بالأمس .. كان آباءنا على هذه الأرض لا يجدون ما يأكلونه , يطاردون السراب ويسفّون التراب ليسدوا جوعهم , عاشوا الضعف بكل صوره ! , ولأنهم عاشوه عرفوا معنى الأخوّة والتكافل والتراحم حتى غدت هذه المثُل شيئاً منهم , كان الشاذ فيهم من يرى نفسه خيراً من الآخرين .. واليوم انقلبت هذه الآية , بتنا نحن من يستضعف الآخرين ويحتقرهم ويذلهم , تجاهلنا ماضينا وجميع القيّم التي كانت متأصلة في نفوس آباءنا وأجدادنا حتى أصبحنا معدومي الإنسانية , نحتقر الآخرين ولا يرّف لنا جفن ! دع عنك أن نستشعر آلامهم ونواسيهم ! مايحدث كل يوم أمام أعيننا معيب , في حق الله أولاً وفي حق أنفسنا والآخرين , إن لم تكن إنسانيتنا هي الرادع لنا فلن يفيد الدين ولا التربية , فهي لا قيمة لها إن لم يحتويها قلب مليء بمحبة الآخرين , مليء بالعطف .. لسنا أنبياء ولا ملائكة , ولكن ليس هناك مبرر لنؤذي الآخرين و نحتقرهم , هؤلاء الضعفاء حينما نجلس إليهم نجد كم هم عظماء من الداخل , وكم هي قلوبهم صافية ومليئة بالطيبة , وأن استحقارنا لهم يؤذيهم ويمزق قلوبهم .. لماذا لا نتخيل يوماً أننا سنكون في مكانهم ؟ لماذا نرتضي للآخرين مالا نرتضيه لأنفسنا وللقريبين منا , لا تؤذوا أحداً , تذكروا قبل أن تسببوا الأذى لأحدٍ أنكم تؤذوا الله !
* ذات صلة