" كنت أريد من الرسم نفس ما أردت من الكتابة : إن ما جذبني إلى كل من الفن والأدب هو الوعد الذي يكمن في كليهما من أترك ورائي هذا العالم المضجر المرعب المثبط للآمال إلى عالم أعمق, وأغنى, وأكثر تنوعاً . ولكي أحقق هذا العالم السحري, سواء كنتُ أعبر عن نفسي بالخطوط والآلوان كما فعلت في مقتبل حياتي, أو بالكلمات, فقد كان عليّ أن أقضي ساعات طويلة مع نفسي كل يوم, أتخيل كل دقيقة من ظلال هذا العالم . وهذا العالم المفعم بالمواساة والذي ظللت أبنيه لمدة ثلاثين عاماً وأنا أجلس وحدي في ركني هو من المؤكد مصنوع من نفس المواد المصنوع منها العالم الذي نعرفه جميعاً مما أستطيع أن أراه من شوارع ودواخل إسطنبول وكارس وفرانكفورت . ولكنه الخيال خيال الروائي هو الذي يعطي العالم المحدود للحياة اليومية غرابته, وسحره, وروحه .
سوف أختتم بكلمات قليلة عن هذه الروح, هذا الجوهر الذي يناضل الروائي حياته كلها لكي ينقله في أعماله. الحياة لا يمكن أن تتسم بالبهجة إلا إن كنا نستطيع أن نضع هذا النضال الغريب والمثير للحيرة داخل إطار . وفي معظم الأحوال, فإن سعادتنا وتعاستنا لا تستمد فقط من الحياة نفسها, ولكن من المعنى الذي نضفيه عليها . لقد كرست حياتي لمحاولة استكشاف هذا المعنى. أو بتعبير آخر, قضيت حياتي كلها أتجول هائماً خلال فوضى وقعقعة عالمنا اليوم, المليء بالفوضى والتشوش, والمتسم بالصعوبة وسرعة الحركة, ألقي بنفسي في هذا الطريق وذاك تدفعني انعطافات الحياة, وتقلباتها باحثاً عن بداية, ووسط, ونهاية . وفي رأيي, هذا شيء لا يمكن أن نجده إلا في الروايات "

ألوان أخرى

لا يمكن إضافة تعليقات.