الآن .. أكتب ورائحة الجاردينيا تملأ جنبات المنزل , ورثت حب النباتات من والدتي و من جدي كذلك , ارتبط حب النباتات بالنسبة لي بهم , حينما أتحدث مع والدتي عنها وابدأ باستعراض معلوماتي عنها والتفاخر بمعرفتي , تفاجئني بإحضار أنواع لم يخطر على بالي يوماً أنها موجودة ! , هناك أشياء صغيرة هي التي تمنعك من التكبر بما تعرف , لا يمكن أن يحيط إنسان بكل شيء , وإن قدّر له ذلك فمن المستحيل أن يدركها , الآن .. أكتب على الورقة و بالقلم , هذه المرة الأولى التي أفعل بها ذلك , وعيت على نفسي وأنا أكتب على الكمبيوتر وأملك كمبيوتر منذ ( صخر ) الذي تعلمت الحروف الهجائية عليه وكان رفيقي , الكتابة على الكمبيوتر ليست سيئة بالتأكيد , والزمن متغير لا يثبت , والواجب علينا مجاراته حتى لا نفشل , من سبقنا من الجيل الذي قبلنا كانوا يكتبون على الآلات الكاتبة , ولا أدري من سبقهم على ماذا كانوا يكتبون , ولكن يبقى القلم ويذهب غيره , هو باقٍ منذ اليوم الأول الذي بدأ فيه ربنا عز وجل بخلق المخلوقات , يبقى القلم الأقرب إلى القلب والأشد ألفة مهما ذهبنا إلى غيره , لا رائحة لما نكتبه بالكمبيوتر ولكن للحبر رائحة , الرائحة هي ما يجعل الأشياء قريبة منا , لا نستطيع تذكر شيء لا رائحة له ! الآن .. ورغم أني أكتب في الصباح إلا أن الجو جميل وهناك نسمات باردة تأتي وتذهب , بخلاف الأسبوع الماضي الذي كان جحيماً لا يطاق , لا شيء قادر على تشويه يومي كالجو الحار , تبدأ كل تصرفاتي تلبس لبوس السوء , لا أدري إن كنت ترابياً أم هوائياً , ولكن سأكون أكثر اقتناعاً لو كنت هوائياً , رغم ارتباطي الوثيق بالتراب الذي أعتقد أني أنتمي إليه – إن لم أكن مخطئاً – والذي ربما يغني لي الآن " القصة مش طقس يا حبيبي ! " , الآن .. يحوم حولي ما كنت أفكر فيه منذ الأمس ( من يحب لا يؤذي ) , كنت أفكر كثيراً بمن يحبون بعضهم وبالرغم من ذلك تتحول حياتهم إلى أذى متبادل ومشاكل لا تنتهي , لا استطيع أن أسمي هذا حباً ( فمن يحب لا يؤذي ) , لست أنا المخول بالكتابة عن الحب , فأنا من السوء الذي يجعلني آخر من يتحدث عنه , ولكن لنتحدث عن الحب بمفهومه الواسع : هل تحب وطنك وتتمنى دماره !؟ هل تحب والديك وأنت تعقهم !؟ لا يمكن أن يكون هذا حباً بأي حال من الأحوال , أن تحب هذا يحتم عليك أن تملأ قلب من تحب بالفرح , وأن تكون أنت دواءه لا داءه والسبب في ألمه , هذا يشبه أن تقول أنا لا أؤمن بالله ولكن أريد أن أدخل جنته , كيف تطلب أن تدخل جنة من لا تؤمن بوجوده أساساً !؟ – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً – , كذلك الحب كيف تحب وأنت تؤذي من تحب , عندما يصل الأمر لهذا الحد الأحرى بك أن تنسحب , أن تعيش في وحدة خيرٌ لك من أن تعيش في أذى أو تكون سبباً في أذى ..! , الآن .. وقمح !
عندما نعلم ان سعادة شخص مرتبطة بوجودنا في حياته ،
نجي على انفسنا احياناً ونتحمل ..
ما الحياة اذا لم نترك وراءنا اناساً سعداء بنا !
رائع ما كتبته بالحبر ..:)
الصح إنه عندما نعلم أن سعادة شخص مرتبطة بإبتعادنا عن حياته , نجي على أنفسنا أحياناً ونتحمل ! يعني هذا اللي اعرفه ..! وهذا المنطقي , ما كنت أعرف إن لما أكون سبب سعادة إنسان وقتها أنا أجي على نفسي ! لما يكون هو سعيد قطعاً راح أكون سعيد بالمقابل , سعادتي بتكون من سعادته .. كيف يا هيفاء أنا أوهبه السعادة وأكون سبب فيها وأنا تعيس ؟!
شوفي حليم وش يقول :
لما تكون ناوي تجافيني .. قولي ! وإن كان عليك اللوم
ده رضاك يا روحي .. على عيني ,
وأنا بخاطري أكون مظلوم ..
* عايز يكون مزلوم الأخ .. شايفة ؟! هذا الصح اصلاً ..
أخي الكريم [ Lament ]..
قليلةٌ هيَ تلكَ المدوناتُ التي تمنحكَ تذكرةَ عبورٍ إلى نفوسِ أصحابها..
… و مدونتكَ إحداها.
.
أوافقكَ الرأيَ في أنّ منَ المفترضِ على من يحملُ الحبّ في قلبه..
… أن لا يؤذي نفسهُ أولاً، و من ثمّ من يحبّ أياً كان.
،
المحبةُ في عمقِ القلبِ كالبذرةِ في جوفِ التراب..
تنمو إذا تهيأتْ لها الأسبابُ حتى يستقيمَ عودها..
فإذا استمرّ المحبّ في سقايتها..أزهرت..
… و ربما أثمرت !.
و إنْ عانتِ الحرمانَ..ذبلت..
… و ربما ماتت !.
.
أدامَ اللهُ الودّ بيننا و بينَ من نحب، و جمعنا بهم في جنانِ الخلد.
… دمتم بخير.
الحب دائماً رفيق الأذى !
الغيرة مثلاً ملازمة للحب وهي أذى بطبيعة الحال
إذن قاعدة أن من يحب لايؤذي [خاطئة]
🙂
وصبّحت هِنـا ؛
.. توحشت المكان : )
(F)
سالي ,
حياك الله ..
أولاً أشكرك على كلامك الجميل , يارب أكون استحق !
واستمتعت كثيراً بقراءة ردك ,
شكراً لك 🙂
,
ندية ,
حياك الله ..
لا يسعني إلا احترام وجهة نظرك !
شكراً لحضورك .. 🙂
,
سنبلة ,
يا أهلاً , صباحك جمال ,
فكرتك زعلانة والا شيء , عشان زمان ما شفتك هنا 😳
سعيد جداً بحضورك يا سنبلة ..
شكراً لك (F)