Archive for فبراير, 2018

الأربعاء, فبراير 14th, 2018

33

الثلاثاء, فبراير 13th, 2018

اليوم عيد ميلادي الثالث والثلاثون. وتعرفون أني في فبراير أمرّ بفترة الاكتئاب السنوية الخاصة بي، لكني هذه الأيام صامد والحمدلله فلا اكتئاب ولا هم يحزنون. أعترف أن همومي صغيرة جدًا، صغيرة للحد الذي لا يصحّ ذكره. الصحيح أن لا هموم حقيقية لديّ، لا أدري إذا كان اعتبار أن يسمح وقتي بالسفر إلى ميلان لحضور مباراة الديربي من الهموم مثلاً؟ القصد بأنه الحمدلله أشعر بأني سعيد، فكلّ شيء يمرّ على أكثر ما يرام. تعرفون بأن مواليد برج الدلو لديهم لزمة ”الأنا“، لذلك سأطلق لنفسي العنان هذا اليوم وأتحدث عن أنا. كثيرًا ما أفكر بأن الله جعلني مميزًا، أو هكذا أعتقد. مما لا شك فيه بأني أفضل من كثير من الناس الذين عرفتهم؛ عقلي جميل، مؤدب ولا أحب الاساءة إلى أحد، صدري وسيع ولا أغضب إلا نادرًا، أرتدي بدل أنيقة تشبه تلك التي يرتديها المحامون في المسلسلات، ولازلت أحتفظ بشعري ولم يصيبني الصلع، يحبني الصالحون الطاهرون ويبغضني المنافقون الأشرار. هل تضحكون عليّ؟ أنا فقط أقول عن نفسي أني محبوب، عادي. يمكن لأني كنت قبل مئات السنين موشح للسان الدين أو رواية أو كلمة اخترعها أعرابيّ من الصحراء زار المأمون في بغداد، أو ربما كنت مدينة تشبه ستراسبورغ؛ بعيدة للغاية وأنيقة للغاية. أقول أني في كل مرة أزداد هدوءًا وعزلة، لا أقول أني أكره الناس ولا أقترب منهم، على العكس من ذلك، ولكني لا أختلط بهم كثيرًا، يمكن وصف الناس بأنهم وجبات سريعة تسبب المغص لكن ترغب بها في بعض الأحيان. أنا هدوء المدن الحزينة، أنا ابتسامة السعداء وسكينة المؤمنين، أنا غرور البدر وهو يقول ”ياسيّدي والله ما أشوف الأنداد..“ واكتمال دايم السيف بـ ”شربت من الهوى وأفعمت كاسي ..“، أنا ”ذوق الأمير الرفيع البديع..“ الذي لا ينتظر أحدًا.

كلمة صغيرة: آسف لكل الذين زعلّتهم يومًا ما بسبب مللي (وهم كثير) لسوء الحظ.