أرشيف تصنيف 'أحلام مستغانمي'

9 أبريل 2010

" كنت أحتقر تعاسة الذين لا يجرؤون على الاقتراب من السعادة الشاهقة , الباهظة , التي لا تملك للسطو عليها إلا لحظة , فالحبّ الكبير يُختبر في لحظة ضياعه القصوى . تلك اللحظة التي تصنع مفخرة كبار العشاق الذين يأتون عندما نيأس من مجيئهم , ويخطفون سائق سيارة ليلحقوا بطائرة ويشتروا آخر مكان في رحلة , ليحجزوا للمصادفة مقعداً جوار من يحبون . الرائعون الذين يخطفون قدرك بالسرعة التي سطوا بها ذات يوم على قطار عمرك . كنت أريد حباً يأتي دقائق قبل اقلاع الطائرة فيغيّر مسار رحلتي , أو يحجز له مكاناً جواري . لكنها تركتني معه .. ومضت "

عابر سرير

9 أبريل 2010

" لا تصدق أن الأشياء مضرّة بالصحة . وحدهم الأشخاص مضرّون . وقد يلحقون بك من الأذى أكثر مما تلحق بك الأشياء , التي تصرّ وزارة الصحة على تحذيرك من تعاطيها . ولذا كلّما تقدم بي العمر , تعلمت أن استعيض عن الناس بالأشياء , أن أحيط نفسي بالموسيقى والكتب واللوحات والنبيذ الجيّد , فهي على الأقل لا تكيد لك , ولا تغدر بك . بل إنها واضحة في تعاملها معك . والأهم من هذا أنها لا تنافقك ولا تهينك ولا يعنيها أن تكون زبالاً أو جنرالاً "

عابر سرير

9 أبريل 2010

" التغابي هو بعض ما اكتسبته من اليتم . عندما تعيش يتيماً , تتكفل الحياة بتعليمك أشياء مختلفة عن غيرك من الصغار . تعلّمك الدونية , لأن أول شيء تدركه هو أنك أقل شأناً من سواك , وأنه لا أحد يردّ عنك ضربات الآخرين , ومن بعدهم ضربات الحياة . أنت في مهبّ القدر وحدك كصفصافة , وعليك أن تدافع عن نفسك بالتغابي , عندما يستقوي عليك أطفال آخرون , فتتظاهر بأنك لم تسمع .. وأنك لم تفهم .. لأنك تدري أن لهم آباء يدافعون عنهم ولا أب لك "

عابر سرير

9 أبريل 2010

" الفاجعة .. أن تتخلى الأشياء عنك , لأنك لم تمتلك شجاعة التخلي عنها . عليك ألا تتفادى خساراتك . فأنت لا تغتني بأشياء ما لم تفقد أخرى . إنه فنّ تقدير الخسائر التي لابدّ منها . ولذا , أنا كصديقي الذي كان يردد " لا متاع لي سوى خساراتي . أمّا أرباحي فسقط متاع " , أؤثر الخسارات الكبيرة على المكاسب الصغيرة . أحب المجد الضائع مرّة واحدة "

عابر سرير

9 أبريل 2010

" الناس تحسدك دائماً على شيء لا يستحق الحسد , لأن متاعهم هو سقط متاعك . حتى على الغربة يحسدونك , كأنما التشرد مكسب وعليك أن تدفع ضريبته نقداً وحقداً , وأنا رجل يحبّ أن يدفع ليخسر صديقاً . يعنيني كثيراً أن أختبر الناس وأعرف كم أساوي في بورصة نخاستهم العاطفية . البعض تبدو لك صداقته ثمينة وهو جاهز ليتخلى عنك مقابل 500 فرنك يكسبها من مقال يشتمك فيه , وآخر يستدين منك مبلغاً لا يحتاجه وإنما يغتبط لحرمانك منه , وآخر أصبح عدوّك لفرط ما أحسنت إليه " ثمة خدمات كبيرة إلى الحدّ الذي لا يمكن الرد عليها بغير نكران الجميل " ولذا لابدّ أن تعذر من تنكر لك , ماذا تستطيع ضد النفس البشرية ؟
– وكيف تعيش بدون أصدقاء ؟
– لا حاجة لي إليهم .. أصبح همّي العثور على أعداء كبار أكبر بهم . تلك الضفادع الصغيرة التي تنقنق تحت نافذتك وتستدرجك إلى منازلتها في مستنقع , أصغر من أن تكون صالحة للعداوة . لكنّها تشوّش عليك وتمنعك من العمل .. وتعكّر عليك حياتك . إنه زمن حقير , حتى قامات الأعداء تقزمت , وهذا في حد ذاته مأساة بالنسبة لرجل مثلي حارب لثلاث سنوات جيوش فرنسا في الجبال .. كيف تريدني أن أنازل اليوم ضآلة يترفّع سيفك عن منازلتها ؟ "

عابر سرير

9 أبريل 2010

" لتكتب , لا يكفي أن يهديك أحد دفتراً وأقلاماً , بل لابد أن يؤذيك أحد إلى حدّ الكتابة . وماكنت لأستطيع كتابة هذا الكتاب , لولا أنها زودتني بالحقد اللازم للكتابة . فنحن لا نكتب كتاباً من أجل أحد , بل ضدّه "

عابر سرير

9 أبريل 2010

" عكس العشاق الذين يستميتون دفاعاً عن مواقعهم ومكاسبهم العاطفية , عندما أغار أنسحب , وأترك لمن أحب فرصة اختياري من جديد . كنت رجل الخسارات الإختيارية بإمتياز . ما كان لي أن أتقبل فكرة أن تهجرني امرأة إلى رجل آخر . أنا الذي لم أتقبل فكرة أن يكون أحد قد سبقني إليها . كيف لي أن أطمئن إلى امرأة تزرع داخلي مع كل كلمة حقولاً من الشكّ .
أذكر يوم سألتني لأول مرة إن كنت أحبها , أجبتها :
– لا أدري .. ما أدريه أنني أخافك .
في الواقع , كنت أخاف التيه الذي سيلي حبّها , فمثلها لا يمكن لرجل أن يحب بعدها دون أن يقاصص نفسه بها . يومها , فكرت أنني لا يمكن أن أواجه الخوف منها إلا بالإجهاز عليها هجراً . وكان ثمة احتمال آخر : اعتماد طريقتها في القتل الرحيم داخل كتاب جميل . فقد حدث أن أهدتني ما يغري بالكتابة . أشياء انتقتها بحرص أم على اختيار اللوازم المدرسية لطفلها يوم دخوله الأول إلى المدرسة "

عابر سرير

9 أبريل 2010

" لتُشفى من حالة عشقيّة , يلزمك رفاة حبّ , لا تمثالاً لحبيب تواصل تلميعه بعد الفراق , مصرًّا على ذيّاك البريق الذي انخطفت به يوماً . يلزمك قبر ورخام وشجاعة لدفن من كان أقرب الناس إليك "

عابر سرير

20 يونيو 2008

" لن أعتب عليك , نحن ننتمي لأوطان لا تلبس ذاكرتها إلا في المناسبات , بين نشرة أخبار وأخرى . وسرعان ما تخلعها عندما تطفأ الأضواء , وينسحب المصورون , كما تخلع امرأة اثواب زينتها "

ذاكرة الجسد

20 يونيو 2008

" نحن لا نشفى من ذاكرتنا . ولهذا نحن نكتب , ولهذا نحن نرسم , ولهذا يموت بعضنا أيضاً "

ذاكرة الجسد

21 فبراير 2008

" كنت أتوقع من الموت كل شيء ! "

فوضى الحواس

21 فبراير 2008

" أن تعيش مأخوذاً بلغز شخص غامضٍ حد الإغراء , وحد الإزعاج أحياناً , قد تكون فرصتك في كتابة رواية جميلة . هذا إذا كنت روائياً . أما إذا كنت عاشقاً , فسيكون في لغزه عذابك ولعنتك , ذلك أن الحب سيحولك رجل تحرٍّ , حتى ليكاد يصبح التحرّي مهنتك الأخرى "

فوضى الحواس

21 فبراير 2008

" من الأسهل علينا تقبّل موت من نحب , على تقبل فكرة فقدانه , واكتشاف أن بإمكانه مواصلة الحياة بكل تفاصيلها دوننا . ذلك أن في الموت تساوياً في الفقدان , نجد فيه عزاءنا "

فوضى الحواس

21 فبراير 2008

" مأساة الحب الكبير , أنه يموت دائماً صغيراً , بسبب الأمر الذي نتوقعه الأقل "

فوضى الحواس