أضْحَى التّنائي ..

وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا .. مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا / لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَةً ؛ وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا / إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَةٍ , فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا / لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ .. عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا / إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً .. مَكتوبَةً ، وَأخَذْنَا الصّبرَ تلقينا / أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ .. شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا / لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ .. سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا / وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ .. لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا / دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظةً .. فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دِينَا / فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا .. وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا / وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه .. بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا / أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَةً .. فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا / إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ .. صَبَابَةٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا .

 

ابن زيدون

2 تعليقان to “أضْحَى التّنائي ..”

  1. يقول Reem:

    عندي برزنتيشن بعد أسبوعين تحليل قصيدة “ذكرى ولادة” ..
    وأفكر في عرض بشكل مُبهر غير المعتاد ..

    هل من أفكار .. أو شُروح معيّنة .. ؟

    بكون شاكرة ،

  2. يقول Lament:

    أهلا فيك ,

    والله ما عندي أي خبرة بهذا الموضوع ..
    شكراً على حسن ظنك : )

Leave a Reply

*
To prove you're a person (not a spam script), type the security word shown in the picture. Click on the picture to hear an audio file of the word.
Anti-spam image