" لن أتحدث عن الغزوات الأخيرة التي تعرّضوا لها , دون أي تبرير , والتي أتبعت بأعمال في غاية الوحشية , منذ أن كان أمن الإمبراطورية على المحك , أو هكذا قيل لي . ولكن , دعنا من ذلك . دعني أخبرك ما الذي أوجدته محبطاً لمدير , حتى في زمن السلم , عندما كانت العلاقات الحدودية ممتازة . هناك وقت من كل عام , كما تعلم , يأتي فيه الرُّحل إلى هنا من أجل التجارة . حسنٌ : اذهب إلى أي كشكٍ في السوق خلال ذلك الوقت , وانظر من الذي يُستغبى , ويُخدع , ويُوبخ , ويُستضعف . تأكد من الذي يُجبر على ترك نسائه خلفه في المخيمات خشية أن يتعرضن للإهانة من الجنود . اذهب لترى من الذي ينبطح من السُكر في المجاري العامة , وانظر من الذي يرفسه هناك . إنه الاحتقار للبرابرة . الاحتقار الذي يبديه أحطُّ سائس خيل , ومزارع فلاّح . حتى أنني بصفتي قاضياً كان عليّ الكفاح من أجل ذلك عشرين عاماً . كيف يمكن أن تستأصل الاحتقار , لاسيما عندما لا يكون مبنياً سوى على الفروقات في آداب المائدة , وعلى الاختلافات في بنية أجفان العين . هل تريدني أن أقول ما أرغب به أحياناً ؟ أرغب وبصدق أن ينهض أولئك البرابرة ويلقنوننا درساً , حتى نتعلم أن نحترمهم . نعتقد أن البلاد لنا , جزء من امبراطوريتنا , مخفرنا , مستوطنتنا , مركز سوقنا . لكن أولئك الناس , البرابرة , لا يعتقدون ذلك على الإطلاق . إننا هنا منذ أكثر من مئة عام . استصلحنا الأرض من الصحراء , وبنينا أعمال السقاية , وزرعنا الحقول , وبنينا البيوت القوية , وسوّرنا مدينتنا , لكنّهم ما يزالون يروننا زوّاراً , ضيوفاً عابرين "
في انتظار البرابرة