أرشيف شهر يونيو 2009

9 يونيو 2009

" عندما يتـألم بعض الرجـال ظلماً , فإن قدر أولئك الذين يشهدون عذاباتهم أن يعـانوا من الخجل "

في انتظار البرابرة

9 يونيو 2009

" ما الذي جعل لنا من المستحيل أن نعيش كالسمك في المياه , وكالطيور في الهواء , وكالأطفال ؟ إنه خطأ الامبراطورية ! فقد خلقت الامبراطورية الوقت المناسب للتاريخ . فهي لم تحدد وجودها في الزمن الدائم المتواتر لدورة الفصول , ولكن في الزمن المفلول لمدّ وجزر , وبداية الكارثة ونهايتها . لقد حكمت على نفسها أن تحيا في التاريخ , وتتآمر ضده . فكرة واحدة فقط تشغل بال العقل الغارق للإمبراطورية : وهي كيف لا تنتهي , كيف لا تموت , وكيف تطيل أمدها . نهاراً تطارد أعداءها , فهي ماكرة , ولا ترحم , وترسل كلابها في كل مكان , وليلاً تتغذى على خيالات المصيبة . تنهب المدن , تغتصب الناس , تكّوم أهرامات من العظام , وآلاف المساحات من الخراب "

في انتظار البرابرة

9 يونيو 2009

" بدأتُ أتعلم من هذا كله أن الخوف شلّ الناس . عندما حلمتُ بامرأة حلمت بإنسان سيأتي في الليل ويأخذ الوجع معه . حلم طفولي . ولكن مالم أعرفه كم يخزّن الاشتياق نفسه في تجاويف عظام المرء , ثم فجأة دون سابق إنذار يفيض "

في انتظار البرابرة

9 يونيو 2009

" لن أتحدث عن الغزوات الأخيرة التي تعرّضوا لها , دون أي تبرير , والتي أتبعت بأعمال في غاية الوحشية , منذ أن كان أمن الإمبراطورية على المحك , أو هكذا قيل لي . ولكن , دعنا من ذلك . دعني أخبرك ما الذي أوجدته محبطاً لمدير , حتى في زمن السلم , عندما كانت العلاقات الحدودية ممتازة . هناك وقت من كل عام , كما تعلم , يأتي فيه الرُّحل إلى هنا من أجل التجارة . حسنٌ : اذهب إلى أي كشكٍ في السوق خلال ذلك الوقت , وانظر من الذي يُستغبى , ويُخدع , ويُوبخ , ويُستضعف . تأكد من الذي يُجبر على ترك نسائه خلفه في المخيمات خشية أن يتعرضن للإهانة من الجنود . اذهب لترى من الذي ينبطح من السُكر في المجاري العامة , وانظر من الذي يرفسه هناك . إنه الاحتقار للبرابرة . الاحتقار الذي يبديه أحطُّ سائس خيل , ومزارع فلاّح . حتى أنني بصفتي قاضياً كان عليّ الكفاح من أجل ذلك عشرين عاماً . كيف يمكن أن تستأصل الاحتقار , لاسيما عندما لا يكون مبنياً سوى على الفروقات في آداب المائدة , وعلى الاختلافات في بنية أجفان العين . هل تريدني أن أقول ما أرغب به أحياناً ؟ أرغب وبصدق أن ينهض أولئك البرابرة ويلقنوننا درساً , حتى نتعلم أن نحترمهم . نعتقد أن البلاد لنا , جزء من امبراطوريتنا , مخفرنا , مستوطنتنا , مركز سوقنا . لكن أولئك الناس , البرابرة , لا يعتقدون ذلك على الإطلاق . إننا هنا منذ أكثر من مئة عام . استصلحنا الأرض من الصحراء , وبنينا أعمال السقاية , وزرعنا الحقول , وبنينا البيوت القوية , وسوّرنا مدينتنا , لكنّهم ما يزالون يروننا زوّاراً , ضيوفاً عابرين "

في انتظار البرابرة

9 يونيو 2009

" الألم حقيقة , وكل ماعدا ذلك خاضع للشك "

في انتظار البرابرة