Archive for the ‘صباح و مسا’ Category

جمعة الكوميديا *

الجمعة, مارس 18th, 2011

 

لا أدري لماذا تحدث مواقفي المضحكة والغريبة يوم الجمعة بالذات , لست ممن يدّعي أنه يوم ثقيل وطويل وممل كأغلب الناس , على العكس تماماً أراه يوماً جميلاً وروحانياً مع الأخذ بالاعتبار أنه يوم شديد الحرارة صيفاً وشتاءً وهو ما يحيّرني كثيراً . أيقظني أبي للصلاة متأخراً , لم أنم جيداً , عدد ساعات نومي لم تتجاوز الستة ساعات وبالنسبة لي اليوم بأقل من ثمانية ساعات نوم هذا يوم يقدم لي دعوة رسمية للتعب ! أشفقَ عليّ أبي بالمرة الأولى وسألني هل تريد الصلاة ؟ قلت له نعم .. ذهب وعاد بعد 10 دقائق وسألني ذات السؤال وهنا قمت . قال لي تأخرنا كثيراً ولا وقت لدينا لتستحم , لكن لأني مريض منذ 4 أيام كنت مقرراً من بدايتها أن أستحم هذا الأسبوع فقط في يوم الجمعة , ولا أحب لتخطيطي أن يخرب لأي سبب . أخذت ملابسي وفي طريقي إلى الحمام شاهدني أبي مستغرباً ولم أنتظر حتى يعلّق فقلت له : شوف شعري واقف زي القنفذ ! استحممت بسرعة ولبست ثوبي وأبي واقف على الباب ينتظر , ارتديت شماغي وتعطرت وبحثت عن النظارة الشمسية ولم أجدها وكان أبي ينتظر في السيارة , شعرت أن موقفي سيكون في خطر لو تأخرت أكثر من ذلك . ركبت وانطلقنا ! وصلنا متأخرين جداً والإمام يقرأ قل هو الله أحد في الركعة الثانية . ولأن أرجلي طويلة وأرجل أبي تناسب حجمه مددتها إلى الريح ووصلت والإمام بالسجود الأخير , فحشرت نفسي بين عامل بنغالي وبين بسطته من الخضار على الرصيف , وسجدت مع الناس وركبتي فوق كيس بصل ! وأتممت الركعتين ورجعت وأبي لم يصلي ! لحقته وشعرت بأسف شديد من جهته لما حصل , قال لي : يعني أنا اللي صاحي من بدري وأنتظرك تقوم للصلاة وحضرتك تتروش لما أخرّتنا وآخرتها أنت تصلي وأنا ما أصلي ؟ قلت له : خيرة , أهم شيء النية . وأعتقد أنه اقتنع بموضوع النية والخيرة هذا وهزّ رأسه موافقاً . بعد القهوة في بيت عمي ذهبنا نبحث عن الجرائد , والشرق الأوسط مختفية في كل مكان , لم نترك سوبر ماركت في طريقنا لم نقف عنده ولم نجدها . آخر الأمر توقفنا عند بقالة صغيرة وسألت الباكستاني البائع عندك الشرق الأوسط ؟ أجاب بالنفي القاطع وهنا هجم عليّ شخص غريب , نصف وجهه شنب رمادي اللون قال لي بلهجة غاضبة : الله يجزاك خير وراك تقاطع كلامي وأنا أسولف مع الرجال ؟ بصراحة لم أرد عليه .. فأقترب مني أكثر ومسك يدي وسلم علي بحرارة وقال لي : كنت حاب استفزك حتى أشوف ردة فعلك . الكاميرا الخفية مثلاً ؟ الناس يدها على قلوبها خوفاً مما يحدث والمصاب جلل وهذا يريد أن يستكشف ردة فعلي ؟ ركبت السيارة وألتفتُّ إليه وهو لا يزال ( فاق خشته ) ** بشكل مبالغ فيه . إلى آخر لحظة كنت أشك أنه الكاميرا الخفية وأنتظر أن يصرخ بي : نذيع و إلا ما نذيع يالأخو . بعد العصر أردت أن أرتاح قليلاً وهنا خطر على بالي لماذا الفيسبوك وتويتر لا يعملان بجهازي البلاكبيري ! فاتصلت بشركة موبايلي وكلمني "الشخص" وسألته عن الموضوع , قال لي بلهجة غريبة : وشو هذا تويتر !! أجبته : برنامج , لكن ما علينا .. طيب الفيسبوك ؟ بالمناسبة تعرف الفيسبوك أو لا ؟ فضحك "الشخص" بصخب وقال لي أكيد أعرفه الله يهديك بس . يهدي الجميع إن شاء الله , بس قل لي ما حل المشكلة ؟ سألني : من وين نزلته من موقع موبايلي ؟ قلت لا من نفس الفيسبوك . قال حنا طيب مالنا دخل . قلت يا أخي كيف مالكم دخل ؟ عندي جهاز آيفون الفيسبوك موجود فيه وهو من موبايلي والشريحة موبايلي , بالبلاكبيري يقولون لي إن الخدمة تحتاج إلى تفعيل بجهازك . قال لي بلهجة كلها دهاء : تدري وش الحل ؟ غيّر البرنامج , قالها بعد لحظات من الانتظار المثير , شعرت أنه يقولها ويغمز بعينه اليسرى . قلت أنا أيضاً بلهجة من وجد كنزاً خطيراً : أوكي ! . أكدّ عليَّ مرة أخرى : واضح يا أخ منصور ؟ قلت له : واضح يا شخص .

* هذا الموضوع كتبته الجمعة الماضية , ولم يسعفني الوقت لأنشره هنا في حينها .
** يبتسم ابتسامة أكبر من المعتاد .

قرارات !

السبت, فبراير 26th, 2011

بسم الله الرحمن الرحيم
الرقم أ/1 التاريخ 23/3/1432 هـ
بعون الله تعالى نحن منصور whatever , بعد الإطلاع على المادة 1 من النظام الأساسي للبيت الصادر بتاريخ 1/1/1405 هـ وعملاً بما يكفل لنا راحتنا النفسية والفكرية , وبناء على ما عرضته علينا الأخت ليان أمرنا بما هو آت :
أولاً : لن نتحدث في الأمور السياسية بعد الآن . هناك أشياء تحدث لا نفهم كيف تحدث أو لماذا تحدث . نحب أن نشغل تفكيرنا بما هو قابل للفهم .
ثانياً : لن نُتعب عقلنا بتحليل الأشياء , لنكتشف بالآخر ( إنو إنتا هيدا أنتا ) . نحب أن تكون الدنيا سهلة والمعاني واضحة , نحب أن نقول أشياء غبية ولا يتعب أحد نفسه بتسجيلها لنا وتذكيرنا بها في شهر أوغست مع إضافة ملحق كامل بمعانيها ومقاصدها الخفية .
ثالثاً : لا تعنينا الماورائيات .
رابعاً :  في حال لعبنا البلايستيشن مع أخينا يجب أن نفوز . ( إلى متى أمسك اللعب ولا أسجل ! )
خامساً : اعتماد مبدأ : البساطة رائعة , التعقيد غير رائع .
سادساً : استناداً على الفقرة الخامسة , فإنه يجب النظر للحياة من منظور شامل يحكمه البساطة . تغيير العالم هذا أمر لا يهمنا ولا يعنينا مطلقاً . على الأقل في وقتنا الراهن . ما يشغل بالنا أن لا يزعجنا الناس بإطلاق البواري بمجرد أن تفتح إشارة  المرور , نصف ثانية لن تحدث خللاً بالعالم , الإزعاج هو ما يحدث هذا الخلل وينبغي علينا إيجاد الحلول الجذرية لتقييمه ومعالجته .
سابعاً : تشكيل لجنة عاجلة لدراسة وتنفيذ ما ورد في الفقرة السادسة وعرض النتائج علينا بمدة لا تتجاوز الأسبوع .
ثامناً : لن نحرم جسدنا من النوم من أجل اجتماعات تافهة . سواءً كانت هذه الاجتماعات مهمة لأناس تافهين , أو اجتماعات تافهة لأناس مهمين أو كلاهما معاً.
تاسعاً : يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه .

( الجهات المختصة لحظة تلقي القرارات D:  )

اي والله :D

الخميس, فبراير 17th, 2011

26 شمعة !

الأحد, فبراير 13th, 2011

هل من المفترض أن ألقي كلمة ؟ أتحدث فيها عن ماضي الخيبات وأماني القادم ؟ لعل هذا هو الوقت الأمثل وأنا أقف على أعراف العمر , لا تضمني نار الخيبة ولا جنة الأماني , الحقيقة أني أكذب لو قلت أن ماضيّ كله خيبات , وأكذب إن قلت أني حققت ما صبوت إليه . تماماً كما قلت .. أقف على أعراف كل شيء , العمر والحاجات والأمنيات . لم أكبر , وأعتقد أن هذا الرقم كبيرٌ عليّ , كأني أرجع بالعمر إلى الخلف , لشقاء الطفولة وخفوت النضوج . قبل خمسة أعوام كنت أرى في نفسي زيف حقيقة الدهر , فلديّ من الهموم حينئذ ما يجعلني أكبر سنًا وعقلاً , أما الآن فأقصى همومي هو جنون البقر الذي يأكل رأسي شيئًا فشيئًا فلا أتذكر أسماء صداقاتي القديمة إلا من وسم قلبي وسمًا لا أنساه . أمسك ورقة وقلمًا وأكتب الأسامي وأعتقد قُبلاً أني سأملؤها لا محالة , وإذا بي لا أتعدى السطرين , فيضيق صدري ويعجز قلبي . الحمدلله على همومي الصغيرة هذه , فمثلها أصبحت رغباتي صغيرة , فما أتمناه أن تكون هديتي دراجة هوائية ( سيكل ) أدور فيها بأحيائنا القريبة . سيكل لا أكثر هذا كل رغباتي والله ! وأيضًا أن أستطيع ملأ عدة صفحات بأسماء من أحب . لماذا هم يتركوني ؟ لماذا لا يسأل عني أحد في يومي الوحيد هذا ؟ أم لأني أشع طفولةً وتزداد قلوبهم تجاعيدًا ؟ يكبرون وأنا أصغر , وتزداد همومهم ومشاغلهم وأنا تقلّ . تلك الأيام كنتُ ممتلئ الصداقات والمعارف , ما نقصت منها وما انتقصت , أما الآن فلم أعد أطيق أحدًا , أختنق بالناس وإن تنفسوا بي , حتى غدت أمنية الأماني أن أجد الصديق الذي يحملني طويلاً كما حملني أصدقائي في ماضيّ القديم . لن أجد يومًا صديقًا كنايف أو محمد أو فيصل أو سعود , ولن أجد يومًا محبةً أحبني إياها من خذلتهم كثيرًا بلا سبب , أو لسبب واحد هو مللي الكبير , بعدها عرفت كيف يعزّ عليّ أن أجد أحدًا يشبه من ضيعت , أغلب الذين عرفتهم تزوجوا , وأنا لازلت أشعر أني صغير على الزواج , كل يوم أصغرُ أكثر عن أن أكون زوجًا , لا أعرف حتى كفكرة كيف أكون زوجًا . لا أدري لما أنا متعلق كثيراً بالماضي , بالناس الذين كانوا فيه , بصفاء النوايا التي كانت فيه , لمحبة أصدقائي الخالصة لي , لزعلي على نايف ومجيئه بعد يومين بالتمام إلى بيتي تسبقه ابتسامته المُحرجة وتسبقني ابتسامتي المُحِبة ليقول بكل بساطة شوف لي الطريق ! ويتبخر عتب القلوب ببساطة . هكذا كان كل أصدقائي , لا يستولي علينا الغضب طويلاً ولم نعتد أن نتجاوز مهلة الثلاثة أيام لنبتدئ بعضنا البعض بالمحبة التي لا تنقطع وإن انقطع السلام لفرط الكرامة . كل أصدقائي أحبهم , وكل أصدقائي انقطعوا , إلا بعضهم من مكالمات يتيمة بالمناسبات , ولما ؟ لا أدري .. والأكيد ( إن مش كلو بسببي ) ! ولكن الحياة تربطهم بسلاسل من حرير وتجرّهم إليها جرّا , ومن أنا لأحارب الدنيا ؟ لديّ ألف اسم أحبه بمقدوري أن أكتب عنه , لكن أنا لا أريد الكتابة عن أحد بل الكتابة له , أريدهم بقربي لأكتب إليهم بخجل عن محبتي التي تفيض إليهم عذبة كأنهار لم تطأها قدما أحدٍ من العالمين . لما لا يكتب لي أحبابي في هذا اليوم ليذكرّوني بهم ؟ لأحارب بهم جنون البقر ومرض الدنيا , لأقوى بهم عن كل ضعف . هذه ( مع السيكل ) كل أمانيّ الستة والعشرين اليوم .

ماحسيبوا ! ( الجزء 2 والأخير )

الأربعاء, فبراير 9th, 2011

ألبس خاتماً مطلياً بالذهب . لا أدري كيف جاءتني الفكرة أول مرة , لكن هي تأملات أخذت مني أياماً طويلة , المرة الأولى حينما نظرت إليه بدقة شعرت أنه لو كان أصفر سيكون أجمل , أخذت هذه الفكرة تكبر برأسي شيئاً فشيئاً وإن كنت في كِلا الأحوال متردداً , بعدها شاهدت فيلم وكان البطل يرتدي خاتماً قريب من شكل خاتمي ولونه أصفر ( يعني ذهب ) هنا بدأت أفكر بجرأة أكبر لما لا أفعلها ؟ لكن التردد لا زال يرافقني , اليوم التالي شاهدت فيلماً آخر وكان البطل يرتدي نسخة خاتمي بالتمام لكن أصفر ( النسخة الذهبية يعني ) فقلت هذه إشارة لأفعلها ! وتذكرت أن بشغ عامغ عبدالظاهغ يلبس خاتماً ذهبياً يشبه خاتمي أيضاً في مسلسل زيزينيا , هنا قلت لا مجال للتردد . لم أصدق الخبر وذهبت من فوري وطليت خاتمي بالذهب بعشرة ريالات بعد المكاسرة , هل تعلمون أني أحسن الناس بالمكاسرة ؟ آخذ الأشياء بسعرها الحقيقي . قالوا لي في البداية ثلاثين ريال قيمة طلي الخاتم , ومن هنا وهنا وهذا الخاتم صغير ياصديق كيف يعني ثلاثين ! حتى وصلت بهم إلى عشرة ريال مع التلميع . لما لبسته صدمت من لونه الغريب , لم أعتد أبداً عليه , وددت أن أرجع إليهم وأطلب منهم إعادة لونه الأصلي لكن الباكستانيون لا يحتملون مثل هذه الأشياء , رجعت إلى البيت وأخذت أفركه بالصابون حتى يعود لونه لكن لا فائدة , هنا احتسبت أمري إلى الله وقلت سأنتظر .. مصيره يبهت . الحقيقة الأيام التي انتظرت فيها بدأت أحب لونه الجديد وكما توقعت صار أجمل , المشكلة فقط هي خجلي من أن أريه أحداً , حتى لما أصلي كنت أضعه في جيبي حتى لا يراه أحد . وكما هي الأشياء تأتي بالتدريج دائماً بدأت أعتاد على لونه ولا استحي أن يراني أحداً ألبسه . تقريباً كل من رآه أعجبه , وكلهم يسألوني عنه , عمي الكبير سألني هذا نحاس ؟ مع أني استغربت هذا السؤال لأن النحاس يميل لونه إلى الأحمر وهذا ذهب ياجماعة ! جرح قلبي بسؤاله هذا . فقلت له بفم ملوي : ذهب . فأعجبه وقال أعتقد أن الأمير سلطان يلبس واحداً يشبهه . هنا التئم جرح قلبي . ذهبت إلى محل ورآه البائع المصري الذي استغرب شكل الخاتم وسألني : هوا ده زهب ؟ قلت له : أيوه زهب ولم يعد هاهاها . فقال : حرام ماينفعش , بصراحة استحيت ولم أرد عليه . ثم أكمل : مش حضرتك مسلم والا إيه برضو ؟ فقلت له : لا , أنا إيه برضو هاهاها . فغضب الرجل وسألني : طيب عايز إيه ! وأنا بدوري غضبت أيضاً وقلت مش عاوز حاقة وخرجت ولم أعد . لكن السؤال الذكي كان من السيد ميم الذي سألني هذا ذهب وإلا مطلي ؟ ويغمز لي بعينه أنه لا داعي لتخبي عليّ ! فأقول له ذهب . ويستغرب : أما عاد ! فأتذكر وكيل مدرستي قديماً صديقي الأستاذ حمزة الذي كلما أقول له أما عاد يردّ علي بلا أما عاد بلا أما ثمود روح صفك بس . فقلتها بطبيعة الحال للسيد ميم . السيد ميم الذي من أخبرته من ثلاثة أيام أني لم أعد أشاهد التلفزيون أصبح يخبرني بكل الأحداث الجديدة أولاً بأول , ويقول لي هناك أشياء تفوتك , كالرجل الذي يحمل يافطة كبيرة ويكتب عليها : ما حسيبوا ! فعلاً هذه أشياء لا تفوّت . وبسبب ما يحدث بمصر اتصلت بصديقي زكي , هل تذكرونه ؟ لو كان بيدي رشحت هذا الرجل إلى الأوسكار , أعتبره ملك الدراما , بمجرد أن قلت ألو رد علي إنتا فيييينك يا دكتور . قلت له عرفتني ؟ فقال أيوه يادكتور منصور ازاي ما اعرفكش ! ودي تيجي ؟ . أنا طبعاً لست دكتوراً بأي حال من الأحوال , ودائماً أطلب منه أن لا يناديني بدكتور , لكنها كانت تهون حينما يعرّف بي في أي مكان نذهب إليه ويقول : ده الدكتور المفكر الكبير الاستاز منصور !! المهم سألته ازيك يازكي ؟ فردّ علي بحشرجة : دول وضعوا السيف على رقبتي ! قلت باستغراب شديد مين ؟ فقال لا أدري , هو كلو بقى فكلو ! معرفش مين مع مين والا مين ضد مين , قلت له : طيب يعني اللي حط السيف على رقبة حضرتك هو من بلطجية الحزب الحاكم والا حد ثاني ؟ قالي : أما واللهي أنتا جبتها , ازاي مافكرتش ببلطجية الحزب الحاكم ؟ أيوه يا دكتور منصور هما هما اللي عملوا فيني كده , أنا بئيت أبكي ! وتشهدت قلت لا إله الا الله , كنت حمووووت واللهي يادكتور منصور . فقلت له : يله الحمدلله عالسلامة , بس إنتا مش لازم تسكت ! لازم تنتقم . فقال : انتقم ازاي من أولاد ( .. ) دول ! قلت : ارفع قضية مثلاً عالحزب الحاكم ! قال بفرح : اي والله إنتا جبتها , دلوقتي حأكلم صديق محامي كبير يشوف لي المسألة . قلت له : ابقى طمني بأه ! ثم تحدثنا قليلاً عن الأحداث والذكريات , أردت أن أقول له أنا دلوقتي بقى عندي رخصة يازكي , وعليها شعار دول مجلس التعاون بعد ! لكن شعرت أنه لن يفهم الموضوع جيداً وأهميته بالنسبة لي . أو يعمل هيصة كبيرة أكبر من حجم الموضوع , كما كان يجعل مني مفكراً كبيراً قرأ عشرة الآف كتاب .

عالرمل الدايب كتبنا (1)

الإثنين, فبراير 7th, 2011

أكتب الآن لأسبابٍ لا تحصى , لأني : 1- لا أجد شيئاً آخر أفعله وأهلي كلهم مسافرون . 2 – من أجل أمي التي لا تحب خوضي في المواضيع السياسية . 3- لأن شهيتي هذه الأيام منفتحة جداً على الكتابة , لم أترك أحداً لم أكتب له حتى سمير عطالله . 4 – لأن هذا الأسبوع كان مضحكاً وأحداثه كثيرة جداً . 5 – لأني وللمرة الأولى في حياتي حدثّت نسخة المدونة وأود تجربتها . من أين أبدأ ؟ من الكذبات الصغيرة المفاجئة القادمة من غيابات العقل , اللا معنى حقيقي لها ولا مناسبة , وتسوّد لك عيشتك ؟ أعتقد أنها البداية المثالية ؛ كل الناس تعلم أني أفشل الناس بالكذب لأسبابٍ لا تحصى أيضاً منها : 1 – أني غبي . 2- أن وجهي يحمرّ لما أكذب . 3 – مفضوح دائماً , الأطفال يكتشفون بسهولة أني أكذب من حركات جسمي ! وكما تقول سارة الكذب فن لا تجيده . حدثت القصة يوم الجمعة الماضي , ورغبة أبي الشديدة في أن نذهب إلى المسجد مشياً , لا أدري سبب هذه الرغبة الغريبة , لكن استحيت أن أقول له نذهب بالسيارة أحسن لأن المسجد بعيد , ودائماً الجمعة سبحان الله يكون الجو حاراً وأنا لا أحتمل الشمس ( دلوع صحيح ) . ذهبنا إلى الصلاة باكراً وجلست في الصف الأمامي وجلس أبي بالخلف قليلاً , للأمانة إمام المسجد هذا لا أحبه , الميكروفونات تأتي بأذني مباشرة والأهم أنا لا أفهم تناقضات هذا الشيخ الغريبة – على الرغم من أنه قاضياً معروفاً – كأن يمتدح أخلاق الأوربيين ثم يلعنهم ويلعن الصليبيين واليهود والعلمانيين والليبراليين والرافضة , تستطيعون القول أنه في هذه الخطبة لعن ثلاثة أرباع الأرض , بشكل عام لا أحب اللعانين , بالذات إن جاءت ممن يعتقد أنه من الفئة الناجية وأن الأرض كلها فئة هالكة . بعد انتهاء الصلاة انتظرت قليلاً حتى يخفّ الازدحام عند الباب ثم خرجت لا أنظر لا عن يميني ولا عن يساري ولا تحتي ولا فوقي , عيني فقط على الباب . لبست نعالي وانطلقت مسرعاً إلى البيت . بعد عشرة دقائق رجع أبي غاضباً والسبب أني تركته بالمسجد ولم أرجع معه ! غضب أبي نادر ويأتي دائماً في وقته , قال لي " أحد يترك خويه ويروح " . أعرف أبي إذا زعل مني بشدة لا ينظر في وجهي , كان ينظر لحظتها بعيداً إلى اليمين . بصراحة , لم أعتقد أن الموضوع مهم , هنا جاءت الكذبة السخيفة اللا معنى لها وقلت : انتظرتك ولما طولت رجعت البيت ! قال لي : ما انتظرتني ولا شيء ! قلت بإصرار غبي : إلا انتظرتك عند المظلة والسيارة الفورد . اعتقدت إذا قلت تفاصيل دقيقة يعني سيصدقني ! قال : أنا طلعت وراك على طول وشفتك ماشي وجلست أناديك منصور منصووووور وأنت ولا تلتفت حتى ! هنا أسقط في يدي , يعني لم أتمنى أن تنشق الأرض وتبلعني , لكن شعرت أن حياتي اسودّت فعلاً وأصبح وجهي يؤلمني ! قلت له أنا لا أتحمل الشمس وكنت معصب من الإمام , وهذا عذر قبيح طبعاً ! و لأنه طيّب نسي الموضوع , لكن أنا لم أنسه وطوال الوقت كان يشغلني , وأعرف نفسي إذا توترت أتحدث بشكل مبالغ فيه , مع فنجال القهوة لم أترك موضوعاً في العالم لم أتحدث فيه , وأبي وأمي ينظران إليّ باستغراب شديد , عيشتي اسودت فعلاً . من أحداث هذا الأسبوع المثيرة , أني استخرجت رخصة , نعم , من بعد هالعمر الآن فقط استخرجت رخصة قيادة ! تعلمت القيادة على وانيت أحمر أيام الإبل , كنت حينها بأول متوسط , وإلى الآن لا أدري لماذا تعلمت القيادة على سيارات كبيرة , وانيت أو جمس , لم يتبقى إلا أن أتعلم قيادة شاحنة أيضاً ! المهم كان يوماً عظيماً الذي استخرجت فيه الرخصة , العسكري الذي ركب بجانبي ليتأكد من قيادتي كان متعجباً من الموضوع , سألني كم لك سنة تسوق ؟ فقلت بسرعة 11 سنة ! ولا أدري لماذا خطر هذا الرقم فجأة على بالي , شعرت فقط بأنه رقم يوحي بالصدق ! لكن بعد أن حسبتها طلع فعلاً 11 سنة ! لما توقفنا سألته بسذاجة بشّر ناجح ؟ قال لي : تشوف بعدين . راح أشوف وثائق ويكيليكس مثلاً يالغامض ؟ وعند امتحان الكمبيوتر تعاطف معي العسكري هناك وأدخلني أول الأشخاص , حتى أنه صار يغششني بعض الأسئلة ويقول لي جاوب على هذا السؤال كذا وهذا السؤال كذا , لم اسأله حقيقة نجحت أو لا لأني ببساطة أشاهد إجاباتي على الكمبيوتر لكن لم يفوّت على نفسه الفرصة وبشّرني أني نجحت والحمدلله . وددت أن أضحك بصخب وأقول ياما انتا كريم يارب ! لكن تذكرت وقاري وأن الموضوع لا يستحق , ماذا يعني رخصة قيادة من بعد هالعمر ؟

لما طغى الماء .

الثلاثاء, فبراير 1st, 2011

وأنا أشاهد صور كارثة جدة الثانية , لفتت نظري كثيراً هذه الصورة , وجدتها بالفعل أكثر الصور تعبيراً عن الحال . ليس الملفت هنا غرق سيارة تحمل شعاراً مضحكاً داخل مدينة تغرق هي الأخرى تُعتبر أهم مدننا من الناحية التاريخية و الثقافية و الاجتماعية , المدينة الجامعة التي تمثل نموذجاً نادراً للتعايش بين الثقافات والأعراق المختلفة – مع ما يحمله هذا الغرق من نكبة كبيرة – وجدت هذه الصورة الأكثر تأثيراً لأنها تعبّر ببساطة عن غرق وطن بأكمله , عن غرق فكرة ضخمة اسمها ( السعودية ! ) . بعيداً عن وصف هذه الكارثة أدخل في صلب الموضوع وأقول أن الوضع يحتاج إلى عملية إنقاذ كبيرة لانتشال ما بقى من مسألة الانتماء والوطنية ومحبة الأرض المربوطة بطرف خيط بسيط بصدور الشعب , المسألة الأشد خطورة حال التأمل في كل ما يحصل حولنا أنه لا يجمعنا مؤسسات نحتكم إليها أو نلجأ إليها وقت الملمّات , لا يوجد لدينا دستور نجتمع على احترامه في الشمال والجنوب , لا يوجد حتى جيش أو قوات مسلحة تحظى بتقدير عميق لدى المواطنين يمكن أن تكون مصدر ضمانة لديهم , هل نحن حتى متفقين فعلاً على تسميتنا ( سعوديين ) ؟ لا أعتقد أن هذه فكرة جامعة أو حتى تحوز على رضا الأغلبية . لمن نلجأ حال انهيار الدولة لأدنى هزّة قد تحدث ( لا قدّر الله ) ؟ لا يوجد سوى القبيلة أو الاعتكاف في البيوت ممسكين بالأسلحة , لأنه وقتها لن يأمن أحد على نفسه من الخروج لعتبة باب البيت لأدنى طلب تافه . كثيراً ما أفكر بهذا الأمر وأحس أن شعرة سوداء في رأسي تبدأ بالبياض . إلى متى سنبقى على هذه الحال ؟ هل ننتظر أن يتم تقسيم وطننا إلى 5 دول ؟ هذه فكرة بعيدة نعم لأن الدولة في الوقت الحاضر قوية وأتمنى لها البقاء قوية أبد الدهر . فكرة بعيدة نعم لأن الملك يحظى بشعبية جارفة في كل بيت , لكن هل تعتقدون أن هذا سيستمر ؟ لا لن يستمر والأخطاء تتراكم يوماً بعد يوم كطرقات جدة , لن يستمر والفساد يظهر بصورة أكثر جرأة ووقاحة عن أي يوم مضى . لو أن الملك عاقب المتسببين بالكارثة في المرة الأولى أقسم بالله أنه لن يغضب أحد في المرة الثانية , لأننا سنعلم أن من أخطأ سينال جزاء إساءته لله وللناس وللوطن , الكلام الذي لا يُنفذ والبيانات الملكية شديدة اللهجة لا تكفي , لقد ملّ الناس مما يسمعون عنه ولا يرونه , أين هيبة السلطان والمُلك إذاً ؟ إذا كانت كل هذه الوعود لن تتحقق فالأسلم أن لا تقولوا شيئاً وتكتفوا بأن تألمون كما نألم حتى لا تضيع هيبة المُلك من صدور الناس . أشاهد الصور الجوية لمدينة جدة و أتسائل بحرقة هل هذه جدة أم الخرطوم يخترقها نهر النيل ؟ لا أدري لماذا لا يعاقبون أحداً على هذه الكارثة الشنيعة , هؤلاء الفاسدين لم يأكلوا أموال الناس بالباطل وحسب , بل وقتلوا أبرياء وهدّموا صوامع وبِيع ودمروا ممتلكات الناس التي لا يجدون غيرها , وكأننا نعيش في رفاهية والرجل قادر على بناء بيت وشراء سيارة متى ما عنّ له ذلك , كأننا لا نُهلك أنفسنا بالقروض وفوائدها المضاعفة أضعافاً كثيرة حتى قَهرنا الدَيْن وصرّافيه وأصاب الهمّ والكآبة نفوس الناس وشوهها كما يتشوه كل شيء جميل في وطننا حال هطول الأمطار لعشرة دقائق . لماذا لا يُشّهر بهؤلاء الفاسدين ؟ لأن لهم أبناء وعوائل ؟ لن ننظر إلى أبنائهم و أُسرهم فلا ذنب لهم ولكن فقط ليعلم هذا الشعب المغلوب على أمره أن المخطئ يُعاقب لا أن يعيّن في منصب وزير بعد عدة أشهر من حدوث الكارثة الأولى في استفزاز لم ولن أشاهد مثله في حياتي ! حققوا مطالب الناس , قفوا في صف البسطاء لا في صف من لا يحتاجون أن يقف بجانبهم أحد , الشعوب هم ضمانتكم وأداة استقراركم . الكلمة الصادقة لا المنافقة هي من تأخذكم وتأخذنا لننجو من ظلمات الغرق , التفتوا إلى الناس يرحمكم الله ..

أحبهم ..

الخميس, يناير 6th, 2011

 

الماء , القهوة , صوت الطار , النوم الطويل , كوكاكولا * , BlackBerry , فيروز , Ferrari , الشرق الأوسط , النهار اللبنانية , المسرح المنزلي , الأفلام , 30 Rock , محمد عبده , نيويورك , ipad , ستاربكس , Mad Men , الرياض , سعود الشريم , سورة الإنسان , المطر , سمير عطاالله , الشتاء , ورق العنب , روافد , McFlurry with OREO , الجاز , دانكن دونتس , الكتب , Sony , زيزينيا , فبراير , اللبنة , طلعات البر , خصلات شعري البيضاء , AC Milan , السعادة .

* زمان , لم أكن أشرب أي مشروب غازي . لكن كوكاكولا شيء مختلف , من زمان وكوكاكولا شيء مختلف ! وأكره البيبسي بشدة . هل فكرّ يوماً آندي وارهول أن يرسم علبة بيبسي ؟ لا أعتقد .

أرى ..

الجمعة, ديسمبر 31st, 2010

أرى صحراء على يسارها كثبان رمل ساقتها النفود كأنها لوحة تنتهي بإنتهاء مدّ النظر . أرى ليلاً نجومه سوداء تومض يحفها شعاع كأنه نبضٌ لقلب الليل لا تهدأ . أرى فناراً في ليل بهيم يلتّف نوره مسرعاً لا يلوي على شيء . أرى ظلاً يغطيني . أرى أمواجاً من خطوط رمادية تصعد لأعلى كأنها مسيرة لدعاء . أرى بيتاً من خشب بنافذتين . أرى رجلاً متخفياً بقطع من الليل يهرب من ملل أحاط به . أرى أدراجاً حديدية صدئة بعلو السماء كأن بها ملفات الخلق أجمعين . أرى وجوهاً كثيرة لا أعرفها تسير كدورة الكواكب . أرى الليل يبكي . أرى وجه فيروز شاحباً . أرى عيناً تريني وجه المغفرة . أرى ميناء وأعمدة . أرى ابتسامة تحترق . أرى موسى غضبان أسفاً يجرّ لحية أخيه . أرى عيناً صفراء تأتي شمالاً كعين القط . أرى حروفاً مصفوفة . أرى رجلاً بخيمة بيديه حجارة يلقيها بعيداً .

الجمعة, نوفمبر 12th, 2010

 

الله يحميك

L!fe

الأربعاء, نوفمبر 3rd, 2010

كثيراً ما نمرّ في هذه الحياة على أشخاص لا نلقي لهم بالاً , نمرّ بجانبهم دون أدنى التفاتة إليهم , نعتقد بقرارة أنفسنا أنهم لا يملكون ما يضيفونه إلى حياتنا أو حتى نعتقد أنهم أتفه من أن يكون لديهم هذه الإضافة إلى حيواتنا السخيفة . تحدثت قبل فترة طويلة عن حكاية الاحتقار هذه للآخرين , لا أكذب إن قلت أني كنت من هؤلاء حتى مررت بموقف أثر بي كثيراً وشعرت إثرها أن الحياة ليست كما كنت أعتقد تقتصر عليّ وعلى من أعرف , بل هناك الكثيرين ممن لا نلتفت إليهم ويلقون في أنفسنا أعظم العظات . تغيرت حياتي كثيراً , أصبحت أقرب للناس , أتحدث معهم بأريحية أكبر لأني أعلم أن داخل كل شخص قصة جميلة تروى حتى لو امتلأ بالقبح , وأرغب أن أعرف هذه القصة . ليست المسألة مقصورة على حِكم يلقوها إلينا أو دفعة معنوية تساعدنا على السير في هذا الطريق الطويل , أكتفي من هؤلاء حتى بابتسامة صافية حال رؤيتهم أو ضحكة طويلة تأتي من القلب . أود أن أتحدث خصوصاً عن اثنين من أقربائي ليس هناك أحداً أكثر منهم قادراً على إضحاكي حتى التعب ! يملكون عفوية قلّ أن تجدها هذا اليوم في الناس . فيصل ( 20 سنة ) ممدوح ( 22 سنة ) . عن فيصل , هو ابن عمي وصديق أخي الحميم , علاقتهما وثيقة جداً بحكم أنه بالإضافة لصلة القرابة فقد كنا جيراناً لفترة طويلة حتى انتقلنا جميعاً إلى أماكن أخرى , أتذكر أنّا كنا نلعب سوية أيام الطفولة , وكثير من صورنا أنا وأخي يظهر بها معنا . تغير الوضع بعد ذلك , أصبحت لا أراه إلا قليلاً , حتى بالمناسبات الأسرية لا أراه فهو يمتلك نفس أطباع أخي الذي يكره اجتماعات العائلة كل أسبوع , الحقيقة أني كنت لا أرى فيصل إلا كل سنتين مرة أو حتى أكثر , في رمضان الماضي اختلف الأمر وأصبحت أراه بشكل شبه يومي , تفاجأت بكمية الجمال التي يحملها بداخله وخفة دمه التي تضحكني حتى الاستلقاء , كنت معه اضحك صباحاً ومساءً , والمضحك أكثر أنه كان يراني شخصاً عظيماً , أو كما يقول ( أسطورة ) ! يسألني عن أشياء تحصل معه ويقول لي بصفتك إنسان عميق وذكي ومثقف كيف تتصرف لو مررت بهذا الموقف ؟ ويفرح كثيراً بإجاباتي ويتساءل بحرقة : وينك عني من زمان ! لم يقتصر الأمر على أسئلة تخص الأسرة والحياة والعلاقات الاجتماعية , بل حصل في مرة أن جلس أمامي متربعاً وقال : منصور أبسألك سؤال وتهمني إجابتك . خشيت من سؤاله أول الأمر وقلت : تفضل ! فقال بمنتهى الجدية : تعتقد البيبسي راح يرجع سعره ريال زي ما كان ؟ لم أضحك خوفاً من جرح مشاعره لأنه كان جاداً فعلاً بالسؤال , أجبته لاوالله ما اعتقد يا فيصل .. يمكن بعد يصير بريالين . فأجاب : والله إنك صادق ! أيضاً انقطعنا عن بعض شهراً وكنت كثير السؤال عنه , لما رأيته مع أخي عاتبته على غيابه الطويل فأجابني بكل طيبة قلب ( والله أنا أجي دايم عند البيت ) فقلت له طيب ؟ وليه ما تدخل ؟ قال بعد ضحكة طويلة : والله مدري ! ولما طلبت القهوة من أجله ضحك كثيراً وقال : وش دعوه ! يعتقد أنه أصغر من أن تطلب من أجله قهوة ! أتذكر موقفاً مضحكاً أيضاً جمعنا , كان يوماً نائماً بالقرب مني وفجأة صرخ بشدة ! قمت فزعاً من نومي وسألته فيصل شفيك ؟ انتصب جالساً ورفع لي يده وقال : آسف منصور كنت أحلم . وعاد نائماً بالسرعة التي تحدث بها . أنا لم أنم ليومين متتالين , أولاً لأني بمجرد إغماضي لعيناي تأتي صرخته العنيفة بأذني ! وثانياً أني أتذكر الموقف وأضحك كثيراً . الحديث عن فيصل وأيامي الجميلة معه لا تنتهي ولا أرغب بالإطالة عليكم فأنا أود أيضاً الحديث عن ممدوح , طبعاً هذا الشخص من النوادر في هذه الحياة , ليس لأنه طريف ومضحك , بل حتى خُلقياً فهو يحمل قلبه بالجهة اليمنى على خلاف أغلب البشر . هذا ما جعله مميزاً . الحقيقة أن طرافة ممدوح تأتي من الحكم العميقة التي يلقيها على مسامعنا في الوقت الذي لا نتوقعها ! وكذلك في الأشياء المضحكة التي يفعلها بسذاجة , كأن يرسل لشركة موبايلي على الرقم 1100 : أنتم شركة تعبانة ! وحينما لا يتلقى إجابة منهم يرسل إليهم من جديد : اتصلوا علي ضروري ! أو حتى بسؤالنا له عن قصة الذئب الخيالية الذي يقال أنه أكل أغنام خالي في المزرعة وهل رآه ؟ وجوابه ( الذيب ما يلتقي مع الذيب ) ! أو صراخه على أي سيارة تمرّ من أمام منزلهم ترفع صوت المسجل : وطي الصووووت ! وفي إحدى المرات قام برمي حذائه عليهم وأكثر من ذلك قام بمطاردتهم على أقدامه ليسترجع الحذاء ! . أستطيع التحدث عن فيصل وممدوح بدون انتهاء . لكني شاركتكم ببعض ما أعرفه عنهما وأحتفظ بأكثره ليسليني أيام الملل . شكراً فيصل وممدوح أن كنتم مصدر سعادة لي ولكل من يعرفكما : )

لا صار الحكي كله حسايف .

الجمعة, أكتوبر 29th, 2010

حينما رأيته للمرة الأولى قلت في قلبي أريد أن أكون مثله , أن أملك وسامته , أناقته , ابتسامته , طريقته في الحديث , لم أكن أعي معنى الشِعر في حينها وإلا قلت أن أكتب مثله . لا أذكر من هذه المرة الأولى التي شاهدته فيها في برنامج خليك بالبيت إلا مشهدين ؛ الأول الصور التي تأتي بعد الفاصل الإعلاني وظهر فيها سعود بن عبدالله مرتدياً بدلة سوداء أنيقة , ويلتفت إلى اليسار وشعره مصفف إلى الخلف بطريقة مرتبة للغاية ( هل تتذكرون هذا المشهد ؟ ) كان أكثر الرجال أناقة رأيتهم في حياتي , لا أدري إن كان مضحكاً أن أتحدث عن رجل بهذه الطريقة؟ لم أفعل ذلك من قبل , لكن أنا أشعر أن الأمر مع سعود مختلف . هناك كثير من الأمراء الشعراء , بعضهم يملك وسامة لا بأس بها , لكن قطعاً ليس هناك من يشبه سعود , باختصار هو صورة كاملة لما قد يخطر في بالك عن الأمير . المشهد الثاني كان سؤال زاهي وهبي له عن مشاركته في حرب الخليج وإجابته التي رأيتها مضحكة : ذهابه إلى قائد الجيش وطلبه أن يكون في الجبهة الأمامية ( على خط النار ) كما قال واستغراب القائد من طلبه وأنه يستطيع أن يشارك في الحرب لكن في مكان آخر غير الجبهة وإصرار سعود على المشاركة في هذا الموقع . شعرت أنها بروبغاندا لتكتمل بالأذهان صورة الأمير الفارس . لكن قبل قليل شاهدت ألبوم صوره , توقفت بشكل خاص عند صور حرب الخليج , بلباسه العسكري الذي يبدو مضحكاً عليه , ابتسامته التي لا تفارقه , دائماً سعود لا تفارقه ابتسامته , في كل الصور يبدو الآخرين بغاية الجدية باستثناءه هو أجده يضحك ! أنا أيضاً لا أضحك بالصور وأغصب ابتسامتي غصباً . أما سعود فيظهر على دبابة ضاحكاً , يركض هو وأحد الأمراء الضباط ضاحكاً والآخر يجبر نفسه على الابتسام حتى يبدو سعيداً بالانتصار المتعب , طفل هذا الرجل ويحب أن يبدو سعيداً . لذلك أنا أنحاز إليه دائماً , أجزم أنه سعيد في حياته لكن يرسم الحزن جيداً , لدينا نفس المزاج الجنائزي بالكتابة ! ولدينا ذات العينان اللتان تريان الناس جميعاً طيبين . في أمسية الرياض يقول عن الشعراء أنهم أصدقاء ويحبون بعضهم بعضاً لأنه لا مكان للحسد بينهم كما تجد في مجتمع الفنانين , ولا يعلم أن الحسد كله يكمن بالشعراء , يحسدون الناس على ما آتاهم الله وعلى ما لم يؤتهم أيضاً . استغرب كيف يوازن بين هذه الطيبة وبين كونه أمير على ما يترتب عن ذلك من اختلاف كل شيء . كانت التسعينات فترة نميمة الرياض بامتياز , أبطالها بالتأكيد هم الأمراء , نسمع عن مغامراتهم العاطفية , قتالهم على امرأة , القصائد الغاضبة المتبادلة بينهم , كنت صغيراً بالطبع لكن أعرف الكثير مما يتحدثون به أمامي , الغريب أن سعود بن عبدالله الوحيد الذي لم أسمع أي حديث مسيء عنه , على الرغم من مشاركة أمراء معروفين جداً بهذه المغامرات , حتى لو كانت مجرد ( تذبيل عيون ) بمقاهي باريس , أو زواج شاعر كل شهر من امرأة جديدة حتى اكتفى بصديقة بناته . لم أسمع عن سعود بن عبدالله أن شارك بهذه الدناءات على الرغم من أن وسامته باعتقادي تفوقهم جميعاً . لعله كان يكتفي بمزاجه الجنائزي وابتسامته أمام كل كاميرا يواجهها . لا يعلم سعود أني أحبه , من عشرة سنين وأنا أحبه , أنساه كثيراً لكن لم أمرّ يوماً عليه إلا وأبتسم .. وأتمنى لو أشبهه .

وداع وكلمة التوديع آسف

وإذا باقي لكم غدر اعذروني !

حبيب الكذب , فيني الصدق حالف

أموت الصادق اللي تعرفوني

سألتك هو بقى للناي عازف ؟

يغني للحزن مرة بدوني ؟

” 3 “

الجمعة, أكتوبر 22nd, 2010

" الإبن منصور : جميل جداً أن ذكرّتني عن الكثير من الذكريات التي كدت أن أنسى بعضاً منها لولا تدوينها في مدونتك . وبمناسبة مرور ثلاثة سنوات على المدونة أرجو أن تستمر في سطر شيء من الذكريات المنسية . أتمنى لك التوفيق والمزيد من النجاح "

أبوك

" مساحة احتضنت تفاصيل الذكريات وحلاوتها .. حكايات نسجت هنا بدمع وابتسامه .. ووجدت هنا فن , تذوق , رقي وإيمان .. وأكثر من ذلك قلبك ..
تمنياتي أن تدوم هنا ويدوم نبضك يارب .. "

مها

" أخرج هنا لـ سعة القلوب يامنصور
من ضيق الأمكنة . . . ! "

سارة

" المدونة التي تبدأ بـ " شو كانت حلوة الليالي ..” لا بدّ وأن تثير بداخلنا فضولا عن تلك الليالي، انه التأهب الذي ننتظر معه الحكايات، الحلوة والغير حلوة !
ثلاثة اعوام وهذا المكان مثل مقهى سحريّ نرتاده عندما نخشى على قلوبنا من الرتابة، وإن كنت احبط كثيرا في كل مرّه لا اجد اضافة. لكنني لم اتوقف، لا يعني انني افعل ذلك مع مدونات اخرى، هناك فعلا شيء يستحق الانتظار.
اما بالنسبة لي كمدونة استطيع القول بأنني تعلمت درس ان التدوينات الطويلة احيانا قد لا تفعل السحر، وقد لا تصل للغرض الذي تكتب لاجله، قليل مؤثر ونادر ومميز.

كل سنة و Lament في عالمنا الافتراضي الجميل "

farfalla

" الامر بالنسبة لي كفيلم اوروبي جميل، اكتفي بالجلوس في المقاعد الخلفية بهدوء خوفا من ان يلتفت لي احد ويسالني عن رايي بالفيلم فلا اجد الجواب ! التعبير مشكلة عظيمة عندي لذا اود احيانا استعارة لسان السيد "ميم"
لا اعرف ما الشيء الذي دفعني للحديث مرة ، قد يكون امراً اثار ذكرى ما / شيء يشبهني لدرجة انني لم استطع اخفاء تعجبي ، شيء جميل لدرجة لم استطع معها كبح ال"OMG"  !
يفترض الآن أن يجتمع حول المدونة من أحبها بشدة حتى عندما كانت مغلقة أمامنا وتضيئها فيروز  وتعطينا الأمل .. ١، ٢، ٣ happybirth day lament  "

Amal Al-Mugthem

" مبروك عليك مرور السنوات الثلاثة وعقبال ان شاء الله لما تحتفل بمرور السنة المليون ، عموما انا مش هتكلم عن المدونة كمستضيف لأني واحد من المتابعين ليها بشكل خاص وعادة انصح اصدقائي بمتابعتها بما تحتويه من كلمات جميلة نقدر نقول انها بتمس الحياه بس بمنظور مختلف ، وبتمنى ليك التوفيق والإستمرار ونستمتع بكتاباتك دائما "

Ahmed Sherbi

" أن تألف مرثية حتى تصير هي مصدر الفرح والمفاجئات الجميلة !
هذه تجربتي مع مدونة منصور ..
كنت قد تعثرت بهذه المدونة منذ بدايتها ..  بصمت جميل تابعت كل التطورات .. والتغيرات .. وأيام الضجر والتوقف عن الحديث .. غيرت اللابتوب ٣ مرات .. وكانت lament.ws  في المفضلة دائماً ..
عاصرنا مع منصور نجاحاته .. مزاجاته .. وأذواقه في الموسيقى .. كانت المرثية دائماً جميلة قابلة للكثير من فرح بعدها .. أو هذا ما أثق به .. من الجميل أن تثمر الدموع وروداً بيضاء كثيرة .. وهذا الشعور الذي أشعره كلما ضغطت (enter) وأنا أنتظر لمح ملامح الملك فيصل رحمة الله عليه ..  المدهش في هذه المدونة وما يعجبني بالتحديد .. قدرتها على رصف منحنى أبعد ومغاير للكثير في عالم الانترنت .. والأجمل أن لها رائحة القهوة .. ورتم طازج لفيروز في كل صباح هو جديد .. وما جعلني ألتصق فيها لثلاث أعوام هو أنين الابتهالات التي هي مرسى للأرض وخيوطاً للجنة .. "

Fatma