Archive for the ‘Instawept’ Category

الجمعة, أبريل 11th, 2014

طَفَشْ!* وبالي فارغ، وأفكر بكلمات مثل "لا ترمقني". رمقَ الشيء: نظر إليه، والرمَق بقية الروح. كيف للغة أن تكون واسعة إلى هذا الحد؟ كيف لكلمة أن تحمل تلك الصفتين العظيمتين في آن؟ كيف للنظر أن يكون هو بقية الروح؟ وأن بقية الروح نظرة. أنا طفشان، وحينما أطفش لا أتتبع الناس ولكن أفكر بالكلمات ومعانيها الواسعة. ولا أدري لما كل الكلمات التي جاءت على بالي اليوم أبدأها بـ"لا". لا ترمقني بطرفك، لا تتلكأ. أنا طفشان، وأعرف حدودي دائماً. إحدى صفاتي أني حالم وأتطلع دوماً لأعلى، لكني أكبح جماح نفسي بمعرفة الحدود، حدود المعرفة وحدود القدرة وحدود التطلعات، وأعتز بنفسي كثيراً لكني لست مغروراً، وكلما امتد بي العمر عرفت قدر نفسي أكثر وعرفت حدودي أكثر، وأعجب ممن تطول أعمارهم أكثر مني لكنهم لم يصلوا بعد إلى هذه المعرفة، لكني لا أضحك عليهم ولا حتى أهتم. أنا طفشان، وحينما أطفش تتسارع دقات قلبي وأشعر بالرغبة في البكاء. أنا لا أبكي، فعيوني تعرف قدرات ماءها، بس دائماً ما تأتيني رغبة البكاء طويلاً، أن أنام كثيراً وأبكي كثيراً وأشرب قهوة سوداء كثيراً، وأدخن حبة واحدة من سيجاري الكوبي الصغير، من النوع الذي يثير ضحك  أحد زملائي الكبار الذي يقول لي هذا السيجار حجمه يدلّ على أنك عضو من الدرجة الثالثة في مافيا إيطالية، ثم يحثني على تدخين النوع الكبير، فأقول له أني لا أملك تطلعات كبرى وأشعر بالرضا على نفسي في الظل، ثم يستعجب ويشير إلى أن تدخيني السيجار يدل على تطلعاتي البرجوزاية، وأجيبه أني لا أملك هذه التطلعات لأني لا أهتم. هذا الطفش يوجعني.

 

* الطفش: شدة الملل.

الجمعة, يناير 17th, 2014

الجمعة, يناير 17th, 2014

الجمعة, يناير 17th, 2014