“واااااالله..
والله ما أخبي عليكم إني عايش في جحيم الانتظار”
كلمات: إبراهيم خفاجي
ألحان: سراج عمر
غناء: كل الفنانين السعوديين
أحب هذه الأغنية، عندي وجهة نظر بأن هناك مجموعة فذة ”خلقت“ الأغنية السعودية (طارق عبدالحكيم، سراج عمر، إبراهيم خفاجي، محمد وطلال، خالد والبدر، عمر كدرس، فوزي محسون) وآخرون، نعم عباقرة خلقوا الأغنية السعودية لأن المتتبع لسيرورة الفن على مدى الزمان يشاهد بأن الأغنية أو الموسيقى لشعب أو حضارة أو أمة تسير بمنحنى تصاعدي من نقطة صغيرة حتى تصنع هذه النقطة الصغيرة هوية فنية؛ على عكس الأغنية السعودية التي قيضّ الله لها هؤلاء العباقرة في وقتٍ واحد ليصنعوا هوية من العدم، من اللامكان، من المجهول. هذه الأغنية بالذات شيء مختلف، لو طلب مني أحد سماع أغنية تعبّر عن الفن السعودي مستحيل أن أجد أفضل من (ياحبيبي آنستنا) كمثال، وليس أدلّ على ذلك أنه يندر أن تجد فنان سعودي لم يغنيها، لأنها متوحدة وفريدة، شيء بسيط وحزين، والله هي مفرحة بس تبكيّني ولا أعرف السبب، أغنية تقول لك “سجلّ أنا سعودي”، صعب أن تجد كلمات في قمة البساطة لكنها عميقة لأبعد حد، “والله ما أخبي عليكم إني عايش في جحيم الانتظار” شكرًا يا إبراهيم خفاجي إنك ما خبيت علينا، الله يحفظك ويحميك، شكرًا والله. شكرًا سراج عمر لأنك لحنت هذه الكلمات بلحن عبقري، شكرًا لأنك لم تقل ماهذا الهُراء يا سيد إبراهيم؟ لابد أن تكتب كلام فلسفي ومعقد حتى نصنع أغنية لا يفهمها أحد ليقولوا إننا مثقفين خطيرين.. فنحن في طور التكوين، شكرًا لأنك تبنيّت هذا الكلام البسيط الحلو وقمت بموسقته لينتج أغنية نباهي بها الأمم ولاتُملّ. تبكيّني هذه الأغنية لأنها مليئة بالحب الصافي البلوري، الشفاف الذي يخترق القلب. فيه كلام حب أحلى من إني أقول “الحمد لله على السلامة ألف مرة .. إنتا سيد أهل الوسامة والمسرّة”؟ قمة الألفة والرقة واللطف. يارب أقدر أكتب بيوم شيء يشبه الحمد لله على السلامة ألف مرة. آسف لأني من زمان ما كتبت وفقدت بالضرورة لياقتي الكتابية، بس كل ما رغبت في قوله إني أحب هذه الأغنية وأن أكتب عنها.