وش لك بهم والدرب شرقٍ وتغريب ؟ *
منذ عام شعرت بلادي بالوحدة , الحليف الأعزّ قد سقط . لم تطل هذه الوحدة حتى نهضت لكنها كانت نهضةً تائهة فمصر تبقى مصر , وهي بالنسبة إلى السعودية بكفة والعالم العربي بأكمله بكفة . حاولت أن تحتويها إليها لكنها صارت عصيّة وتغيرت عن التي خبرتها منذ أيام السادات أو كالتي كانت في عصر مبارك الزاهي . كانوا يقولون عنها أنها غدت بلا دور . لكن كيف يكون الدور ؟ هل هي مجرد معابر تُفتح أم ماذا بالضبط ؟ هذه أدوار المال ومصر لا يسيل في يديها المال . لا يأتي الدور المنتظر إلا بحرب وهذه مغامرة بكل ما تحمله الكلمة من معاني مرعبة . ورغم ذلك كان لمصر ذلك التقدير الذي يبقى لها مهما حصل . بقيت السعودية وحيدة منطوية والصغار يلعبون كما يشاؤون ويقررون , وبقي حمام الدم في سوريا لم ينضب . فكرت السعودية بأن هناك خللاً يحصل وعليها أن تنتفض ثم كان أن انتفضت حتى قلبت تلك الطاولة الخضراء السخيفة في وجوههم . وتغير كل شيء ! كانت بلادي اليوم وحيدة فكيف بمصر إلى جانبها ؟
لازلت في بدايات عمري . حينما يصيبني اليأس سأتذكر كيف سأكون في الأربعين . كيف أني سأفكر فقط بالمساكين الذين يصابون بالأرق لأنهم مدانون لأناسٍ أشرار لا يرقبون فيهم ذمة . سأفكر بالآباء الذين يطالبهم أبناءهم بمستلزمات لا يقدرون على شراءها , لأن الأشرار قد أخذوا كل شيء ولم يبقوا لهم حتى الفتات . سأفكر حتماً بالرجل الذي يريد أن يشتري لأبنته لعبة وجيبه فارغ . سأكون رجلاً صالحاً في الأربعين وستكون هموم الناس الصغيرة هي همومي . سأتذكر دائماً في لحظات اليأس أن أمامي مستقبلاً مشرقاً .
حبيبي كتبتلك اسمك ..
ع شمعه والدنيي غياب
والشمعه ذابت ع اسمك
وانمحى خلف الضباب
هنري زغيب – ماجدة الرومي