كثيرة , فنحن يوجد لدينا خبز أبيض وخبز أسمر , وخبز طويل وخبز قصير , ولدينا خبز جميل يذهب للأغنياء , وخبز مخصص للفقراء فقط , نحن الخبز أعدادنا كبيرة , وأعتقد أننا نصل في اليوم الواحد إلى 10 مليارات خبزة , ولكن لم نفكر يوماً في السيطرة على الأرض لأننا مسالمون , سمعت الكثير عن الإنسان لذلك أنا ممتنة كثيراً إلى الله أن عمري قصير !

الحياة من وجهة نظر زرعة ..

أنا زرعة , وأشعر أن الحياة باعثة على الشقاء , وأحب أن أموت , بالأمس فقدت أمي , لذلك أنا حزينة وذابلة , بالمناسبة أنا غاضبة على هؤلاء البشر , لأنهم قساة ومجانين , أنا غاضبة و أود لو أن الله يخسف بهم ليكفوا عن قتلنا وقتل العصافير , ولكن أجد عزائي أنهم يقتلون أنفسهم أيضاً , هؤلاء البشر المجانين !

الحياة من وجهة نظر مكيف ..

أنا مكيف , ولا أعلم سبب هذه التسمية لأنها غريبة , وأشعر أحياناً أنها غير لائقة , في المرة الأولى التي أتيت بها من أمريكا إلى هنا بعد رحلة شاقة وطويلة كانوا يسموني كنديشن , أعجبتني هذه التسمية , ثم استيقظت يوماً وإذ بهم ينادوني مكيف , فشعرت بالغضب وقمت بالإضراب حتى يعيدوا لي اسمي , وحين لم يستمع إليّ أحد عدت إلى العمل من جديد , يقولون أني مزعج , في الحقيقة هذا غير صحيح , ومن يتفوه بهذا الهراء عليه أن يخجل من نفسه , فأنا أرى أشياء مريعة تحصل أمامي ولم أتحدث عنها يوماً , لأني في الحقيقة كتوم ولا أحب أن أفشي سراً , ليس لدي تعليق عن الحياة , ولكن أعتقد بأنها جيدة لولا هؤلاء البشر ناكري الجميل !

الحياة من وجهة نظر الموت ..
 
أنا الموت , وأود طرح تساؤل يشغل فكري كثيراً , لماذا أنتم تسمون هذا الشيء حياة , لأنها مستمرة !؟ ستنتهي يوماً وسأبقى , أنا الحياة !

Ne Me Quitte Pas

الأربعاء, مايو 7th, 2008

حين وقف منتصف المسرح غافل الضوء المسلط عليه وأهداها لسوزانا , انفصالهما والطريقة التي يشد فيها على الحروف حين يعيد لا تتركيني لا تتركيني , يمكننا أن ننسى , يجب أن ننسى , الطريقة التي يضم فيها الضوء أبكت الكثيرين , كيف استغفلنا بحزنٍ مصطنع , جاك بيريل أفلت يد سوزانا من قبل أن يكتب موسيقى رجاءاته الموجعة بكثير , يجب أن ننسى من رحل , يقول , لا يمكننا أن ننسى , كيف يمكن أن تستيقظ بيدٍ واحدة وتنسى , كيف يمكن أن تنسى أنك أصبحت النصف فقط , نصف خزانة , نصف وسادة وحصة طعام واحدة , لا يمكن أن ننسى وأكره حين يشد على الموسيقى ويصرخ لا تتركيني .

Ne Me Quitte Pas

نسـيان

الله كبير !

الثلاثاء, مايو 6th, 2008

 

في مدونات الوردبريس يوجد ما يسمى بالتعقيبات .. هي باختصار حينما يتحدث أحد عن مدونتك يظهر لديك , في الحقيقة لم أشاهدها قبلاً لأنها لم تظهر لي – لأسباب تقنية – منذ أنشأت هذه المدونة , ولكن أعرفها ؛ اليوم كنت أفكر لو أن عقل الإنسان يمتلك تقنية " التعقيبات " , بمعنى أنه حين يتحدث عنك أحد يصل إليك ما يقوله ! ولديك القدرة للذهاب إليه عن طريق التعقيبات أيضاً لتصحح له المعلومات المغلوطة التي يتفوه بها , في الحقيقة سيصاب الناس بالجنون لو أن هذه التعقيبات توجد في عقولهم , فهم لا يستطيعون إلا الحديث عن الآخرين , وسيصابون بالرعب أيضاً , فتخيل معي أن يقتحمك صوت وأنت تتحدث ليخبرك أن ما تقوله غير صحيح , ويجب أن تتوقف حالاً , ستمتلئ الشوارع بالمجانين ، وتراهم وهم يهمسون بشتائمهم عن الآخرين بطريقة رمزية لا يعرفها غيرهم , سيجنّون جميعاً و سيبقى رجل أخير هو الذي لا يتحدث عن الناس ولم يصاب بالجنون ليجد حلاً لهذه المعضلة !

حظي المقفي غدى بي !

الخميس, مايو 1st, 2008

يحدثني أصدقائي عن مدى براعتي بالتقاط التعابير الجميلة من القصائد أو الأغاني , إن كان هذا صحيحاً فإني أدين لوالدي بهذا الفضل , في بيتنا القديم كان لدينا ( مشب ) , كان والدييملأه بمختاراته من القصائد , بمجرد دخولك إلى المشب يقابلك ( سلام أحلى من حليب المصاعيد ) , كان هذا البيت بالذات من أكثر الأبيات رسوخاً في ذهني , لتفهم هذا البيت جيداً عليك أن تتأمله كثيراً لتتذوق مدى براعة الوصف الذي يحمله , المقصود هنا " سلام أحلى من حليب الإبل " , ولكن لماذا لا يريّح نفسه الشاعر ويقول سلام أحلى من حليب الإبل وكفى ؟! , المصاعيد هي الإبل التي فجأة يتوقف درّها من الحليب ويبدأ بالصعود , يمثل الصعود المرحلة الأخيرة , يكون مذاق الحليب صفوة الصفوة , الشيء النادر الذي لا يستطيع جلبه إلا الخبير بالإبل , لذلك كان وصف السلام بمنتهى الروعة , وأنا لا أستطيع أن أفصل مختارات أبي دون الولوج في عقليته , عقلية صاحب الإبل وعقلية الرجل الاجتماعي الخبير في الوقت نفسه بطبائع الرجال , ( راعي الغنم يشيب من قبل شيبه .. والبل معزّة تجلي الهم والشيب ) هذا البيت تحديداً يمثّل عقلية عاشق " عطايا الله " , الشديد الانحياز لها عما سواها , و هناك أبيات أخرى كثيرة توضح قوانين المشبّ الذي لا يُمنع أحد من الدخول إليه ولكن بالمقابل عليهم الالتزام بمتطلباته , منها ( مالي بشيل الهرج من كل مقرود .. ولا لي بنقّال النميمة علاقه / هرج القفا يكره وراعيه مطرود .. مابه لرواد المجالس علاقه ) , هذه الأبيات البسيطة والمباشرة تحمل في طياتها معاني عظيمة , لا يستطيع أحد أن يتحدث بالسوء عن الآخرين وفي كل إلتفاتة له يقرأ هذه الأبيات , هذا المشب تعلمت منه الكثير الكثير , وأدين له ولصاحبه بعد الله بالفضل عما أنا عليه , تعلمت منه كل شيء تقريباً باستثناء صنع القهوة , كان والدي يدللني !