Archive for مارس, 2011

الأربعاء, مارس 30th, 2011

وما أَدري إذا يَمَّمتُ وَجهاً .. أُريدُ الخَيرَ أَيُّهُما يَليني / أَأَلخَيرُ الذي أنا أَبْتَغيهِ .. أَمِ الشَّرُّ الذي هو يَبْتَغيني .

 

المثقب العبدي

الثلاثاء, مارس 22nd, 2011

حبه سرى بي ..

الإثنين, مارس 21st, 2011

شخصٍ تمنيته على العدل والميل ..
والحمد لله يوم خلي تهيّا !

الجمعة, مارس 18th, 2011

 

نحبك , شكراً

جمعة الكوميديا *

الجمعة, مارس 18th, 2011

 

لا أدري لماذا تحدث مواقفي المضحكة والغريبة يوم الجمعة بالذات , لست ممن يدّعي أنه يوم ثقيل وطويل وممل كأغلب الناس , على العكس تماماً أراه يوماً جميلاً وروحانياً مع الأخذ بالاعتبار أنه يوم شديد الحرارة صيفاً وشتاءً وهو ما يحيّرني كثيراً . أيقظني أبي للصلاة متأخراً , لم أنم جيداً , عدد ساعات نومي لم تتجاوز الستة ساعات وبالنسبة لي اليوم بأقل من ثمانية ساعات نوم هذا يوم يقدم لي دعوة رسمية للتعب ! أشفقَ عليّ أبي بالمرة الأولى وسألني هل تريد الصلاة ؟ قلت له نعم .. ذهب وعاد بعد 10 دقائق وسألني ذات السؤال وهنا قمت . قال لي تأخرنا كثيراً ولا وقت لدينا لتستحم , لكن لأني مريض منذ 4 أيام كنت مقرراً من بدايتها أن أستحم هذا الأسبوع فقط في يوم الجمعة , ولا أحب لتخطيطي أن يخرب لأي سبب . أخذت ملابسي وفي طريقي إلى الحمام شاهدني أبي مستغرباً ولم أنتظر حتى يعلّق فقلت له : شوف شعري واقف زي القنفذ ! استحممت بسرعة ولبست ثوبي وأبي واقف على الباب ينتظر , ارتديت شماغي وتعطرت وبحثت عن النظارة الشمسية ولم أجدها وكان أبي ينتظر في السيارة , شعرت أن موقفي سيكون في خطر لو تأخرت أكثر من ذلك . ركبت وانطلقنا ! وصلنا متأخرين جداً والإمام يقرأ قل هو الله أحد في الركعة الثانية . ولأن أرجلي طويلة وأرجل أبي تناسب حجمه مددتها إلى الريح ووصلت والإمام بالسجود الأخير , فحشرت نفسي بين عامل بنغالي وبين بسطته من الخضار على الرصيف , وسجدت مع الناس وركبتي فوق كيس بصل ! وأتممت الركعتين ورجعت وأبي لم يصلي ! لحقته وشعرت بأسف شديد من جهته لما حصل , قال لي : يعني أنا اللي صاحي من بدري وأنتظرك تقوم للصلاة وحضرتك تتروش لما أخرّتنا وآخرتها أنت تصلي وأنا ما أصلي ؟ قلت له : خيرة , أهم شيء النية . وأعتقد أنه اقتنع بموضوع النية والخيرة هذا وهزّ رأسه موافقاً . بعد القهوة في بيت عمي ذهبنا نبحث عن الجرائد , والشرق الأوسط مختفية في كل مكان , لم نترك سوبر ماركت في طريقنا لم نقف عنده ولم نجدها . آخر الأمر توقفنا عند بقالة صغيرة وسألت الباكستاني البائع عندك الشرق الأوسط ؟ أجاب بالنفي القاطع وهنا هجم عليّ شخص غريب , نصف وجهه شنب رمادي اللون قال لي بلهجة غاضبة : الله يجزاك خير وراك تقاطع كلامي وأنا أسولف مع الرجال ؟ بصراحة لم أرد عليه .. فأقترب مني أكثر ومسك يدي وسلم علي بحرارة وقال لي : كنت حاب استفزك حتى أشوف ردة فعلك . الكاميرا الخفية مثلاً ؟ الناس يدها على قلوبها خوفاً مما يحدث والمصاب جلل وهذا يريد أن يستكشف ردة فعلي ؟ ركبت السيارة وألتفتُّ إليه وهو لا يزال ( فاق خشته ) ** بشكل مبالغ فيه . إلى آخر لحظة كنت أشك أنه الكاميرا الخفية وأنتظر أن يصرخ بي : نذيع و إلا ما نذيع يالأخو . بعد العصر أردت أن أرتاح قليلاً وهنا خطر على بالي لماذا الفيسبوك وتويتر لا يعملان بجهازي البلاكبيري ! فاتصلت بشركة موبايلي وكلمني "الشخص" وسألته عن الموضوع , قال لي بلهجة غريبة : وشو هذا تويتر !! أجبته : برنامج , لكن ما علينا .. طيب الفيسبوك ؟ بالمناسبة تعرف الفيسبوك أو لا ؟ فضحك "الشخص" بصخب وقال لي أكيد أعرفه الله يهديك بس . يهدي الجميع إن شاء الله , بس قل لي ما حل المشكلة ؟ سألني : من وين نزلته من موقع موبايلي ؟ قلت لا من نفس الفيسبوك . قال حنا طيب مالنا دخل . قلت يا أخي كيف مالكم دخل ؟ عندي جهاز آيفون الفيسبوك موجود فيه وهو من موبايلي والشريحة موبايلي , بالبلاكبيري يقولون لي إن الخدمة تحتاج إلى تفعيل بجهازك . قال لي بلهجة كلها دهاء : تدري وش الحل ؟ غيّر البرنامج , قالها بعد لحظات من الانتظار المثير , شعرت أنه يقولها ويغمز بعينه اليسرى . قلت أنا أيضاً بلهجة من وجد كنزاً خطيراً : أوكي ! . أكدّ عليَّ مرة أخرى : واضح يا أخ منصور ؟ قلت له : واضح يا شخص .

* هذا الموضوع كتبته الجمعة الماضية , ولم يسعفني الوقت لأنشره هنا في حينها .
** يبتسم ابتسامة أكبر من المعتاد .

الأربعاء, مارس 9th, 2011

خذيني أمي ..

إذا عدتُ يوماً وشاحاً لهدبكِ

وغطّي عظامي بعشبٍ تعمّد من طهر كعبكِ

وشدي وثاقي بخصلة شعرٍ

بخيطٍ يلّوح في ذيل ثوبكِ

عساي أصير إلهاً ..

إلهاً أصيرُ .. إذا ما لمست قرارة قلبكِ

 

م . د

يابهيّة المساكن .. ياقُدس

الثلاثاء, مارس 1st, 2011

أحب أحاديث جدتي , أحب غموضها وأني لا أعرف عنها أي شيء كطلسمٍ مقدس في كتابٍ إلهي لا يفك رموزه إلا الراسخون بالعلم , العلم بها بطبيعة الحال , حتى اسمها الحقيقي لا أعرفه سوى أنها فاطمة وأنها من أصل تركي وأن جدي رآها في أطراف الحجاز وأحبها وتزوجا , هذه رواية عشق ؟ لا أجزم , لكن هو كل ما أعرف عن جدتي فاطمة وأخبروني به . أذكرها بطفولتي أنّا كنا نزورها في بيتها على تخوم البحر فتقربنا بحضنها وننام أنا وأختي على أرجلها وتحكي لنا من قصصها الجميلة والمضحكة ثم تدغدغنا بعدها وتعضّنا . لقبها المتعارف عليه بيننا ( أمي جدّة ! ) وكنا نقوله ونضحك وهي تطاردنا وتعضنا وتنفي كونها أمنا الجدة . تغير هذا كله بالتأكيد وأصبحت أناديها "يمه" مجردة مع حنيني إلى مناداتها ما كنت أناديها به , وإن كان أخوتي الصغار لا يزالون ينادونها بهذا الاسم وهي لا تزال تعضّهم إذا قالوها . رأتْ كثيراً وسافرتْ كثيراً , اسألها عن أحلى مدينة زارتها بالعاااااالم ؟ فتردّ بأدب من يُقدّر النِعم ( كل بلاد الله جميلة ) فاسألها بس أكيد في بلد حبتيه أكثر شيء صح ؟ فتطأطئ رأسها بتواضع وتقول بلد الرسول عليه الصلاة والسلام , ومكة المكرمة . لا تزال تعظيمات بني عثمان بدمها لكل ما هو مقدس . وعن القدس اسألها , فتقول زرت فلسطين كلها , القدس ويافا وحيفا والجليل وأريحا , الضفة الغربية كلها . فأرجع وأقول والقدس ؟ وأشعر أن هناك حرقة في صدرها لا تود لها أن تخرج فتقول كنا أنا وجدك لا نقضي الصيف إلا فيها . أعرف هذا , عرفته مصادفة قبل زمن حين كنا في الأردن ومررنا على الأغوار وهناك تذكر خالي الكبير هذه المناطق التي زارها وهو صغير مع أبيه وأمه حجاً لفلسطين والقدس , كنتُ نائماً في المقعد الخلفي عند أمي ولما سمعت القدس قفزت وقلت : زرتم القدس ؟ وأخذ يسهب بذكرى الأمكنة والحنين . من حينها وأنا أقول إن رأيت جدتي لابد أن اسألها عن القدس . سألتها ألف مرة ونسيت كل حديثها .. كلنا ننسى هي وأنا , ولم أكن اعتدت الكتابة بعد . تقول أنه قبل الحرب لم تكن هي وجدّي يقضيان الصيف إلا في القدس , فأسالها أي حرب , 48 ؟ فتهز رأسها بالإيجاب . ربما هي حرب 67 فهناك أُسرت القدس , لكن الحرب هي الحرب والمعنى واحد مهما اختلف الموعد والسقوط . المعنى أنها لم تذهب إلى القدس بعد ذلك إلا لِماماً , ويحترق في صدرها شيء وهي تقول بلغة السماء ( أعادها الله إلى المسلمين ) . اسألها عن المسجد الأقصى والصخرة , فتقول أنها صلّت بكِلاهما , تقول لي بسردٍ تاريخي عن الصخرة أنها المكان الذي وضع الرسول عليه الصلاة والسلام رجله الشريفة حال معراجه إلى السماء وهذه الصخرة أرادت الصعود من مكانها تتبعه فقال لها قفي يا مباركة وبقيت على ارتفاعها , هذه الصخرة كما تصفها مرتفعة أربعة درجات عن الأرض , هناك صلّت , وعلى هذه الصخرة بنى بني أمية قبة الصخرة ومسجدها . تحت هذه القبة مباشرةً صلّت جدتي أكثر صلواتها خوفاً ؛ اسألها باستغراب لما ؟ فتقول لأني صليت فوق بئر الأرواح . هذه المعلومات كلها أسمعها للمرة الأولى , لا أدري شيئاً عن بئر الأرواح هذا على كثرة ما أحببت القدس وقرأتها , لكن على أية حال هي من صلّت هناك لست أنا , وهي من رأتها عياناً ورأيتها تصوراً , هي من لمست الصخرة بيداها وأنا اكتفيت باستشعارها في قلبي . تقول أنها وهي تصلي كانت تسمع أصوات الأرواح تسري تحتها , وتقلّد أصواتهم جججج . أعدت القراءة من جديد عن القبة ووجدت أنه " يوجد أسفل الصخرة كهف به محراب قديم يطلق عليه مصلى الأنبياء " لعل هذا الذي تعنيه . أصابتها الرعدة هناك حتى بالكاد أتمتّ صلاتها , تقول ذلك , وأنا أشعر أن بعدها ذهبت تركض إلى جدي ليقيها من برد ما أصابها . في ذاك الوقت حملتْ أعز ذكرياتها عن القدس , فهي عاشت شهراً بأكمله هناك , شهر الفراق بَعدهُ عنها , وإن كان فراقاً غير كامل , فهي تخبرني أنها كانت تزور عمّان ما تسنى لها ذلك مع جدي ويذهبون سوية إلى القدس كل جمعة يصلون في المسجد الأقصى , حديثنا هي وأنا كان في صباح الأحد وتشير من دون النظر إلى الساعة أنها كانت تذهب معه رحمه الله في مثل هذا الوقت , كأنها ذهبت معه قبل الأمس بالتحديد . كانوا يأخذون معهم غداءهم ويصلون في باحات الحرم حيث المسجد بالداخل ممتلئ عن آخره , وبعد الصلاة يفرشون طعامهم ويأكلون تحت ظلال الأشجار , وتبتسم هنا جدتي ابتسامة لم أرى يوماً أجمل منها بعينان رماديتان لم تأخذ هموم سبعين عاماً منها جمالهما . أنها كانت تأكل الطعام مع جدي تحت ظلال الزيتون في باحة المسجد الأقصى هذا هو أعظم ذكرياتها وذكرياتنا من بعدها . وتلعن اليهود , هي لا تدري معنى معاداة السامية التي أزعجوا رؤوسنا بها , لكنها تلعن اليهود الذين سلبوا منها القدس والذكرى .