أرضي
يونيو 8th, 2015يونيو 6th, 2015
أجل، لقد كان الشهيد الملك فيصل، رحمه الله وجعل الجنّة مثواه، صاحب الصيحة المدوية: (نحن أصحاب تاريخ وتراث وأمجاد.. ديننا خالد، ومجدنا طريف وتالد، كان مكاننا في مقدمة الشعوب، فلن نرضى بأن نكون في مؤخرتها، وقدنا العالم بهدينا، فلن نقبل بالمبادئ المستوردة) كان الفيصل زعيمًا عبقريًا نابهًا، ودبلوماسيًا بارعًا، وسياسيًا حكيمًا، وقائدًا عظيمًا، داهية واسع الحيلة، قوي الأعصاب، شديد التمسك بقيمه ومثله العليا صاحب منهاج وفلسفة فريدة، عرف بالصبر والكتمان وعزّة النّفس، وعفّة اليد واللسان، يمقت العظمة والكبرياء، ويكره الذلّة والمسكنة، متواضعًا لدرجة أنه كان يتحرج في تواضعه مما يسمع من ثناء الناس عليه بالحق، مع أن غيره من الزعماء، يطلبون المبالغة في الثناء عليهم بما لا يستحقون، وأحيانا يعمدون لشرائها بقوت شعوبهم. بعيدًا عن الغلو، واسع الأفق، راجح الحلم، في صفاء نفس وأدب رفيع.
وبجانب هذا كله وغيره مما اتصف به الفيصل من المحامد والمكارم التي يستحيل حصرها، كان الرجل صادقًا، لا يكره شيئًا مثل كراهيته للكذب، وقد أكد هذا المبدأ منذ اللحظة الأولى لدخوله الحياة العامة، يوم شغل أول منصب له في الحجاز، نائبًا عن والده، وكان في أول شبابه، إذ أعلن للناس منهجه الذي جاء فيه: (إن أكثر ما أكرهه هو الكذب، الذي كرهه الله ورسوله، وإني لأكره أن أسمعه ولو من أحقر الناس، فحاشا لله أن أرضاه لنفسي).
ولهذا ليعلم كل من كان يظن أن السياسة لونًا من الكذب، أو الكذب لونًا من السياسة، على رأي ميكافيلي، يتيح الغدر والخيانة والجريمة في الحياة العامة، ليعلم أولئك أن سياسة الفيصل كانت أكثر صعوبة من سياسة القوم الذين يستبيحون الكذب والغدر والخيانة.
فلا غرو إذن أن اضطلع الفيصل بأعمال جليلة، تجل عن الوصف في خدمة بلاده والشعوب الإسلامية والعربية، والانتصار لقضاياها ومساعدة المؤسسات والأفراد وتعزيز السلم العالمي.
ولهذا اشتهر رجل سلام، وحاكمًا حريصًا على قيم العدالة والإنسانية، ورجل دولة من طراز فريد، جعل الوفاق رائده، والحلم رفيقه، والعقل دليله، فحظي بتقدير رفيع من العالم كله، واكتسب ثقة عالمية، وحاز شرفًا لم يسبقه إليه أحد، إذ كان أصغر شاب في العالم تولى مهمة سياسية، كما كان أصغر قائد لجيش، وأصغر رئيس حكومة، وأصغر وزير خارجية في العالم، وهو صاحب أول بيان سياسي صادر عن الرياض، وكانت سنّه يومئذٍ نحو الثامنة عشرة، وصفته جريدة المنار يومها بـ(أول بلاغ عام عن عاصمة نجد، بإمضاء نجل سلطانها، أرسل إلى أشهر الصحف في العالم الإسلامي) وتربع على عرش الحكومة وهو في التاسعة عشرة من عمره المبارك، وهو الذي وقّع ميثاق الأمم المتحدة ممثلاً لبلاده في سان فرانسيسكو في 26 / 6 / 1945م، وألقى كلمة بليغة جاء فيها: (إن هذا الميثاق لا يدل على الكمال، كما كانت تتوقع الأمم الصغيرة التي كانت تأمل أن يحقق المثل العليا، على أنه كان خطوة كبيرة إليها، وسنعمل كلنا للمحافظة عليه، وسيكون الأساس المتين الذي يبنى عليه صرح السلام العالمي). فأصبح عميد رجال الدولة والسياسة لقديم اشتغاله بالسياسة والحكم. فملك القلوب بأخلاقه وكرم نفسه، كما أرضى العقول بعبقريته وحكمته وسياسته، فطبع الله محبته في القلوب، لما في قلبه هو من محبة للناس. فلا أحد ينكر فضله اليوم على هذه الأمة.
مايو 20th, 2015
أمام هذا المنظر الطاغي، جلس يكتب رسالة إلى والده: أبتاه العزيز، غريب أمر هذا الإنسان، يطوف في الأرض معجبًا بأعالي الجبال، منبهرًا بأعالي الموج، صاغيًا إلى صوت المحيط، متأملاً حركة النجوم، لكنه لا يتوقف لكي يتطلع إلى نفسه وداخله. لماذا يرفض اللقاء مع ذاته القريبة؟ هل لأنه يخشاها؟ هل لأنه يخاف أن يفاجئه بعض ما فيها؟ ألا يدرك أن قمة هذا الجبل ليست شيئًا أمام الذرى التي يمكن أن يصل إليها فكره؟
سمير عطا الله – الشرق الأوسط
مايو 16th, 2015
نشوتك تلعب مع قطر المطر.. وانتشى قطره معك
والسحاب يطاردك بين الشجر.. خالق الزين أبدعك
الندى في وجنتك.. صار عطر بلمستك
والهوى غنى طرب.. تستثيره بسمتك
كل ما ضمّت عيوني منك طيف.. يا بعد كل الطيوف
قلت ما مثلك على الدنيا وصيف.. لا حشا مالك وصوف
لا سحاب ولا مطر.. لا نسيم ولا زهر
لا طيور ولا زهر.. ولا مع باقي البشر
مايو 10th, 2015
تملأني التناقضات، أعيش بدلالٍ وتصرفاتي خشنة. صدري سماء وبالي يضيق سريعًا. أحلم عن الناس ونفسي تثور غضبًا منهم. أحب الثراء وأحب البساطة أكثر. أرغب بإمتلاك كل شيء لكني قنوع بما لديّ. أخفض جناح الذلّ وتغمرني الأنفة والكبرياء. أحب النوم وأكتفي في اليوم بست ساعات. هادئ وروحي طائشة. ثابتٌ وجسدي يموج. صموتٌ وعقلي ثائر. مليئ أنا بالتناقضات لكن جسدي وعقلي وروحي لا يتآلفون إلا معكِ، لا أنسجم إلا برفقتكِ، لا يعنيني في هذا العالم بأكمله سوا محبتكِ. تملأني التناقضات يا هاء ولا أنتمي إلا إليكِ، طفلكِ أنا ووحيدتي أنتِ.
مايو 4th, 2015
حدثتني عروقي، عن دمي، عن قلبي الساري بعشقكم. حدثتني عيناي، عن ضيّهما الموقد من مشكاة جمالكم. حدثني لساني، عن فمي الناطق بهوى حبكم. حدثني كتفي عن حنانه لرأسكم. حدثتني أصابعي، عن يداي، عن جوارحي، عن اشتياقها لجلدكم. حدثوني فيما يروونه عن روحي أنهم قالوا: فلنعم قلب المرء تغمره محبتكم.
أبريل 24th, 2015
السلام عليكِ، بارك الله في جمعتكِ وأيامك. صحيت بالأمس وعيني وارمة، هل شعرتي بذلك في عينك؟ فقد اعتدنا أن نمرض سويةً؛ على الرغم من أن ورم العين ليس مرضاً، فلعلها حشرة ملعونة قرصتني وأنا نائم، لكن منظر عيني أحزنني. كان الجميع يسألني حينها “ما بال عينك؟” وفي كل مرة أجيب بشيٍ مختلف “لا أدري، قرصة، لا تسأل، يمكن ذنب أرتكبته، ربما عيناها تؤلمها” قلت الإجابة الأخيرة وشعرت بأني أريد أن أضرب رأسي بالطاولة أو أختبئ تحتها لأبكي طويلاً، أبكي بحزن وقلب محروق عارفة؟
أنا مرتبك وتائه.. مرتبك من كل ما حصل، فقد اعتقدنا حينها أنها النهاية. لكن لماذا لا أزال أحبك؟ لماذا كتبت لكِ الكلام الغبي وأنا أحبك؟ لماذا انتهينا وأنا أحبك؟ طيب هذا خطأ، فكل النهايات عليها أن تنتهي بكُره. حتى المكالمة الأخيرة انتهت من كلانا بـ”أحبك” “وأنا أحبك”. أنا مرتبك يا هاء، وهناك شعور في داخلي أنها ليست النهاية، وأشعر أنها لديكِ ليست كذلك. رجاءً.. لا تعتادي على الغياب، أما أنا فأخبركِ بأني لا أرغب بشيءٍ في هذا العالم أكثر من العودة إليكِ، عودتكِ إليّ، لكن ما يمنعني هو الشعور بالخجل من الحماقة التي ارتكتبتها. وأعرف أن هذا العمر قصير ولا يليق بنا أن نقضي ساعةً من نهار كغرباء، لا يليق بنا هذا الغياب، ويجب أن تعرفي أمراً واحداً مؤكداً: أني أحب وجودي معك، أحب الحياة برفقتك، وأني أحب ملمس جلدك، أحب ملمس جلدك، أحب ملمس جلدك.
أبريل 23rd, 2015
وأنت الثرى والسماء..
وقلبك أخضر
وجزر الهوى فيكَ مدّ!
فكيف إذاً لا أحبك أكثر؟
نسيمك عنبر، وأرضك سكرّ
وقلبك أخضر .. أخضر
وإني طفلُ هواك ..
على حضنك الحلوّ أنمو وأكبر ..
وإني أحبك أكثر
أبريل 23rd, 2015
وما زال كتمانيكِ حتى كأنني ..
برجعِ جوابِ السائل عنكِ أعجمُ
لأسلم من قول الوشاةِ.. وتسلمِ
سلمتِ وهل حيٌّ من الناسِ يسلم؟
فلا سلوةٍ عنك.
أبريل 22nd, 2015
قالوا علامك شـ الذي باديٍ منك..
وعلام جسمك ناحلاتٍ رسومه؟
ما أقدر أبيّن عن همومي و لا عنك
ولا أقدر أداري سِهْر جرحي و نومه
يا ريف قلبي إنت بلواي و الفتك ..
و أنت الذي زارع بقلبي همومه
أعالج جروحٍ وعلاّتها منك
و بالك تعذل القلب و إلا تلومه.
مارس 28th, 2015
قتلنا سقوط العروبة. أعادنا جزراً متكارهة ومكونات متحاربة ومناطق متربصة. ثوب العروبة أكثر رحمة من الملابس الضيقة المحروسة بالخطافات والخناجر. عروبة حضارية ومتسامحة. ودول طبيعية يذهب فيها الأولاد إلى المدارس لا إلى ثكن الميليشيات.
إنه حق العرب في أن يكونوا أمة حرة وطبيعية. وأن يدافعوا عن وجودهم ومصالحهم. وأن يتعايشوا مع الآخرين ويتاجروا معهم. وأن تكون الحدود فرص تعاون وتبادل لا كمائن للتسلل وفرصاً للاشتباك. لهذا ليس المطلوب استحضار جروح التاريخ وفواتيره. ليس مطلوباً إيقاظ العروبة لا ضد الفرس ولا ضد العثمانيين. المطلوب إيقاظها من أجل أن يكون للعرب في هذا الشرق الأوسط الرهيب بيت يعيشون فيه حاضرهم ويبنون مستقبلهم.
غسان شربل – صحيفة الحياة
فبراير 15th, 2015
أهلاً بكم، وحشتوني. لم أكتب الأيام الكثيرة الماضية إليكم لأني مشغول وأعمل بكدّ، وفي العمل يقومون بشفط مخيّ حتى أعود إلى المنزل آخر النهار منهكاً، أمور الدولة لا تنقضي، يبدو غروراً حينما أقول ذلك لكنها الحقيقة -بتواضع-. مع التأكيد على مسألة أنه لا يجب أن يشغلني عنكم شيئاً، تعرفون لماذا؟ لأنكم وطني وأُمتي. دائماً ما تسألوني لماذا أحبكم؟ لديّ أجابات كثيرة كثيرة على هذا السؤال، أحبكم لأنكم ببساطة تستحقون الحب، لأنكم الإجابة المنطقية لسؤال “إن لم أحبكم أنتم فمن أحب”؟ أحبكم لأن ابتسامتكم جميلة للحد الذي تنسيني هموم الدنيا بأكملها، أحبكم لأنكم لا تبخلون عليّ بهذه الإبتسامة، أحبكم لأني أؤمن بكم ولأنكم تؤمنون بي، ولأني أؤمن أن ليس في عينكم سواي، أحبكم لأنه ما من أحدٍ قبلكم أخجلني بكرمه للحد الذي لا يستطيع شكري له جزاءً، أحبكم لأن حياتي تغيرت من أجلكم، توقفت فيها عن نزقي ومللي ودلعي ونوبات كآبتي المفاجئة فقط لأني أحبكم ولأني لا أريد لأي شيء أن يؤذيكم، أحبكم لأنكم قضيّتي الأساسية في العالم، أحبكم لأنكم لا تهرعون إلا لي ليلاً حين يشتد بكم الخطب، أحبكم لأنكم توقظوني من النوم فقط لتقولون لي “منصور أنتبه لي” وأشعر أن قلبي يخترق، وأطمأنكم أنكم بعيوني ونعود لننام بعمق، أحبكم لأنكم تثقون بي حينما أطمأنكم أنكم بعيوني، أحبكم لأن فيكم طفولة، أحبكم لأني أستطيع التحدث معكم بلا تلعثم، أحبكم لأن جمالكم مريح وصوتكم مريح، أحبكم لأني لم أعرف أحداً من قبل يستطيع أن يتحدث بالسلاسة التي تتحدثون بها، أحبكم لأني سعادتكم وعلاج حزنكم المخبو، أحبكم لأني ألملمكم حينما يصيبكم التشتت، أحبكم لرقيّكم وعليائكم، أحبكم لأنه حقيقٌ بمثلي أن يقترن بمن هو في عظمتكم، أحبكم لأنكم راحتي وطمأنينتي وأن الحب الذي بيننا حقيقي ويسري في دمي، أحبكم لأنكم لستم كسواكم وأنه إن لم أحبكم أنتم فمن أحب؟.
لا باس ..
يناير 30th, 2015يا سيّدي والله ما أشوف الأنداد
أنا وحيد “السياسة” ما خِلق ثاني ..
البدر، بتصرف : )
نعم تستحق.
يناير 10th, 2015من أجمل ما شاهدت، لا أستطيع إنكار أني شاركت بحفلة البكاء معهم، ولا أستطيع إنكار أن لفلسطين سحرٌ خاص لا يمكن لأي شيء أن يضاهيه حتى في برنامج مواهب، ولا أستطيع أن أنكر أن عازف القانون الصغير أعاد كتابة أشياء وأشياء بعينيه قبل أصابعه الصغيرة، وأنه حريّ بمثل هذا الطفل أن يكون رجل قانون.
شكراً لهذه الفرقة الرائعة والراقية، شكراً لفلسطين الولاّدة المشعة. أحبكم.