3 يونيو 2012
" على أنه ما كان يمكن لكل شيء في الحياة أن يبقى ثابتاً بلا انطلاق , أو جامداً بلا حراك , أو أن يظل على نفس الوتيرة , ويستمر على ذات المنوال , فكما أن عقارب الساعة لا تتوقف ولا تعود إلى الوراء , فكذلك الحال – في نظري – بالنسبة لعجلة الحياة , لا يجب أن يفهم هذا على أنه إيحاء بأن الحاضر هو بالضرورة أفضل من الماضي , أو أن المستقبل لابد أن يكون أفضل من الحاضر , فهذه أمور نسبية , وقد تكون خلافية أو جدلية , وعلى أية حال فنحن لا يجب أن نندم على الماضي , أو أن نشقى في الحاضر , أو أن نقلق من المستقبل , فلا الماضي يستحق ندمنا , ولا الحاضر يبالي بشقائنا , ولا المستقبل يداوي قلقنا , ولكن المقصود هو أن الانسان مجبول على السعي نحو تحسين أوضاعه من كافة الوجوه , مادية كانت أم معيشية أم فكرية أم علمية , وفي سبيل هذا السعي لابد أن يتحرك ويمضي قدماً إلى الأمام , لابد أن يكون كالنهر لا كالبحيرة , النهر عطاء متدفق , حركة دائبة , انطلاقة مستمرة , تقدم إلى الأمام .. هل رأيتم نهراً يسير إلى الخلف ؟
بينما البحيرة سكون رهيب , رتابة وملل , سلبية متناهية . وبهذا التشبيه يكون الإنسان – أي إنسان – إما إيجابياً متحركاً قادراً على اكتساب المعرفة والخبرة , متطلعاً بروح إيجابية وثابة لتحقيق طموحاته وأهدافه في الحياة , وإما سلبياً جامداً غير قادر على التفاعل الخلاق مع الفرص المتاحة له والآفاق المشرعة أمامه "
دبلوماسي من طيبة – محطات في رحلة العمر