Archive for فبراير, 2011

قرارات !

السبت, فبراير 26th, 2011

بسم الله الرحمن الرحيم
الرقم أ/1 التاريخ 23/3/1432 هـ
بعون الله تعالى نحن منصور whatever , بعد الإطلاع على المادة 1 من النظام الأساسي للبيت الصادر بتاريخ 1/1/1405 هـ وعملاً بما يكفل لنا راحتنا النفسية والفكرية , وبناء على ما عرضته علينا الأخت ليان أمرنا بما هو آت :
أولاً : لن نتحدث في الأمور السياسية بعد الآن . هناك أشياء تحدث لا نفهم كيف تحدث أو لماذا تحدث . نحب أن نشغل تفكيرنا بما هو قابل للفهم .
ثانياً : لن نُتعب عقلنا بتحليل الأشياء , لنكتشف بالآخر ( إنو إنتا هيدا أنتا ) . نحب أن تكون الدنيا سهلة والمعاني واضحة , نحب أن نقول أشياء غبية ولا يتعب أحد نفسه بتسجيلها لنا وتذكيرنا بها في شهر أوغست مع إضافة ملحق كامل بمعانيها ومقاصدها الخفية .
ثالثاً : لا تعنينا الماورائيات .
رابعاً :  في حال لعبنا البلايستيشن مع أخينا يجب أن نفوز . ( إلى متى أمسك اللعب ولا أسجل ! )
خامساً : اعتماد مبدأ : البساطة رائعة , التعقيد غير رائع .
سادساً : استناداً على الفقرة الخامسة , فإنه يجب النظر للحياة من منظور شامل يحكمه البساطة . تغيير العالم هذا أمر لا يهمنا ولا يعنينا مطلقاً . على الأقل في وقتنا الراهن . ما يشغل بالنا أن لا يزعجنا الناس بإطلاق البواري بمجرد أن تفتح إشارة  المرور , نصف ثانية لن تحدث خللاً بالعالم , الإزعاج هو ما يحدث هذا الخلل وينبغي علينا إيجاد الحلول الجذرية لتقييمه ومعالجته .
سابعاً : تشكيل لجنة عاجلة لدراسة وتنفيذ ما ورد في الفقرة السادسة وعرض النتائج علينا بمدة لا تتجاوز الأسبوع .
ثامناً : لن نحرم جسدنا من النوم من أجل اجتماعات تافهة . سواءً كانت هذه الاجتماعات مهمة لأناس تافهين , أو اجتماعات تافهة لأناس مهمين أو كلاهما معاً.
تاسعاً : يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه .

( الجهات المختصة لحظة تلقي القرارات D:  )

: )

الخميس, فبراير 24th, 2011

أومن أن في صمتِ الكون المقفلِ
                    من يصغي لي .

يا كل عمري وبعضه : )

الثلاثاء, فبراير 22nd, 2011

تدري أحبك ولا أرضى ..
إلا برضاك يوم ترضى !

الجمعة, فبراير 18th, 2011

 

 

{ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا }

 الأعراف , آية 187

اي والله :D

الخميس, فبراير 17th, 2011

26 شمعة !

الأحد, فبراير 13th, 2011

هل من المفترض أن ألقي كلمة ؟ أتحدث فيها عن ماضي الخيبات وأماني القادم ؟ لعل هذا هو الوقت الأمثل وأنا أقف على أعراف العمر , لا تضمني نار الخيبة ولا جنة الأماني , الحقيقة أني أكذب لو قلت أن ماضيّ كله خيبات , وأكذب إن قلت أني حققت ما صبوت إليه . تماماً كما قلت .. أقف على أعراف كل شيء , العمر والحاجات والأمنيات . لم أكبر , وأعتقد أن هذا الرقم كبيرٌ عليّ , كأني أرجع بالعمر إلى الخلف , لشقاء الطفولة وخفوت النضوج . قبل خمسة أعوام كنت أرى في نفسي زيف حقيقة الدهر , فلديّ من الهموم حينئذ ما يجعلني أكبر سنًا وعقلاً , أما الآن فأقصى همومي هو جنون البقر الذي يأكل رأسي شيئًا فشيئًا فلا أتذكر أسماء صداقاتي القديمة إلا من وسم قلبي وسمًا لا أنساه . أمسك ورقة وقلمًا وأكتب الأسامي وأعتقد قُبلاً أني سأملؤها لا محالة , وإذا بي لا أتعدى السطرين , فيضيق صدري ويعجز قلبي . الحمدلله على همومي الصغيرة هذه , فمثلها أصبحت رغباتي صغيرة , فما أتمناه أن تكون هديتي دراجة هوائية ( سيكل ) أدور فيها بأحيائنا القريبة . سيكل لا أكثر هذا كل رغباتي والله ! وأيضًا أن أستطيع ملأ عدة صفحات بأسماء من أحب . لماذا هم يتركوني ؟ لماذا لا يسأل عني أحد في يومي الوحيد هذا ؟ أم لأني أشع طفولةً وتزداد قلوبهم تجاعيدًا ؟ يكبرون وأنا أصغر , وتزداد همومهم ومشاغلهم وأنا تقلّ . تلك الأيام كنتُ ممتلئ الصداقات والمعارف , ما نقصت منها وما انتقصت , أما الآن فلم أعد أطيق أحدًا , أختنق بالناس وإن تنفسوا بي , حتى غدت أمنية الأماني أن أجد الصديق الذي يحملني طويلاً كما حملني أصدقائي في ماضيّ القديم . لن أجد يومًا صديقًا كنايف أو محمد أو فيصل أو سعود , ولن أجد يومًا محبةً أحبني إياها من خذلتهم كثيرًا بلا سبب , أو لسبب واحد هو مللي الكبير , بعدها عرفت كيف يعزّ عليّ أن أجد أحدًا يشبه من ضيعت , أغلب الذين عرفتهم تزوجوا , وأنا لازلت أشعر أني صغير على الزواج , كل يوم أصغرُ أكثر عن أن أكون زوجًا , لا أعرف حتى كفكرة كيف أكون زوجًا . لا أدري لما أنا متعلق كثيراً بالماضي , بالناس الذين كانوا فيه , بصفاء النوايا التي كانت فيه , لمحبة أصدقائي الخالصة لي , لزعلي على نايف ومجيئه بعد يومين بالتمام إلى بيتي تسبقه ابتسامته المُحرجة وتسبقني ابتسامتي المُحِبة ليقول بكل بساطة شوف لي الطريق ! ويتبخر عتب القلوب ببساطة . هكذا كان كل أصدقائي , لا يستولي علينا الغضب طويلاً ولم نعتد أن نتجاوز مهلة الثلاثة أيام لنبتدئ بعضنا البعض بالمحبة التي لا تنقطع وإن انقطع السلام لفرط الكرامة . كل أصدقائي أحبهم , وكل أصدقائي انقطعوا , إلا بعضهم من مكالمات يتيمة بالمناسبات , ولما ؟ لا أدري .. والأكيد ( إن مش كلو بسببي ) ! ولكن الحياة تربطهم بسلاسل من حرير وتجرّهم إليها جرّا , ومن أنا لأحارب الدنيا ؟ لديّ ألف اسم أحبه بمقدوري أن أكتب عنه , لكن أنا لا أريد الكتابة عن أحد بل الكتابة له , أريدهم بقربي لأكتب إليهم بخجل عن محبتي التي تفيض إليهم عذبة كأنهار لم تطأها قدما أحدٍ من العالمين . لما لا يكتب لي أحبابي في هذا اليوم ليذكرّوني بهم ؟ لأحارب بهم جنون البقر ومرض الدنيا , لأقوى بهم عن كل ضعف . هذه ( مع السيكل ) كل أمانيّ الستة والعشرين اليوم .

الجمعة, فبراير 11th, 2011

 

لكَ العُتبى حتى ترضى ..

 

ماحسيبوا ! ( الجزء 2 والأخير )

الأربعاء, فبراير 9th, 2011

ألبس خاتماً مطلياً بالذهب . لا أدري كيف جاءتني الفكرة أول مرة , لكن هي تأملات أخذت مني أياماً طويلة , المرة الأولى حينما نظرت إليه بدقة شعرت أنه لو كان أصفر سيكون أجمل , أخذت هذه الفكرة تكبر برأسي شيئاً فشيئاً وإن كنت في كِلا الأحوال متردداً , بعدها شاهدت فيلم وكان البطل يرتدي خاتماً قريب من شكل خاتمي ولونه أصفر ( يعني ذهب ) هنا بدأت أفكر بجرأة أكبر لما لا أفعلها ؟ لكن التردد لا زال يرافقني , اليوم التالي شاهدت فيلماً آخر وكان البطل يرتدي نسخة خاتمي بالتمام لكن أصفر ( النسخة الذهبية يعني ) فقلت هذه إشارة لأفعلها ! وتذكرت أن بشغ عامغ عبدالظاهغ يلبس خاتماً ذهبياً يشبه خاتمي أيضاً في مسلسل زيزينيا , هنا قلت لا مجال للتردد . لم أصدق الخبر وذهبت من فوري وطليت خاتمي بالذهب بعشرة ريالات بعد المكاسرة , هل تعلمون أني أحسن الناس بالمكاسرة ؟ آخذ الأشياء بسعرها الحقيقي . قالوا لي في البداية ثلاثين ريال قيمة طلي الخاتم , ومن هنا وهنا وهذا الخاتم صغير ياصديق كيف يعني ثلاثين ! حتى وصلت بهم إلى عشرة ريال مع التلميع . لما لبسته صدمت من لونه الغريب , لم أعتد أبداً عليه , وددت أن أرجع إليهم وأطلب منهم إعادة لونه الأصلي لكن الباكستانيون لا يحتملون مثل هذه الأشياء , رجعت إلى البيت وأخذت أفركه بالصابون حتى يعود لونه لكن لا فائدة , هنا احتسبت أمري إلى الله وقلت سأنتظر .. مصيره يبهت . الحقيقة الأيام التي انتظرت فيها بدأت أحب لونه الجديد وكما توقعت صار أجمل , المشكلة فقط هي خجلي من أن أريه أحداً , حتى لما أصلي كنت أضعه في جيبي حتى لا يراه أحد . وكما هي الأشياء تأتي بالتدريج دائماً بدأت أعتاد على لونه ولا استحي أن يراني أحداً ألبسه . تقريباً كل من رآه أعجبه , وكلهم يسألوني عنه , عمي الكبير سألني هذا نحاس ؟ مع أني استغربت هذا السؤال لأن النحاس يميل لونه إلى الأحمر وهذا ذهب ياجماعة ! جرح قلبي بسؤاله هذا . فقلت له بفم ملوي : ذهب . فأعجبه وقال أعتقد أن الأمير سلطان يلبس واحداً يشبهه . هنا التئم جرح قلبي . ذهبت إلى محل ورآه البائع المصري الذي استغرب شكل الخاتم وسألني : هوا ده زهب ؟ قلت له : أيوه زهب ولم يعد هاهاها . فقال : حرام ماينفعش , بصراحة استحيت ولم أرد عليه . ثم أكمل : مش حضرتك مسلم والا إيه برضو ؟ فقلت له : لا , أنا إيه برضو هاهاها . فغضب الرجل وسألني : طيب عايز إيه ! وأنا بدوري غضبت أيضاً وقلت مش عاوز حاقة وخرجت ولم أعد . لكن السؤال الذكي كان من السيد ميم الذي سألني هذا ذهب وإلا مطلي ؟ ويغمز لي بعينه أنه لا داعي لتخبي عليّ ! فأقول له ذهب . ويستغرب : أما عاد ! فأتذكر وكيل مدرستي قديماً صديقي الأستاذ حمزة الذي كلما أقول له أما عاد يردّ علي بلا أما عاد بلا أما ثمود روح صفك بس . فقلتها بطبيعة الحال للسيد ميم . السيد ميم الذي من أخبرته من ثلاثة أيام أني لم أعد أشاهد التلفزيون أصبح يخبرني بكل الأحداث الجديدة أولاً بأول , ويقول لي هناك أشياء تفوتك , كالرجل الذي يحمل يافطة كبيرة ويكتب عليها : ما حسيبوا ! فعلاً هذه أشياء لا تفوّت . وبسبب ما يحدث بمصر اتصلت بصديقي زكي , هل تذكرونه ؟ لو كان بيدي رشحت هذا الرجل إلى الأوسكار , أعتبره ملك الدراما , بمجرد أن قلت ألو رد علي إنتا فيييينك يا دكتور . قلت له عرفتني ؟ فقال أيوه يادكتور منصور ازاي ما اعرفكش ! ودي تيجي ؟ . أنا طبعاً لست دكتوراً بأي حال من الأحوال , ودائماً أطلب منه أن لا يناديني بدكتور , لكنها كانت تهون حينما يعرّف بي في أي مكان نذهب إليه ويقول : ده الدكتور المفكر الكبير الاستاز منصور !! المهم سألته ازيك يازكي ؟ فردّ علي بحشرجة : دول وضعوا السيف على رقبتي ! قلت باستغراب شديد مين ؟ فقال لا أدري , هو كلو بقى فكلو ! معرفش مين مع مين والا مين ضد مين , قلت له : طيب يعني اللي حط السيف على رقبة حضرتك هو من بلطجية الحزب الحاكم والا حد ثاني ؟ قالي : أما واللهي أنتا جبتها , ازاي مافكرتش ببلطجية الحزب الحاكم ؟ أيوه يا دكتور منصور هما هما اللي عملوا فيني كده , أنا بئيت أبكي ! وتشهدت قلت لا إله الا الله , كنت حمووووت واللهي يادكتور منصور . فقلت له : يله الحمدلله عالسلامة , بس إنتا مش لازم تسكت ! لازم تنتقم . فقال : انتقم ازاي من أولاد ( .. ) دول ! قلت : ارفع قضية مثلاً عالحزب الحاكم ! قال بفرح : اي والله إنتا جبتها , دلوقتي حأكلم صديق محامي كبير يشوف لي المسألة . قلت له : ابقى طمني بأه ! ثم تحدثنا قليلاً عن الأحداث والذكريات , أردت أن أقول له أنا دلوقتي بقى عندي رخصة يازكي , وعليها شعار دول مجلس التعاون بعد ! لكن شعرت أنه لن يفهم الموضوع جيداً وأهميته بالنسبة لي . أو يعمل هيصة كبيرة أكبر من حجم الموضوع , كما كان يجعل مني مفكراً كبيراً قرأ عشرة الآف كتاب .

الثلاثاء, فبراير 8th, 2011

" بعد لحظات من الصمت , قال :
لكن أنت لم تسألني عن أحوالي عندما أكون بمفردي بالنهار ..
قلت : أخشى أن أرهقك بأسئلتي ..
قال : لا .. أصلي عاوز أقول لك أنا بأقضي وقتي إزاي .. عارف أنا باعمل إيه ؟
تطلعنا جميعاً إليه مستفسرين , قال بعد لحيظة صمت :
بأغني . . . "

عالرمل الدايب كتبنا (1)

الإثنين, فبراير 7th, 2011

أكتب الآن لأسبابٍ لا تحصى , لأني : 1- لا أجد شيئاً آخر أفعله وأهلي كلهم مسافرون . 2 – من أجل أمي التي لا تحب خوضي في المواضيع السياسية . 3- لأن شهيتي هذه الأيام منفتحة جداً على الكتابة , لم أترك أحداً لم أكتب له حتى سمير عطالله . 4 – لأن هذا الأسبوع كان مضحكاً وأحداثه كثيرة جداً . 5 – لأني وللمرة الأولى في حياتي حدثّت نسخة المدونة وأود تجربتها . من أين أبدأ ؟ من الكذبات الصغيرة المفاجئة القادمة من غيابات العقل , اللا معنى حقيقي لها ولا مناسبة , وتسوّد لك عيشتك ؟ أعتقد أنها البداية المثالية ؛ كل الناس تعلم أني أفشل الناس بالكذب لأسبابٍ لا تحصى أيضاً منها : 1 – أني غبي . 2- أن وجهي يحمرّ لما أكذب . 3 – مفضوح دائماً , الأطفال يكتشفون بسهولة أني أكذب من حركات جسمي ! وكما تقول سارة الكذب فن لا تجيده . حدثت القصة يوم الجمعة الماضي , ورغبة أبي الشديدة في أن نذهب إلى المسجد مشياً , لا أدري سبب هذه الرغبة الغريبة , لكن استحيت أن أقول له نذهب بالسيارة أحسن لأن المسجد بعيد , ودائماً الجمعة سبحان الله يكون الجو حاراً وأنا لا أحتمل الشمس ( دلوع صحيح ) . ذهبنا إلى الصلاة باكراً وجلست في الصف الأمامي وجلس أبي بالخلف قليلاً , للأمانة إمام المسجد هذا لا أحبه , الميكروفونات تأتي بأذني مباشرة والأهم أنا لا أفهم تناقضات هذا الشيخ الغريبة – على الرغم من أنه قاضياً معروفاً – كأن يمتدح أخلاق الأوربيين ثم يلعنهم ويلعن الصليبيين واليهود والعلمانيين والليبراليين والرافضة , تستطيعون القول أنه في هذه الخطبة لعن ثلاثة أرباع الأرض , بشكل عام لا أحب اللعانين , بالذات إن جاءت ممن يعتقد أنه من الفئة الناجية وأن الأرض كلها فئة هالكة . بعد انتهاء الصلاة انتظرت قليلاً حتى يخفّ الازدحام عند الباب ثم خرجت لا أنظر لا عن يميني ولا عن يساري ولا تحتي ولا فوقي , عيني فقط على الباب . لبست نعالي وانطلقت مسرعاً إلى البيت . بعد عشرة دقائق رجع أبي غاضباً والسبب أني تركته بالمسجد ولم أرجع معه ! غضب أبي نادر ويأتي دائماً في وقته , قال لي " أحد يترك خويه ويروح " . أعرف أبي إذا زعل مني بشدة لا ينظر في وجهي , كان ينظر لحظتها بعيداً إلى اليمين . بصراحة , لم أعتقد أن الموضوع مهم , هنا جاءت الكذبة السخيفة اللا معنى لها وقلت : انتظرتك ولما طولت رجعت البيت ! قال لي : ما انتظرتني ولا شيء ! قلت بإصرار غبي : إلا انتظرتك عند المظلة والسيارة الفورد . اعتقدت إذا قلت تفاصيل دقيقة يعني سيصدقني ! قال : أنا طلعت وراك على طول وشفتك ماشي وجلست أناديك منصور منصووووور وأنت ولا تلتفت حتى ! هنا أسقط في يدي , يعني لم أتمنى أن تنشق الأرض وتبلعني , لكن شعرت أن حياتي اسودّت فعلاً وأصبح وجهي يؤلمني ! قلت له أنا لا أتحمل الشمس وكنت معصب من الإمام , وهذا عذر قبيح طبعاً ! و لأنه طيّب نسي الموضوع , لكن أنا لم أنسه وطوال الوقت كان يشغلني , وأعرف نفسي إذا توترت أتحدث بشكل مبالغ فيه , مع فنجال القهوة لم أترك موضوعاً في العالم لم أتحدث فيه , وأبي وأمي ينظران إليّ باستغراب شديد , عيشتي اسودت فعلاً . من أحداث هذا الأسبوع المثيرة , أني استخرجت رخصة , نعم , من بعد هالعمر الآن فقط استخرجت رخصة قيادة ! تعلمت القيادة على وانيت أحمر أيام الإبل , كنت حينها بأول متوسط , وإلى الآن لا أدري لماذا تعلمت القيادة على سيارات كبيرة , وانيت أو جمس , لم يتبقى إلا أن أتعلم قيادة شاحنة أيضاً ! المهم كان يوماً عظيماً الذي استخرجت فيه الرخصة , العسكري الذي ركب بجانبي ليتأكد من قيادتي كان متعجباً من الموضوع , سألني كم لك سنة تسوق ؟ فقلت بسرعة 11 سنة ! ولا أدري لماذا خطر هذا الرقم فجأة على بالي , شعرت فقط بأنه رقم يوحي بالصدق ! لكن بعد أن حسبتها طلع فعلاً 11 سنة ! لما توقفنا سألته بسذاجة بشّر ناجح ؟ قال لي : تشوف بعدين . راح أشوف وثائق ويكيليكس مثلاً يالغامض ؟ وعند امتحان الكمبيوتر تعاطف معي العسكري هناك وأدخلني أول الأشخاص , حتى أنه صار يغششني بعض الأسئلة ويقول لي جاوب على هذا السؤال كذا وهذا السؤال كذا , لم اسأله حقيقة نجحت أو لا لأني ببساطة أشاهد إجاباتي على الكمبيوتر لكن لم يفوّت على نفسه الفرصة وبشّرني أني نجحت والحمدلله . وددت أن أضحك بصخب وأقول ياما انتا كريم يارب ! لكن تذكرت وقاري وأن الموضوع لا يستحق , ماذا يعني رخصة قيادة من بعد هالعمر ؟

أضْحَى التّنائي ..

الجمعة, فبراير 4th, 2011

وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا .. مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا / لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَةً ؛ وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا / إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَةٍ , فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا / لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ .. عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا / إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً .. مَكتوبَةً ، وَأخَذْنَا الصّبرَ تلقينا / أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ .. شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا / لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ .. سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا / وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ .. لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا / دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظةً .. فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دِينَا / فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا .. وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا / وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه .. بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا / أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَةً .. فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا / إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ .. صَبَابَةٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا .

 

ابن زيدون

لما طغى الماء .

الثلاثاء, فبراير 1st, 2011

وأنا أشاهد صور كارثة جدة الثانية , لفتت نظري كثيراً هذه الصورة , وجدتها بالفعل أكثر الصور تعبيراً عن الحال . ليس الملفت هنا غرق سيارة تحمل شعاراً مضحكاً داخل مدينة تغرق هي الأخرى تُعتبر أهم مدننا من الناحية التاريخية و الثقافية و الاجتماعية , المدينة الجامعة التي تمثل نموذجاً نادراً للتعايش بين الثقافات والأعراق المختلفة – مع ما يحمله هذا الغرق من نكبة كبيرة – وجدت هذه الصورة الأكثر تأثيراً لأنها تعبّر ببساطة عن غرق وطن بأكمله , عن غرق فكرة ضخمة اسمها ( السعودية ! ) . بعيداً عن وصف هذه الكارثة أدخل في صلب الموضوع وأقول أن الوضع يحتاج إلى عملية إنقاذ كبيرة لانتشال ما بقى من مسألة الانتماء والوطنية ومحبة الأرض المربوطة بطرف خيط بسيط بصدور الشعب , المسألة الأشد خطورة حال التأمل في كل ما يحصل حولنا أنه لا يجمعنا مؤسسات نحتكم إليها أو نلجأ إليها وقت الملمّات , لا يوجد لدينا دستور نجتمع على احترامه في الشمال والجنوب , لا يوجد حتى جيش أو قوات مسلحة تحظى بتقدير عميق لدى المواطنين يمكن أن تكون مصدر ضمانة لديهم , هل نحن حتى متفقين فعلاً على تسميتنا ( سعوديين ) ؟ لا أعتقد أن هذه فكرة جامعة أو حتى تحوز على رضا الأغلبية . لمن نلجأ حال انهيار الدولة لأدنى هزّة قد تحدث ( لا قدّر الله ) ؟ لا يوجد سوى القبيلة أو الاعتكاف في البيوت ممسكين بالأسلحة , لأنه وقتها لن يأمن أحد على نفسه من الخروج لعتبة باب البيت لأدنى طلب تافه . كثيراً ما أفكر بهذا الأمر وأحس أن شعرة سوداء في رأسي تبدأ بالبياض . إلى متى سنبقى على هذه الحال ؟ هل ننتظر أن يتم تقسيم وطننا إلى 5 دول ؟ هذه فكرة بعيدة نعم لأن الدولة في الوقت الحاضر قوية وأتمنى لها البقاء قوية أبد الدهر . فكرة بعيدة نعم لأن الملك يحظى بشعبية جارفة في كل بيت , لكن هل تعتقدون أن هذا سيستمر ؟ لا لن يستمر والأخطاء تتراكم يوماً بعد يوم كطرقات جدة , لن يستمر والفساد يظهر بصورة أكثر جرأة ووقاحة عن أي يوم مضى . لو أن الملك عاقب المتسببين بالكارثة في المرة الأولى أقسم بالله أنه لن يغضب أحد في المرة الثانية , لأننا سنعلم أن من أخطأ سينال جزاء إساءته لله وللناس وللوطن , الكلام الذي لا يُنفذ والبيانات الملكية شديدة اللهجة لا تكفي , لقد ملّ الناس مما يسمعون عنه ولا يرونه , أين هيبة السلطان والمُلك إذاً ؟ إذا كانت كل هذه الوعود لن تتحقق فالأسلم أن لا تقولوا شيئاً وتكتفوا بأن تألمون كما نألم حتى لا تضيع هيبة المُلك من صدور الناس . أشاهد الصور الجوية لمدينة جدة و أتسائل بحرقة هل هذه جدة أم الخرطوم يخترقها نهر النيل ؟ لا أدري لماذا لا يعاقبون أحداً على هذه الكارثة الشنيعة , هؤلاء الفاسدين لم يأكلوا أموال الناس بالباطل وحسب , بل وقتلوا أبرياء وهدّموا صوامع وبِيع ودمروا ممتلكات الناس التي لا يجدون غيرها , وكأننا نعيش في رفاهية والرجل قادر على بناء بيت وشراء سيارة متى ما عنّ له ذلك , كأننا لا نُهلك أنفسنا بالقروض وفوائدها المضاعفة أضعافاً كثيرة حتى قَهرنا الدَيْن وصرّافيه وأصاب الهمّ والكآبة نفوس الناس وشوهها كما يتشوه كل شيء جميل في وطننا حال هطول الأمطار لعشرة دقائق . لماذا لا يُشّهر بهؤلاء الفاسدين ؟ لأن لهم أبناء وعوائل ؟ لن ننظر إلى أبنائهم و أُسرهم فلا ذنب لهم ولكن فقط ليعلم هذا الشعب المغلوب على أمره أن المخطئ يُعاقب لا أن يعيّن في منصب وزير بعد عدة أشهر من حدوث الكارثة الأولى في استفزاز لم ولن أشاهد مثله في حياتي ! حققوا مطالب الناس , قفوا في صف البسطاء لا في صف من لا يحتاجون أن يقف بجانبهم أحد , الشعوب هم ضمانتكم وأداة استقراركم . الكلمة الصادقة لا المنافقة هي من تأخذكم وتأخذنا لننجو من ظلمات الغرق , التفتوا إلى الناس يرحمكم الله ..