Archive for سبتمبر, 2011

ليس أكثر ..

الجمعة, سبتمبر 30th, 2011

 

واسمي ، وإن أخطأت لفْظ اسمي
بخمسة أحْرفٍ أفقيٌةِ التكوين , لي  :
ميم المتيٌم والميتٌم والمتمٌم ما مضي
حاء الحديقة والحبيبة ، حيرتانِ وحسرتان
ميم المغامِر والمعدٌ المسْتعدٌ لموتهالموعود
منفيٌا ، مريض المشْتهى
واو الوداع ، الوردة الوسطى ،
ولاء للولادة أينما وجدتْ ، ووعْد الوالدين
دال الدليل ، الدرب ، دمعةدارةٍ درستْ ،
ودوريٌ يدلٌلني ويدْميني
وهذا الاسم لي
ولأصدقائي ، أينما كانوا ،
وليجسدي المؤقٌت ، حاضرا أم غائباً
مِتْرانِ من هذا التراب سيكفيان الآن
لي مِتْر و75 سنتمتراً
والباقي لِزهْري فوْضويٌ اللونِ ،
يشربني علي مهلي .

هذه سنة فلسطين , هذه سنة إجابة السؤال الوجودي لأهلها : هل مرّ بكم فرح ؟ ستون عاماً وهم يتحسسون مفاتحهم كما يتحسسون أعباء همومهم , ويسألون أنفسهم متى يجيء الفرح ؟ واقترب الفرح الحق والأنظار شاخصة إلى التلّة العليا على الأرض , التلّة الأبعد إلى السماء , في تلك اللحظة التي هرم الناس فيها – و يا للمفارقة – من أمر القضية وذهب الحماس إلى غيرها جاء الأمل . نسوا أمر القدس والخيام والضفة والبرتقال وزهر اللوز وجاء الأمل . لأنه ليس هذا ما يُنسى , ليس فلسطين وكل يوم نصيخ سمعنا لمحمود درويش وهو يقول " فأذهبْ بعيداً في دمي وأذهب بعيداً في الطحين , لنصاب بالوطن البسيط واحتمال الياسمين " . هذا وقت تحقق الياسمين يا درويش , هذا وقت بكاء الأرض بأكملها من أجل فلسطين . ولذكراك التي لم تزل .. يكون تشرين .

الأربعاء, سبتمبر 28th, 2011

" .. لكن أكثر ما كنت أحبه هو أن أكون قريباً منه , ألمسه , أكون إلى جانبه . عندما كنتُ طالبًا في الثانوية , وحتى في السنوات الأولى من الجامعة , وأثناء أسوأ نكسة مررت بها في حياتي , كنت رغمًا عني أتوق إليه , أن يأتي إلى البيت ويجلس معي ومع والدتي ويقول أشياء قليلة ليرفع أرواحنا المعنوية . عندما كنتُ صبيًا صغيرًا , كنت أحب أن أتسلق إلى حجره أو أرقد إلى جانبه , وأشم رائحته , وألمسه . وأتذكر كيف علمني السباحة في هيبليادا , عندما كنت صغيرًا جدًّا : عندما كنتُ أغوص إلى القاع , وأضرب بعنف محاولاً الطفو , كان يمسكني , وكنت أشعر بالفرحة , ليس فقط لأنني أستطعت التنفس مرة أخرى , ولكن لأنني أستطيع أن ألفّ ذراعي حوله , ولأنني لا أرغب في أن أغوص مرة أخرى إلى القاع , كنت أصيح : " أبي , لا تتركني ! "
لكنه كان يتركنا . كان يذهب بعيداً , إلى بلدان أخرى , وأماكن أخرى , بقاع من العالم غير معروفة لنا . وعندما كان يتمدد على الأريكة يقرأ , أحياناً كانت عيناه تنزلق بعيداً عن الصفحة ويتوه في أفكاره . وعند ذلك كنت أعرف أنه , داخل الرجل الذي أعرفه كأبي , كان هناك شخص آخر لا أستطيع الوصول إليه , وعندما أخمّن أنه كان يحلم حلم يقظة بحياة أخرى , كنت أشعر بالقلق . أحياناً كان يقول : " أشعر أن رصاصة قد انطلقت بدون سبب " . ولسبب ما , كان ذلك يشعرني بالغضب . وأشياء قليلة أخرى كانت تجعلني أغضب . ولا أعرف من الذي على حق . ربما في ذلك الوقت كنت أنا أيضاً أتوق إلى الهرب . لكني رغم ذلك كنت أحب أن يضع شريطه المحبب للسيمفونية الأولى لبرامز , ويقود فرقة أوركسترا متخيلة بعصاه المتخيلة . كان يضايقني عندما , بعد وقت طويل من البحث عن المتع والهرب من المتاعب , كان ينعي حقيقة أن الانغماس في الملذات ليس له معنى أكثر منه في ذاته , ويسعى إلى لوم آخرين . وعندما كنت في العشرينات من عمري , كانت هناك أوقات أقول فيها لنفسي : " أرجوك لا تجعليني مثله " . كانت هناك أوقات أخرى فيها أشعر بالضيق لفشلي في أن أكون بنفس القدر سعيدًا , مرتاحًا , خالي البال , ووسيماً مثله .
وبعد سنوات كثيرة عندما كنت أضع كل ذلك ورائي , عندما لم يعد الغضب والغيرة يعميان نظرتي لأبي الذي لم يوجه لي كلمة توبيخ أبدًا , ولم يحاول أبدًا أن يكسرني , بدأت ببطء أتبين وأتقبل التشابهات الكثيرة والتي لا مفرّ منها بيننا . ولهذا فإنني الآن , عندما أتجهم بسبب أبله أو آخر , أو أشكو إلى أحد الجرسونات , أو أعض شفتي العليا , أو ألقي ببعض الكتب إلى الركن نصف مقروءة , أو أقبّل ابنتي , أو أخرج نقوداً من جيبي , أو أحيي شخصًا بضحكة من قلب متخفف , أقبض على نفسي متلبسًا بمحاكاته . وليس هذا لأن ذراعي وساقيّ ورسغيّ , أو الشامة الموجودة على ظهري تشبهه . أحياناً يخيفني , ويرعبني , ويذكرني بطفولتي , إنني أشتاق لأن أكون أكثر شبهًا به . إن كل رجل يبدأ موته بموت أبيه " .

ألوان أخرى

اسمي أزرق .

السبت, سبتمبر 24th, 2011

 

(I)

لا أملك همومًا كعدد شـعر رأسي , همّي وحيد , طويل وخفيّ كشعرة بيضاء في ذيل حصان .

(II)

قرفان من العالم . كان أبي يقود السيارة , وعيناي تعدّان سنين العوسج جانب الطريق , جاست خلالي الرغبة في فتح الباب ورمي نفسي . لكن ..

(III)

تفيض عيناي من فيض حزني .

(IV)

الغفلة خيرٌ من قلة الحيلة .

(V)

أنا متقلب لأن الحياة متغيرة . أنا متقلب لأن الحياة تقهر ولا تمضى على ما يرام . أنا متقلب لأن العالم أصيب بالمنخوليا , لأنه لم يعد سيركًا ولا ألعابًا نارية .

(VI)

أشتاق إلى الحياة العادية , البشر العاديين . كانت الحياة حياة في الزمان الغابر , كان للفهم حدود والناس في طور المحاولة بغية المعرفة . كانت الأمهات لا يدرين ماذا يرغب أطفالهم على الإفطار , لأن الحياة مجهولة ومتداخلة . لماذا هجرنا هذه الحياة السهلة وجنحنا نحو الاستقلالية بأسوارها العالية وشبابيكها التي لا يدخلها حنين ؟

(VII)

أبكي من أجل نفسي , من أجل أن أحدًا لا يلتفت لي .

(VIII)

كالنساء , ليحبك الرجال عليك أن تخبرهم كم هم رائعون وأذكياء , كم أن وسامتهم لا تقاوم . حتى وإن كانت وجوهـهم كركب البعارين : )

(IX)

الكتابة فعل الذكرى وتجاوز النسيان .

* الصورة : From a pharmaceutical company booklet.
Graphis Annual 1955/56

بس الأرض إلنا , الأرض نحنا

الأحد, سبتمبر 4th, 2011

خليك سهران , بلدنا برُود
والشارع غافي , مافيك تعود ..
وإن بدك تهرب مافيك تطير !
ولا فيك تغيّر اللي عم بيصير ..