أرشيف تصنيف 'أمين معلوف'

1 أغسطس 2010

" وعندما قَدِمَ الإنبرور ملك الفرنج إلى القدس بقيتُ معه كما طلب مني الكامل . وقد دخلت معه الحرم الشريف حيث طاف بالمساجد الصغيرة , ثم اتجهنا إلى المسجد الأقصى فأُعجب بعمارته كما أُعجب بقبة الصخرة . وفتنه جمال المنبر وصعد درجاته حتى أعلاه , وعندما نزل أخذ بيدي وجرّني من جديد إلى الأقصى . وهناك وجد كاهناً في يده الإنجيل يريد دخول المسجد  . وحنق الإنبرور وأخذ يعنفه قائلاً : " ما الذي أتى بك إلى هذا المكان ؟ والله لئن تجرأ أحدكم بعدُ على وطء هذا الموضع إذن فقأت عينيه ! " وابتعد الكاهن وهو يرتعد . وطلبت في تلك الليلة من المؤذن ألا يرفع الأذان كيلا يزعج الإنبرور . ولكن هذا سألني عندما أتيت إليه في اليوم التالي قائلاً : " أيها القاضي لماذا لم يرفع المؤذنون الأذان كعادتهم ؟ " فأجبت : " أنا الذي منعهم أن يفعلوا إكراماً لجلالتك " . فقال الإنبرور : " ماكان ينبغي أن تفعل ذلك لأني إن كنت قد قضيت هذه الليلة في القدس فإنما لأسمع أذان المؤذن في الليل "

الحروب الصليبية كما رآها العرب

1 أغسطس 2010

" كان صلاح الدين يستريح بعد تعب يومٍ شديد حين دخل عليه مملوك وفي يده رقعة للتوقيع . فقال السلطان : " أشعر بتعب عظيم فارجع بعد ساعة " ! ولكنّ الرجل ألحّ وقرّب الرقعة من وجه صلاح الدين قائلاً : " ليوقّع مولاي " ! وأجاب السلطان : " ولكن ليس عندي دواة ! وكان جالساً عند مدخل الخيمة , وقد لاحظ المملوك وجود دواة داخلها فهتف : " تلك دواة داخل الخيمة " , الأمر الذي كان يعني أنه يأمر صلاح الدين بإحضارها بنفسه . والتفت السلطان فرأى الدواة وقال : " صحيح والله ! " واستلقى إلى الخلف واعتمد على ذراعه اليسرى وتناول الدواة بيده اليمنى ثم وقّع على الرقعة "

الحروب الصليبية كما رآها العرب

21 فبراير 2008

" ربما شعر غيري بالإرتياح لأنه أفرغ " جعبته " كما يقال .. أما أنا فلا , فقد كنت ثائراً , حانقاً على نفسي . فهذه الأمور غالباً ما تحدث معي . أبقى صامتاً لدهورٍ حتى أنسى طعم الكلام , وفجأة ينهار السد و ألفظ كل شيء , كل ما احتبس في داخلي , فتتدفق ثرثرة جامحة ألوم نفسي بسببها حتى قبل أن ألتزم الصمت من جديد "

موانيء المشرق