12 يوليو 2012

" لا يقوى المرء على مقاومة الشر, أما الخير فمقاومته ممكنة "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" الحب والصداقة والاحترام لا توحّد صفوف الناس قد ما توحدها الكراهية العامة تجاه إحدى القضايا "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" نحكم على نشاطات الإنسان من خلال أهدافها؛ فالنشاط العظيم هو الذي يصبو إلى هدف عظيم "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" يخجل الرجل اللطيف حتى أمام كلب .. "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

 " 17 تشرين الأول . عرض مسرحيتي " النورس " على خشبة مسرح ألكساندرينسكي لم تحقق نجاحاً .
10 تشرين الثاني . استلمتُ رسالة من أناتولي فيدوروفيتش كوني يقول فيها إنه أحبَّ " النورس " حباً جماً .
4 كانون الأول . عدتُ إلى مادة عن عرض " النورس " في 17 تشرين الأول, في مجلة المسرح, العدد 95, الصفحة 75, صحيحٌ أني فررتُ من المسرح, ولكن عندما انتهت المسرحية فحسب. كنت في غرفة تبديل ملابس ل, خلال فصلين أو ثلاثة. وأثناء الاستراحات توافد موظفو مسرح الدولة في زيّ موحد, متقلدين رتبهم, وجاء ب أيضاً, وهو ضابط شاب وسيم من مكتب شرطة الداخلية يضع نجمة على كتفه. حين يأخذ الإنسان على عاتقه عملاً غريباً عنه, كالفنّ على سبيل المثال, وإذ يتعذر عليه أن يصبح فناناً, فإنه يتحول إلى ضابط شرطة. كم من الناس إذن يلعبون دور المتطفلين على العلم والمسرح والرسم – فقط بإرتدائهم الزيّ الرسمي ! وعلى هذا المنوال, فإن الإنسان الذي تغدو الحياة غريبة عنه, هو العاجز عن العيش, لا يتبقى أمامه إلا التطوع في سلك الشرطة. الممثلات البدينات في غرف تبديل الملابس تظارفن مع المسؤولين, ولن يخرجن عن الوقار والمجاملات. ( أعربت ل عن غبطتها لأن شاباً يافعاً مثل ب قد تقلد النجمة للتو ). لقد كنّ ربات منازل محترمات ومسنات, خادمات شرفهن السادة بحضورهم " 

دفاتر سريّة

6 يوليو 2012

 

" كما تعلمون, إن السؤال الذي يوجه لنا نحن الكُتّاب كثيراً, السؤال المفضل, هو : لماذا تكتب؟ أنا أكتب لأنني أشعر بحاجة داخلية لأن أكتب ! أنا أكتب لأنني لا أستطيع أن أقوم بعمل عادي مثل الناس الآخرين. أنا أكتب لأنني أريد أن أقرأ كتباً مثل تلك التي أكتبها. أنا أكتب لأنني غاضب منكم جميعاً, غاضب من الجميع. أنا أكتب لأنني أحب أن أجلس في غرفة طوال اليوم أكتب. أنا أكتب لأنني لا أستطيع أن أقوم بدور في الحياة الحقيقية إلا بتغييرها . أنا أكتب لأنني أريد آخرين, كلنا جميعاً, العالم كله, أن يعرف أي نوع من الحياة عشناها, ونستمر نعيشها, في اسطنبول, في تركيا. أنا أكتب لأنني أحب رائحة الورق والقلم والحبر. أنا أكتب لأني أؤمن بالأدب, وبفن الرواية, أكثر مما أومن بأي شيء آخر. أنا أكتب لأنها عادة, وعاطفة. أنا أكتب لأنني أخشى أن يطويني النسيان. أنا أكتب لأنني أحب المجد والاهتمام اللذين تجلبهما الكتابة. أنا أكتب لأكون وحدي. ربما أنا أكتب لأنني آمل أن أفهم لماذا أنا غاضب جداً, جداً, منكم جميعاً, غاضب جداً, جداً, من كل إنسان. أنا أكتب لأني أحب أن يقرأني الآخرون. أنا أكتب لأنني متى بدأت رواية, مقالاً, أو صفحة, أريد أن أنهيها. أنا أكتب لأن الجميع يتوقع مني أن أكتب. أنا أكتب لأن داخلي اعتقاداً طفولياً بخلود المكتبات, وبالطريقة التي تجلس بها كتبي على الرف. أنا أكتب لأنه من المثير أن نحول كل ما في الحياة من جمال وثراء إلى كلمات. أنا أكتب, ليس لأروي قصة, ولكن لكي أؤلف قصة. أنا أكتب لأنني أرغب في الهروب من النذير الذي يقول إن هناك مكاناً ينبغي أن أذهب إليه, ولكن – تماماً كما في الحلم – لا يمكنني الوصول إليه. أنا أكتب لأنني لم أستطع أبداً أن أكون سعيداً. أنا أكتب لأكون سعيداً "

حقيبة أبي

6 يوليو 2012

" الكاتب يتحدث عن أشياء يعرفها الجميع ولكنهم لا يعرفون أنهم يعرفونها. إن استكشاف هذه المعرفة ومراقبتها وهي تنمو أمر ممتع, يزور القراء عالم مألوف ومدهش في الوقت ذاته. عندما يغلق كاتب على نفسه في غرفة لسنوات لكي يصقل حرفته – لكي يخلق عالماً – لو استخدم هذه الجراح السرية كنقطة انطلاق له فإنه يضع ثقة عظيمة بالإنسانية, سواء كان يعرف ذلك أو لا. إن إيماني ينبع من الاعتقاد بأن كل البشر يشبهون بعضهم بعضاً. وعندما يغلق كاتب على نفسه في غرفة لسنوات, فإنه بهذه اللمحة يقترح إنسانية واحدة, عالماً بدون مركز"

حقيبة أبي

6 يوليو 2012

" بالنسبة لي, أن أكون كاتباً يعني أن أتعرف على الجراح السرية التي نحملها في دواخلنا, الجراح التي تصل من السرية لدرجة أننا أنفسنا نادراً ما ننتبه إليها, وأن أستكشفها بصبر, وأعرفها, وألقي الضوء عليها, وأمتلك تلك الآلام والجراح, وأن أجعل منها جزءًا واعياً من أرواحنا وكتابتنا "

حقيبة أبي

6 يوليو 2012

" الكاتب شخص يقضي سنوات يحاول في صبر أن يكتشف الكينونة الأخرى داخله, والعالم الذي يجعله ماهو عليه. وعندما أتحدث عن الكتابة, فإن أول ما يرد إلى عقلي, ليس رواية, ولا قصيدة, ولا نوعاً أدبياً, إنه شخص يغلق على نفسه في غرفة, يجلس إلى منضدة, وفي وحدة تامة, يتحول إلى داخله, وبين الظلال, يبني عالماً جديداً بإستخدام الكلمات. هذا الرجل أو هذه المرأة قد يستخدم آلة كاتبة, أو يستفيد من التسهيلات التي يقدمها الكمبيوتر, أو يكتب بقلم على الورق, كما فعلت لمدة ثلاثين سنة. وبينما يكتب, يمكن أن يشرب الشاي أو القهوة, أو يدخن السجائر. ومن وقت لآخر قد ينهض من منضدته لينظر إلى الخارج من النافذة إلى الأطفال يلعبون في الشارع, وإن كان محظوظاً, قد ينظر إلى أشجار ومنظر جميل, أو يمكن أن يحدق في جدار خالٍ. يمكن أن يكتب قصائد, أو مسرحيات, أو روايات كما أفعل. كل هذه الاختلافات تأتي بعد العمل الضروري من الجلوس إلى منضدة والتحول بصبر إلى داخل النفس. الكتابة هي تحويل تلك النظرة إلى الداخل إلى كلمات, أن تفحص العالم الذي يمرّ فيه هذا الشخص عندما يختلي بنفسه, وأن تفعل ذلك بصبر, وعناد, وفرحة. وعندما أجلس على منضدتي, لأيام, وشهور, وسنوات, أضيف ببطء كلمات جديدة إلى الصفحات الخالية, أشعر وكأنني أخلق عالماً جديداً, كأنني أبني كينونة ذلك الشخص الآخر الموجود داخلي, بنفس الطريقة التي يمكن أن يبني بها شخص جسراً أو قبة, حجراً بحجر. والأحجار التي نستخدمها نحن الكتّاب هي الكلمات. وبينما نمسكها في أيدينا, مستشعرين الطرق التي تتصل بها كلمة بالأخريات, ناظرين إليها أحياناً عن بعد, أحياناً نكاد نهدهدها ونربت عليها بأصابعنا وأطراف أقلامنا, نزنها, نحركها, سنة بعد سنة, بصبر وأمل, وبينما نفعل ذلك نخلق عوالم جديدة "

حقيبة أبي

6 يوليو 2012

" إن ما يصنعه الإنسان عندما يغلق على نفسه في غرفة, ويجلس إلى منضدة, ويترك الدنيا إلى ركن يعبر فيه عن أفكاره هذا هو, معنى الأدب "

حقيبة أبي ( كلمة نوبل )

4 يوليو 2012

 

" البطل الحقيقي في اسمي أحمر هو الحكاء : كل ليلة يذهب إلى مقهى ليقف بجوار صورة ويحكي حكاية . وأكثر أجزاء الكتاب إثارة للحزن هي نهايته المؤسفة. أعرف كيف يشعر هذا الحكاء – الضغط المستمر . لا تكتب هذا, لا تكتب ذاك؛ إن كتبت ذلك فضعه بهذه الطريقة؛ أمك ستغضب منك, أبوك سيغضب منك, الدولة ستغضب منك, الناشرون سوف يغضبون, والصحف سوف تغضب, الجميع سيغضبون؛ وسوف يقطعون لسانك ويهددونك بأصابعهم؛ مهما كان ما تفعله, سوف يتدخلون . قد تقول : " فليساعدني الله " , لكن في نفس الوقت سوف تفكر, سوف أكتب هذا بطريقة ستجعل كل شخص غاضباً, ولكنها ستكون جميلة جداً حتى أنهم سوف يحنون رؤوسهم . في الأجواء الديمقراطية المنتقصة الخرقاء مثل ديمقراطيتنا, في هذا المجتمع المحاط بكل هذه المحظورات والممنوعات, كتابة الروايات تضعني في موقف لا يختلف كثيراً عن موقف الحكائين التقلديين؛ وأيّاً كانت المحظورات السياسية, فالكاتب يمكن أن يجد نفسه معاقاً بسبب التابوهات, والعلاقات العائلية, والمحاذير الدينية, والدولة, وغير ذلك كثير . وبهذا المعنى, فإن كتابة الرواية التاريخية تعبر عن رغبة في التنكر أو التخفي وراء شيء ما " 

ألوان أخرى

4 يوليو 2012

" أنا روائي . ورغم كثرة ما تعلمته من النظرية, حتى أنني في بعض الأوقات وقعت تحت سحرها, فكثيراً ما شعرت بالحاجة للحركة بدونها . وأتمنى الآن أن أرفه عنك ببعض القصص, وأن أقترح عليك – من خلالها – بعضاً من أفكاري .
لو كانت هناك حديقة في أحلامك حديقة لم ترها أبداً في الحياة, ربما لأنها في الجانب الآخر من جدار مرتفع فإن أفضل طريقة لتخيل تلك الحديقة غير المرئية هي أن تروي قصصاً تتناول آمالك ومخاوفك .
والنظرية الجيدة, حتى لو كانت نظرية أثرت فينا بعمق, وأقنعتنا, ستظل نظرية شخص آخر وليست نظريتنا. لكن القصة الجيدة التي أثرت فينا بعمق, وأقنعتنا, تصبح قصتنا . وهذا هو الحال مع القصص القديمة, القصص القديمة جداً, لا أحد يتذكر من رواها في أول مرة . فنحن نمحو كل ما يمكن تذكره عن الطريقة التي تم التعبير عنها لأول مرة . ومع كل سرد جديد, نسمع القصة كما لو كان لأول مرة "

ألوان أخرى

4 يوليو 2012

 

" لكني وأنا جالس في ركني, لم أستطع أن أصل بالرواية إلى الختام . كانت قد استغرقت حوالي خمس سنوات لكتابتها . وبينما جلست في ذلك المكان البعيد, أعمل على هذا الكتاب الذي لا يريد أن ينتهي, بدأ خوف غريب وتعيس يشوب فرحتي بالكتابة, ووحدتي, خوف أصبح ببطء يشبه ذلك الذي يعانيه البطل, غالب . فبينما هو يبحث بإخفاق عن زوجته في كل مكان من إسطنبول, يصادف كل نوع من المفاجآت ولكنه لا يستطيع أن يشعر بمتعة حقيقية في أنفاق تحت الأرض, كل صور " تركان شوراي " تبدو متشابهة, أو كل المقالات القديمة التي يتمعن فيها, عظيم هو حزنه على خسارته . وبالمثل, بينما استمرت الكتابة وأصبح الكتاب أكبر, أصبحت متعة كتابته أعمق, لكني لم أكن قادراً على الاستمتاع بتلك الحقيقة بسبب الهدف الذي أصبح هاجساً يراوغني . كنتُ وحيداً بشكل محزن, مثل غالب تماماً . كنت أهمل حلاقة ذقني اليومية ولا أهتم بملابسي . وأتذكر أنني كنت أتجول مثل الشبح في الشوارع الخلفية لإرنكوي في إحدى الأمسيات, أحمل كيساً من البلاستيك المطوي ومرتدياً قلنسوة, ومعطف مطر تنقص منه بعض الأزرار, وحذاء رياضي قديم له نعل قذر . وكنت أذهب إلى أي مطعم قديم وألتهم طعامي, وأنا ألقي بنظرات عدوانية حولي . كان أبي يأتي ليأخذني لتناول الطعام مرة كل أسبوعين, وأتذكر أنه أخبرني بقلقه البالغ لما في شقتي من قذارة وفوضى, وما يبدو عليّ من دمار, وهذا الكتاب الذي لا يبدو أنني سوف أنهيه .
كنت أشعر بوحدة بالغة, مثل غالب . ربما كنت أشعر بذلك لكي أتمكن من وضع المشاعر في الكتاب لكنه كان مصاباً بالاكتئاب, بينما كانت وحدتي وعزلتي عن غضب . لأنهم لن يفهموا هذا الكتاب الذي كان يصبح أكثر غرابة بمرور الوقت, لأنهم سوف يقيسونه بالروايات التقليدية, لأنه كان من الصعب فهمه, لأنهم سوف يشيرون إلى أكثر أجزاء الكتاب غموضاً ليثبتوا أنه إخفاق, وأيضاً, ربما, لأنني لن أنهيه أبداً . لقد كتبت الكتاب الخطأ . أثبت " الكتاب الأسود " أن مقياس الكتاب ليس قدرته على حل المشاكل الأدبية والبنائية الموجودة فيه ولكن عظمة وأهمية القضايا التي يتناولها المؤلف, والدرجة التي يمنح بها نفسه لهذه المهمة, مهما كان يشعر باليأس . وبقدر صعوبة كتابة عمل جيد, من الصعب مزج الموضوعات التي يمكن للكاتب أن يكرس كل طاقته الإبداعية من أجلها, أن يكرس كل شيء داخله, لبقية حياته " 

ألوان أخرى

4 يوليو 2012

 

" كنت أريد من الرسم نفس ما أردت من الكتابة : إن ما جذبني إلى كل من الفن والأدب هو الوعد الذي يكمن في كليهما من أترك ورائي هذا العالم المضجر المرعب المثبط للآمال إلى عالم أعمق, وأغنى, وأكثر تنوعاً . ولكي أحقق هذا العالم السحري, سواء كنتُ أعبر عن نفسي بالخطوط والآلوان كما فعلت في مقتبل حياتي, أو بالكلمات, فقد كان عليّ أن أقضي ساعات طويلة مع نفسي كل يوم, أتخيل كل دقيقة من ظلال هذا العالم . وهذا العالم المفعم بالمواساة والذي ظللت أبنيه لمدة ثلاثين عاماً وأنا أجلس وحدي في ركني هو من المؤكد مصنوع من نفس المواد المصنوع منها العالم الذي نعرفه جميعاً مما أستطيع أن أراه من شوارع ودواخل إسطنبول وكارس وفرانكفورت . ولكنه الخيال خيال الروائي هو الذي يعطي العالم المحدود للحياة اليومية غرابته, وسحره, وروحه .
سوف أختتم بكلمات قليلة عن هذه الروح, هذا الجوهر الذي يناضل الروائي حياته كلها لكي ينقله في أعماله. الحياة لا يمكن أن تتسم بالبهجة إلا إن كنا نستطيع أن نضع هذا النضال الغريب والمثير للحيرة داخل إطار . وفي معظم الأحوال, فإن سعادتنا وتعاستنا لا تستمد فقط من الحياة نفسها, ولكن من المعنى الذي نضفيه عليها . لقد كرست حياتي لمحاولة استكشاف هذا المعنى. أو بتعبير آخر, قضيت حياتي كلها أتجول هائماً خلال فوضى وقعقعة عالمنا اليوم, المليء بالفوضى والتشوش, والمتسم بالصعوبة وسرعة الحركة, ألقي بنفسي في هذا الطريق وذاك تدفعني انعطافات الحياة, وتقلباتها باحثاً عن بداية, ووسط, ونهاية . وفي رأيي, هذا شيء لا يمكن أن نجده إلا في الروايات "

ألوان أخرى

4 يوليو 2012

" لو احتفظنا بحقيقة ما سرّاً, فسوف نكون – نأمل – ألا تخزينا إلا في السرّ, ولكن هذا الأمل لا يتحقق عندما يستخدم روائي خياله لتحويل نفس تلك الحقيقة, لإظهارها بشكل جديد في عالم جديد موازٍ يجذب الأنظار . وعندما يبدأ روائي في اللعب بالقواعد التي تحكم المجتمع, عندما يحفر تحت السطح لإكتشاف هندسته الخفية, عندما يستكشف ذلك العالم السري كطفل متلهف على المعرفة, تسوقه المشاعر التي لا يستطيع فهمها جيداً, فمن المحتم أنه سوف يسبب لعائلته, وأصدقائه, ونظرائه, وإخوانه المواطنين بعض القلق . لكنه قلق يتسم بالبهجة . لأنه بقراءة الروايات, والقصص, والأساطير نصل إلى فهم الأفكار التي تحكم العالم الذي نعيش فيه؛ إن الفن القصصي هو الذي يتيح لنا الدخول إلى الحقائق التي تخفيها عائلاتنا, ومدارسنا, ومجتمعنا؛ إن فن الرواية هو الذي يسمح لنا أن نتساءل من نحن في الواقع "

ألوان أخرى

4 يوليو 2012

" إن تاريخ الرواية هو تاريخ التحرر الإنساني : فبوضع أنفسنا في موضع الآخرين, وبإستخدام خيالاتنا للتحرر من هوياتنا, نستطيع أن نحرر أنفسنا "

ألوان أخرى

12 يونيو 2012

 

" علي : أخيراً الدول العربية اتفقت على الوقوف سوية ضدّ إسرائيل , إنهم لا يحبون الفلسطينيين , لكنهم يكرهون الاسرائليين أكثر , إنهم لم يعودوا مثلما كانوا في 1967 , سيرى العالم حينها ماذا فعلت بنا اسرائيل , لا يريدون مساعدة مصر و سوريا في الهجوم على اسرائيل , حتى الاردن . لكن اسرائيل ستختفي من الوجود .
أفنر : هذا حلم . لا يمكنك استرجاع بلد لم تكن تملكها من قبل .
علي :  تتحدث كيهودي !
أفنر :  اللعنة عليك , أنا صوتٌ نابض من عقلك ليخبرك بما تعرفه بالفعل , أنتم لا تملكون شيء , هذا أمر لا مساومة فيه , لن تسترجعوا الأرض أبداً , كل شهدائكم , كل كهولكم , و كل لاجئيكم ينتظرون استرجاع فلسطين .
علي : لدينا أطفال أكثر , و سيكون لهم اطفال كثر , لذا يمكننا الانتظار طوال الدهر , عندها سنتمكن أن نحمي العالم من خطر اليهود .
أفنر : إذا قتلتم اليهود سيتعاطف معهم العالم وسيقال عنكم أنكم حيوانات .
علي : نعم , لكن عندها سيرى العالم ماذا فعلت الحيوانات , حينها سيتسألون عن ظروفنا في الأقفاص .
أفنر :  أنت عربي , هناك أماكن كثيرة للعرب .
علي : أنت يهودي متعاطف , أنتم أيها الألمان متعاطفون للغاية مع الإسرائليين , أنتم تعطونا المال , لكنكم تشعرون بالذنب بسبب أفعال هتلر , واليهود يستغلون هذا الذنب . أبي لم يجعل أي يهودي في أفران الغاز .
أفنر : أخبرني بشيء يا علي ..
علي : ماذا؟
أفنر : هل تحنّ إلى أشجار زيتون أبيك ؟ هل تريد حقاً استعادة كل هذا ؟ هذا لا شيء ! قطعة أرض يابسة ومجموعة من الصخور , هل هذا ما تريده لأولادك؟
علي : بكل تاكيد نعم , حتى لو استمر هذا الأمر مئات السنين لكننا سنربح . كم من الوقت استغرق اليهود حتى أخذوا بلادهم؟ كم من الوقت استغرقه الألمان لتعمير ألمانيا؟
أفنر : ولكن انظر كيف أصبحت ألمانيا .
علي : أنت لا تعرف معنى أن إنسان ليس له مأوى , لهذا السبب أنتم الأوربييون لا تفهمون أمرنا , أنت قلت أن أرضنا لاشيء , لكن لنا بيتاً يجب أن نعود إليه . إيتا , المؤتمر الوطني الأفريقي ، الجيش الجمهوري الآيرلندي , نحن ندّعي بأننا مهتمون بالثورات العالمية , لكننا لا نهتم بهم , نريد أن نسترد أمتنا . البيت هو كل شيء " 

Munich

12 يونيو 2012

" إن لم تستطع أن تتخذ قرارك في يوم واحد , لن تستطيع اتخاذه أبداً . "

Munich

9 يونيو 2012

"في عقول الصغار السعيدة تقع المصابات بالترتيب المبسّط: يغيب أولا الجد والجدة، ثم الأب والأم. اذا كنت محظوظا، هكذا تتراتب الغيابات، بحيث يخفف من حزنك الشعور بأنهم عاشوا مدى أعمارهم". هكذا يكتب فيليب روث. في المأساة الكبرى، يحدث العكس تماماً: تغيب، أولا، نايلة الصغرى. وقبل ان تغيب، تقول لوالدها في مستشفى لندن: بابا، افعل شيئا، فأنا لا أريد ان أموت. تركت له درسا في مدى العجز البشري، وغابت. ثم غابت ناديا، وقد فقدت في الايام الاخيرة شعرها وشجاعتها ولم تعد تستطيع، من أجله، مقاومة البكاء. لم تكن تريد ان تفارقه. ثم غاب عز الغياب، مكرم، قبيل عودته الى هارفرد، حيث كان يفترض ان يكمل ما بدأه الأب. ثم حدث الغياب الذي طالما ارتعد من التفكير فيه: قتل جبران في بركة من الحبر والحرية. بعده، راح الشتاء يحيط بالعرين.
غمرت الثلوج الابواب وغطت النوافذ، وشلت الطرقات. ورأينا انحناءته اللطيفة، التي كانت جزءا من حضوره الكثير، تنكسر به وتلوي خلايا الصلابة فيه. لم يفقد في جبران بكره وحلمه بل استمراريته. قبّل جبين نايلة وناديا ومكرم مودعاً، لكنه عاتب قتلة جبران محترقاً: كيف لا تتركون لنا جبيناً نقبله؟
حرصت في الاشهر الاخيرة ان أقبل يده مسلما وأن أقبل جبينه مودعا. كنت أشعر انه في صمته وتعذبه في محاولة النطق يعطينا الدرس الاخير. أمضينا نصف قرن معه وهو المعلم. هو الاستاذ. هو الشاهق ونحن الظلال. كبرنا وانما فقط كظل في ظل قامته. وكانت ترعبنا فكرة الغياب. ستدخل القامة في الغروب ويتيه الظل في جمع نفسه. ستفقد الظلال أصلها.
في "الدرس الاخير" يفزع ألفونس دوديه عندما يبلغ مع أبناء صفه ان الاستاذ هاميل سوف يتوقف عن التعليم بعد اليوم، فيسأل نفسه، كيف سوف يغيب الاستاذ هاميل وأنا لم أتعلم شيئا بعد؟ عندما دبّ الشتاء في عرين بيت مري وأخذ الثلج يتراكم، كنت أعترف له في صمت انه لم يخيل لنا ان الدروس سوف تقفل ذات يوم. أضعنا الكثير من الوقت في ما لم نتعلم. وما حفظناه كان ضئيلا على ما علّم. لقبناه "المعلم"، ليس بمعنى صاحب العمل، بل بمعنى الاستاذ هاميل. أي الذي، عندما يتوقف، تدرك انك لم تتعلم شيئا بعد. الدرس الاخير.
الكِبَر لا يعلّم. كانت "النهار" مليئة بأشياء اليوم الصغيرة. غيرة وضعف ونم وضعف وأخطاء وخواءات عابرة وضعف وبشر ومتزاحمون وخائفون وضعفاء. وظل في الطابق التاسع، شاهقاً وصلباً، يحرك الحلول ويجمّد النوازع. كان لكل فرد في "النهار" دور ما، صغيراً أو أساسياً، أما هو فكان، هو "النهار". هو شجاعتها، وهو فكرها، وهو حمايتها، وهو ادارة صعوباتها، وهو تدبير كفافها، وهو من يحلم عن نفسه وعنا. لم يكن في "النهار" حلم سواه. لم يكن أحد يجرؤ على المغامرة. وظل دارتانيان وحيدا على فرسه، وحيدا يعبر الغاب. ولم يكن يتبقى سوى ان يكتب المسيو دوما، رواية جديدة، ليس فيها أربعة فرسان. فارس واحد وحصان قادر على حمل الفارس وخلفه الأميرة.
أينما كان، كان هو الرجل والمكان. يخطف الضوء والاعجاب والاصغاء. صحافياً ووزيراً وسفيراً ونائباً ومحاضراً. كم كان حضوره كثيراً. كم بسببه حزنت الناس لأن الشرط الماروني أغلق دونه باب الرئاسة، من دون ان يفرض ألق غسان تويني وآفاقه وسعة عالمه.
كنا قريبين منه الى درجة أغفلتنا عن كونه مجنحاً. لعن الله الإلفة كم تخفي من دلائل العلو. لم ننتبه انه لم يكتب مرة عن مصابه ولم يئن بجروحه. لم يتبذل للحياة، ولا تبذل للموت. عبر بهما واليهما، كما تعلم في الفسلفة اليونانية وفي الكنيسة، التي كاد يكون حبراً من أحبارها، أنهما خلطة الوجود. كلاهما طريق مفض الى حتمية الآخر، الحياة تلد الموت. وقد ولدت له موتا كثيرا.
لكن، فقط، عندما لم يعد في امكانه ان يكتب افتتاحية الاثنين او حتى ان يمليها، تعثر شخصه المتنوع والمتفرد والحالم والشجاع بجفاف الجسد وهشاشة العضل والعظام. بدأ هذا عندما أبلغ بأكثر شيء أخفاه: ان يكون هو، قد دفع السجن ثمن الحرية، فيما سوف يدفع جبران في زمن القتل شبابه ثمنا لها. شعرنا ان أعمدة الكاتدرائية التي طالما ساندها بكفتيه، سوف تبدأ في التشقق. لقد جربته الحياة بأقصى احجياتها: اعطته اجمل ما عندها، وتركت الموت يأخذ منه اجمل من عنده.
كان انطون تشيكوف يقول لكاتب شاب، نصيحتي ان تكتب. اكتب. واستمر تكتب الى ان تلتف اصابع يدك على بعضها. وبعدها حاول ايضاً. كان تشيكوف طبيباً، فكان يعرف ان الاصابع تطبق على نفسها عندما يعتي عليها العمر. وفي الاشهر الاخيرة كنت ارفع يده لأقبلها، فيداً منقبضة ألقى. لا افتتاحية الاثنين بعد اليوم. وسوف يأخذ المعلم معه الدرس الاخير.
كان قائد الفرقة الذي يعرف دور الوتر اكثر من صاحب الكمان. ويعرف متى العلو ومتى تقرع القرع ضرباً سريعاً. هو الادارة وهو التحرير وهو نوعية الورق. وهو يسدد الديون عن الكتّاب المسرفين في جهل الحساب. يقول الفونس دوديه: "والآن ادركت لماذا جاء شيوخ القرية وجلسوا هناك، في آخر الصف. لأنهم شعروا بالأسف لكونهم لم يحضروا صفوف الاستاذ هاميل اكثر. كانت هذه طريقتهم في ان يشكروا الاستاذ على اربعين عاماً من الخدمة الامينة، وفي اظهار إخلاصهم للوطن الذي لم يعد وطنهم".
خاف التلميذ دوديه ان يطلب منه الاستاذ هاميل، ان يسمع ما لم ينجح ابداً في حفظه: اسم الفاعل! دعاه الاستاذ الى الوقوف: "لن اؤنبك هذه المرة، لانك تشعر بالذنب بما يكفي. هل ترى الآن كيف كنا نقول لانفسنا: تباً. أمامنا الكثير من الوقت. سوف اتعلم الدرس غداً. واليك ما هي النتيجة الآن. آه، هذه هي مشكلة اهل الالزاس الكبرى: يؤجلون التعلم الى غد. لكن لست وحدك ايها المسكين الصغير. جميعنا لدينا الكثير مما نندم عليه".
لم يكن المعلم يعطي الدروس لنا وحدنا. صف صباح الاثنين كان للعموم: درس الوطن والحرية: حاذروا فقد سقط من حولكم الجدار. حاذروا فالسقف ينهار فوق الجميع. حاذروا فالعسكر يكرهون الحريات ويبنون السجون للرأي والنقاش. كان معجباً، اكثر من اي احد آخر، بالاحرار الذين اختلف معهم في الرؤية الى الوطن: موسى الصدر وكمال جنبلاط ورشيد كرامي. هل هو القدر ام التلاعب به؟ ان يغيب الثلاثة في حرب واحدة على لبنان.
كان يسميها "حروب الآخرين"، ويأبى ان يكمل العنوان: "بأدوات محلية ساقطة وايد لبنانية رخيصة وقلوب كافرة بالارض". تجاهل ما كان يروي لنا عن السبوت السود والرش على جدران الباشورة وحواجز البربير، خوفاً من ان ينكر وطنه، فضّل النكران عن شعبه. لم يصدق يوماً ان اللبنانيين الذين انتخبوه ابن 25 عاماً اسقطوه ملكاً ابن اربعين. كان لبنانه كذبة جميلة: جورج شحادة وصنوبرات بيت مري في نسائم المساء، وحوارات ظهر الاحد. عاشق الاوطان هو ايضاً لا يدرك انها مرضى بشعوبها.
"هل سوف يفرضون على الحمام ايضاً ان يهدل بالالمانية" يتساءل دوديه، وهو يتأمل الاستاذ هاميل يجمع اوراقه وقد ارتدى بذلة الاحد، بدل ثياب الاسبوع: "كيفما تطلعت، رأيت الاستاذ هاميل ساكناً يحملق في شيء ثم في آخر، كأنه يريد ان يثبت في ذاكرته صورة الصف، تخيّل. لقد ظل هناك في هذا المكان طوال اربعين عاماً، حديقته الصغيرة خارج النافذة وتلامذته امامه. فقط الطاولات والمقاعد حفت، لكن أشجار الجوز في الحديقة تباسقت والعريشة التي زرعها تسلقت الجدار وحدائد النافذة حتى السطح. كم كسر قلبه ان يودع هذا المشهد. كما اذكر ذلك الدرس الاخير.
كان ايضاً المعلّم الاول والمعلّم الاخير. وكان حضوره كثيراً، في الصحافة في اللغات في الثقافات وفي الرفعة. قال تشيكوف للكاتب ايفان بونين في درسه الاول له: "لا تدع يديك تخملان. اكتب طوال الوقت طوال حياتك". ثم قال: "لماذا تعتقد ان تولستوي يمتدحنا؟ لانه ينظر الينا كأطفال. كل ما كتبناه لعب اطفال بالنسبة اليه".
عندما كنت شاباً وكان في ذروته ملكاً، كان يصل صباح الاثنين الى "النهار" ويتصل بي من الطابق التاسع: "هل قرأت الافتتاحية؟ عجل اقرأها. انا احاول ان اقلد انشاءك". واضحك من نفسي في الطابق الثاني، قائلاً: "ايها المعلّم. هكذا كان تولستوي يسخر من مقلديه".

3 يونيو 2012

3 يونيو 2012

" على أنه ما كان يمكن لكل شيء في الحياة أن يبقى ثابتاً بلا انطلاق , أو جامداً بلا حراك , أو أن يظل على نفس الوتيرة , ويستمر على ذات المنوال , فكما أن عقارب الساعة لا تتوقف ولا تعود إلى الوراء , فكذلك الحال – في نظري – بالنسبة لعجلة الحياة , لا يجب أن يفهم هذا على أنه إيحاء بأن الحاضر هو بالضرورة أفضل من الماضي , أو أن المستقبل لابد أن يكون أفضل من الحاضر , فهذه أمور نسبية , وقد تكون خلافية أو جدلية , وعلى أية حال فنحن لا يجب أن نندم على الماضي , أو أن نشقى في الحاضر , أو أن نقلق من المستقبل , فلا الماضي يستحق ندمنا , ولا الحاضر يبالي بشقائنا , ولا المستقبل يداوي قلقنا , ولكن المقصود هو أن الانسان مجبول على السعي نحو تحسين أوضاعه من كافة الوجوه , مادية كانت أم معيشية أم فكرية أم علمية , وفي سبيل هذا السعي لابد أن يتحرك ويمضي قدماً إلى الأمام , لابد أن يكون كالنهر لا كالبحيرة , النهر عطاء متدفق , حركة دائبة , انطلاقة مستمرة , تقدم إلى الأمام .. هل رأيتم نهراً يسير إلى الخلف ؟
بينما البحيرة سكون رهيب , رتابة وملل , سلبية متناهية . وبهذا التشبيه يكون الإنسان – أي إنسان – إما إيجابياً متحركاً قادراً على اكتساب المعرفة والخبرة , متطلعاً بروح إيجابية وثابة لتحقيق طموحاته وأهدافه في الحياة , وإما سلبياً جامداً غير قادر على التفاعل الخلاق مع الفرص المتاحة له والآفاق المشرعة أمامه "

دبلوماسي من طيبة – محطات في رحلة العمر

16 مايو 2012

 

لاحظ ألبير كامو مرة أن جان بول سارتر يتودد إلى سيدة جميلة بالكثير من التوسل، فقال له: «ما بك؟ ألا تعرف حجمك بين الناس؟». فرد سارتر بأسى: «بشرفك، ألم تنتبه إلى وجهي؟». كانا أشهر مفكرين وكاتبين في فرنسا القرن الماضي على نقيضي الملامح: سارتر أقرب إلى الدمامة، وكامو على وسامة ظاهرة، يلقبه الناس «همفري بوغارت» ساحر هوليوود في الخمسينات وبطل الفيلم الكلاسيكي «كازابلانكا»، أو الدار البيضاء.
البعض أحب كامو كاتبا أيضا أكثر من سارتر. وأحبوه إنسانا. رفض الجزائريون اعتباره جزائريا، وتأخر الكثيرون من الفرنسيين في اعتباره فرنسيا. وظل بالنسبة إلى الجميع «متوسطيا» بدماء فرنسية. ناصر الثورة الجزائرية من موقع إنساني واعتراضا على السياسة الاستعمارية. لكن الثورة حاربته عندما قال إن العبودية لا تتجزأ.
كان والده جنديا بسيطا مات وهو في سنته الأولى. وعملت والدته شغالة تنظف المنازل. ولذلك قال «ما دامت أمي راكعة على ركبتيها تمسح البلاط، فهي ضحية الاستعمار مثل سواها». ليس جميع الفرنسيين طفوليين. أفادت فرنسا، لا الجزائر، من ألق كامو الأدبي، مع أن أعماله الأولى تدور في الجزائر، حيث ولد ونشأ. وكذلك روايته «الطاعون» التي حملت إليه «نوبل» الآداب. لكنه لم يهنأ بالجائزة طويلا، فما لبث أن قتل في حادث سيارة يقودها ناشره. لطالما كتب عن العبث فإذا العبث يأتيه وهو في عز مجده الأدبي.
في المكتبات الآن مؤلف آخر عن كامو، هذه المرة من وضع ابنته كاثرين. تفاخر الابنة بوسامة الأب وتملأ الكتاب بالصور شهادة على الحنين إلى الرجل الذي اشتهرت به الأماكن التي تردد عليها والصحف التي كتب افتتاحياتها من دون توقيع.
كان كامو سلسا وبسيطا بعكس سارتر. وكان أكثر صدقا، بينما كان سارتر «أكثر واقعية». وربما لعبت ظروف النشأة دورا أساسيا كما تفعل في حياة جميع الناس. فقد كان سارتر، كما يروي في «الكلمات»، من إحدى العائلات البورجوازية.
اقترب كامو من الشيوعيين بادئ الأمر، لكنه ابتعد سريعا، بعكس سارتر. والتزم المثل والقيم الجماعية البسيطة، كالحرية والمساواة، لكنه أعطاها بعدا إنسانيا ذا شجى وأثر. ويقول الناقد آدم كوبنك «إنه لم يكن جديا، بل حزينا». عام 1951 بدأ كامو في الابتعاد عن سارتر بسبب التصاق الأخير بالحزب الشيوعي، بينما بشر سارتر بالعنف قال كامو: «لا ضحايا ولا جلادون».
لا لجميع «اليائيات» قال كامو: «لا للنازية وللشيوعية وللفاشية وللستالينية. ولد الإنسان حرا ليس من أجل أن يصبح عبدا لطاغية – أو مجموعة طغاة – آيديولوجيين. ولعل روايته «أسطورة سيزيف» تلخص فلسفته البسيطة في الحياة: الإنسان مخلوق مكافح. يولد وتكون الصخرة قد ولدت قبله. وعليه أن يمضي العمر محاولا رفعها إلى رأس الجبل. كلما أخفق عليه أن يحاول من جديد. وإلا هوت وطحنته. 

سمير عطالله – الشرق الأوسط

8 مارس 2012

 

" ولن يكون هذا شاقاً أو صعباً , إذا تذكرتَ دائماً حياة الرجال الذين ذكرتهم وأعمالهم المجيدة . وعلى الرغم من ندرة هؤلاء الرجال وعظمتهم , إلا أنهم كانوا على كل حال من الرجال , ولم تتح لأي منهم الفرص المتاحة الآن . إذ أن مشاريعهم لم تكن أكثر عدالة ولا سهولة من مشروعك . ولم يكن الله معهم بقدر ما هو معك , فهنا قضية عادلة , ويتمتع الشيء العادل دائماً بالجمال , ويكون ضرورياً , وليس في وسع أية قوة , مهما كانت وحيثما جاءت أن تدمره وتقضي عليه , وهنا الإرادة العظمى , وحيث توجد الإرادة تنعدم المصاعب , شريطة أن تتبع الاجراءات التي سردتها عليك كأمثلة . يضاف إلى هذا , أن الله قد حقق معجزات لا مثيل لها , فالبحار قد مهدت وفتحت طرقها , والسحب قد أرشدتك إلى الطريق , والماء قد انطلق نابعاً من الصخر , وأمطرت السماء المن والسلوى , وساهم كل شيء في الإعداد لعظمتك , شريطة أن تقوم أنت بإنجاز ما تبقى . ولا يقوم الخالق بعمل كل شيء , ليترك لنا المجال لإرادتنا الحرة لتعمل , ولسيمح لنا بجزء من المجد , يكون من حقنا ونصيبنا "

الأمير

* المضحك في الأمر أن مكيافيللي أهدى الكتاب – في لحظة غريبة وغير مؤاتية – إلى " العظيم لورنزو دي مديتشي " الذي كانوا يصفونه بالمحتقر والأخرق , يشرح فيها كيف أنه تمنى أن يقرأ الشاب هذا البحث " بإمعان " ويضعه في حسبانه حتى يتسنى له أن " يصل إلى الرفعة التي تعده به الآلهة , والتي يبشره بها الكثير من خصاله " ومع أن مكيافيللي اعتاد صد آل مديتشي , فإنه اندهش من هذا السلوك المتعجرف الذي أكسب لورنزو مثل هذه السمعة البشعة , إذ قدّم الرسالة إلى لورنزو , صاحب العظمة , في نفس الوقت الذي أهدى فيه شخص آخر كلبين من كلاب الصيد إليه . ومن المرجح أن يكون لورنزو قد أعرب لهذا الشخص عن شكره بحرارة وامتنان يفوق بكثير ما أظهره تجاه رسالة مكيافيللي , وغادر مكيافيللي , كما ورد في القصة , وهو " في حالة امتعاض وقنوط شديد مخبراً زملاءه بأنه ليس بالرجل الذي يتآمر على الامراء , وإنما حتماً ستحدث المؤمرات لو أنهم ظلوا على نهجهم الذي يسيرون عليه " . وسوف يتضح أن كلماته تنبئ بصدق عن المستقبل .

8 مارس 2012

" لا أجهل أن كثيرين كانوا , وما زالوا , يعتقدون بأن الأحداث الدنيوية يسيطر عليها القضاء والقدر , ويتحكم فيها الله , وأن ليس في وسع البشر عن طريق الحكمة والتبصر تغييرها أو تبديلها , و ان لا علاج لذلك مطلقاً . ولذا فإن من الجهد غير المجدي أن يعمل الإنسان شيئاً لرد ما حكم به القضاء , و أن عليه أن يدع الأمور تجري في أعنتّها وفقاً لمشيئة الحظ . وقد كثر القائلون بهذا الرأي في أيامنا بسبب التبدلات العظيمة التي رأيناها , والتي مازلنا نراها في كل يوم والتي تفوق كل تصور بشري . وعندما أفكر في هذه التبديلات أميل أحياناً إلى مشاركة أولئك الناس رأيهم , ولكني مع ذلك أعتقد أن ليس في وسعنا تجاهل ارادتنا تمام التجاهل . وفي رأيي , إن من الحق أن يعزو الإنسان إلى القدر التحكم في نصف أعمالنا , وأنه ترك النصف الآخر , أو ما يقرب منه لنا لنتحكم فيه بأنفسنا . و أود أن أشبه القدر بالنهر العنيف المندفع الذي يغرق عند هيجانه واضطرابه السهول ويقتلع الأشجار والأبنية , ويجتث الأرض من هذه الناحية ليقذف بها إلى تلك , فيفرّ الناس من أمامه ويذعن كل شيء لثورته العارمة دون أن يتمكن أحد من مقاومته . ولكنه على الرغم من هذه الطبيعة تكون له طبيعة أخرى يعود فيها إلى الهدوء . وفي وسع الناس آنذاك أن يتخذوا الاحتياطات اللازمة بإقامة السدود والحواجز والأرصفة , حتى إذا ما ارتفع ثانية انسابت مياهه إلى أحد الأقنية , أو كان اندفاعه لا ينطوي على تلك الخطورة وذلك الجنون . وهذه هي الحالة مع القدر الذي يبسط قوته عندما تنعدم الاجراءات لمقاومته , ويوجه ثورته إلى حيث لا توجد حواجز ولا سدود أقيمت في طريقه لكبح جماحه . وإذا ما تطلعت إلى ايطاليا التي كانت مسرحاً لهذه التبدلات العظيمة , والتي دفعت الناس إلى الايمان بذلك الرأي , وجدت أنها بلاد لا تضم شيئاً من الحواجز والسدود مهما كان نوعه . ولو قدرت لها الحماية بالوسائل الصحيحة كألمانيا واسبانيا وفرنسا , فإن هذا الفيضان ما كان ليُحدث تلك التبدلات العظيمة التي أحدثها , أو لما وقع الفيضان على الاطلاق "

الأمير

8 مارس 2012

 

" إن ثمة كثيرين يعرفون كيف لا يخطئون , أكثر من معرفتهم كيف يصلحون أخطاء الآخرين "

الأمير

23 فبراير 2012

" تعامل العرب مع السياسة على انها تحكّم واستغلال واستبداد. فالانسان ليس سوى عربة تحمل سيدها الى حيث يبقى. كل يوم يطل على الناس ويمننهم بوجوده، يخطب فيهم عن حقوقه، وأحقيته، وعما يجب ان يقدموا على مذبحه. يتفرس في وجوههم بعنف ثم يحدثهم عن تقصيرهم في العبادة، عن لؤمهم في عدم تقديم البخور وعذارى الهيكل. يؤنّبهم، يعنّفهم، يهددهم، ثم يذهب الى النوم استعدادا لليوم التالي. يتناسخ اليوم التالي في بلاد العرب، متشابها، مملا، ومليئا بالصراخ والفراغ والاستعلاء .
لا يتعلم العرب في بيوتهم وروضاتهم ومدارسهم، شيئا هو علم الحياة، يُعرَف أيضا، بالمسؤولية. لذلك يعملون للوصول الى السياسة على انها استباحة، وطريق الى الثروة والجاه، ومهنة سهلة تقوم على السفسطة، وتتكل على صغار المصفقين، وتغذى بحك الغرائز وتهييج المشاعر العمياء، وإلهاء الناس عن مصيرها باغراقها الدائم في اللغو والثرثرة والاجترار "

سمير عطا الله – النهار

11 فبراير 2012

 

" أحياناً يجب عليك فعل أشياء لا تُغتفر , فقط لكي تكون قادراً على مواصلة الحياة "

A Dangerous Method

5 يناير 2012

 

" أؤمن أن الحب الحقيقي يمكن أن يجعلك تتجاهل وجود الموت . نكون ضعفاء جدا عندما لا نجرب الحب , أو عندما نحب بشكل خاطئ ، وهما أمران مماثلان . "

Midnight In Paris

5 يناير 2012

24 ديسمبر 2011

 

" كم من رجلٍ بارز ذهب إلى الجحيم ! لماذا تشعرون بالخزي من الذهاب إلى هناك أيضًا ؟ "

مكيافيللي – فيلسوف السلطة