لا أدري لماذا تحدث مواقفي المضحكة والغريبة يوم الجمعة بالذات , لست ممن يدّعي أنه يوم ثقيل وطويل وممل كأغلب الناس , على العكس تماماً أراه يوماً جميلاً وروحانياً مع الأخذ بالاعتبار أنه يوم شديد الحرارة صيفاً وشتاءً وهو ما يحيّرني كثيراً . أيقظني أبي للصلاة متأخراً , لم أنم جيداً , عدد ساعات نومي لم تتجاوز الستة ساعات وبالنسبة لي اليوم بأقل من ثمانية ساعات نوم هذا يوم يقدم لي دعوة رسمية للتعب ! أشفقَ عليّ أبي بالمرة الأولى وسألني هل تريد الصلاة ؟ قلت له نعم .. ذهب وعاد بعد 10 دقائق وسألني ذات السؤال وهنا قمت . قال لي تأخرنا كثيراً ولا وقت لدينا لتستحم , لكن لأني مريض منذ 4 أيام كنت مقرراً من بدايتها أن أستحم هذا الأسبوع فقط في يوم الجمعة , ولا أحب لتخطيطي أن يخرب لأي سبب . أخذت ملابسي وفي طريقي إلى الحمام شاهدني أبي مستغرباً ولم أنتظر حتى يعلّق فقلت له : شوف شعري واقف زي القنفذ ! استحممت بسرعة ولبست ثوبي وأبي واقف على الباب ينتظر , ارتديت شماغي وتعطرت وبحثت عن النظارة الشمسية ولم أجدها وكان أبي ينتظر في السيارة , شعرت أن موقفي سيكون في خطر لو تأخرت أكثر من ذلك . ركبت وانطلقنا ! وصلنا متأخرين جداً والإمام يقرأ قل هو الله أحد في الركعة الثانية . ولأن أرجلي طويلة وأرجل أبي تناسب حجمه مددتها إلى الريح ووصلت والإمام بالسجود الأخير , فحشرت نفسي بين عامل بنغالي وبين بسطته من الخضار على الرصيف , وسجدت مع الناس وركبتي فوق كيس بصل ! وأتممت الركعتين ورجعت وأبي لم يصلي ! لحقته وشعرت بأسف شديد من جهته لما حصل , قال لي : يعني أنا اللي صاحي من بدري وأنتظرك تقوم للصلاة وحضرتك تتروش لما أخرّتنا وآخرتها أنت تصلي وأنا ما أصلي ؟ قلت له : خيرة , أهم شيء النية . وأعتقد أنه اقتنع بموضوع النية والخيرة هذا وهزّ رأسه موافقاً . بعد القهوة في بيت عمي ذهبنا نبحث عن الجرائد , والشرق الأوسط مختفية في كل مكان , لم نترك سوبر ماركت في طريقنا لم نقف عنده ولم نجدها . آخر الأمر توقفنا عند بقالة صغيرة وسألت الباكستاني البائع عندك الشرق الأوسط ؟ أجاب بالنفي القاطع وهنا هجم عليّ شخص غريب , نصف وجهه شنب رمادي اللون قال لي بلهجة غاضبة : الله يجزاك خير وراك تقاطع كلامي وأنا أسولف مع الرجال ؟ بصراحة لم أرد عليه .. فأقترب مني أكثر ومسك يدي وسلم علي بحرارة وقال لي : كنت حاب استفزك حتى أشوف ردة فعلك . الكاميرا الخفية مثلاً ؟ الناس يدها على قلوبها خوفاً مما يحدث والمصاب جلل وهذا يريد أن يستكشف ردة فعلي ؟ ركبت السيارة وألتفتُّ إليه وهو لا يزال ( فاق خشته ) ** بشكل مبالغ فيه . إلى آخر لحظة كنت أشك أنه الكاميرا الخفية وأنتظر أن يصرخ بي : نذيع و إلا ما نذيع يالأخو . بعد العصر أردت أن أرتاح قليلاً وهنا خطر على بالي لماذا الفيسبوك وتويتر لا يعملان بجهازي البلاكبيري ! فاتصلت بشركة موبايلي وكلمني "الشخص" وسألته عن الموضوع , قال لي بلهجة غريبة : وشو هذا تويتر !! أجبته : برنامج , لكن ما علينا .. طيب الفيسبوك ؟ بالمناسبة تعرف الفيسبوك أو لا ؟ فضحك "الشخص" بصخب وقال لي أكيد أعرفه الله يهديك بس . يهدي الجميع إن شاء الله , بس قل لي ما حل المشكلة ؟ سألني : من وين نزلته من موقع موبايلي ؟ قلت لا من نفس الفيسبوك . قال حنا طيب مالنا دخل . قلت يا أخي كيف مالكم دخل ؟ عندي جهاز آيفون الفيسبوك موجود فيه وهو من موبايلي والشريحة موبايلي , بالبلاكبيري يقولون لي إن الخدمة تحتاج إلى تفعيل بجهازك . قال لي بلهجة كلها دهاء : تدري وش الحل ؟ غيّر البرنامج , قالها بعد لحظات من الانتظار المثير , شعرت أنه يقولها ويغمز بعينه اليسرى . قلت أنا أيضاً بلهجة من وجد كنزاً خطيراً : أوكي ! . أكدّ عليَّ مرة أخرى : واضح يا أخ منصور ؟ قلت له : واضح يا شخص .
* هذا الموضوع كتبته الجمعة الماضية , ولم يسعفني الوقت لأنشره هنا في حينها .
** يبتسم ابتسامة أكبر من المعتاد .
.jpg)
.jpg)








