Archive for فبراير, 2013

السبت, فبراير 9th, 2013

الأربعاء, فبراير 6th, 2013

الأربعاء, فبراير 6th, 2013

 

J: All those things you said to me, about zoe, about me, about us, about all of us. You were right. There is no love, not really, you know. Most of its just cruel and deceitful,  just matter. I saw a lot of matter today. Matter all over the place. There is nothing. There’s absolutely nothing.
A: You know you hurt me very badly.
J: Don’t. OK. No games.
A: No games. Listen. I did what I did to Henry Madsen because I wanted to help you. I put my liberty at risk because I couldn’t bear to see you hurt. So what I did, I did for…..wholly unselfish reasons.
J: I don’t want…
A: Yes, you do. The mind is its own place, and in itself can make a heaven of hell, "a hell of heaven." The universe isn’t evil, John. It’s just indifferent. That hasn’t changed. It can’t. But what I did for you proved something to me. Something I hadn’t…..believed until that moment.
J: What?
A: It’s you who’s right. There is love in the world.

Luther

Moments ..

الإثنين, فبراير 4th, 2013

 

 

لأنك عينيي . . . .

الإثنين, فبراير 4th, 2013

مرة أخرى.

الإثنين, فبراير 4th, 2013

لا بد من الاعتراف بأنني كنت سبب الفشل في الحصول على تذكرة طيران إلى مصر في المرات السابقة. لا بد أنني عاملت موظفي الشركة بشكل غير لائق، أو لعلي عندما أفقد أعصابي أفقد معها القدرة على السيطرة على كلماتي، هذه المرة لا بد أن أتمسك بقدر من البرود في تعاملي معهم، على الأقل لكي أمنعهم من استدعاء الشرطة كما حدث في المرات السابقة.

دخلت مكتب الشركة، حصلت على الورقة التي تحمل رقما لدوري في الطابور، وأخيرا قمت إلى «الكاونتر» ووقفت أمام الموظفة، مددت لها يدي بجواز السفر في أدب شديد ثم قلت لها: «تذكرة مصر من فضلك في الدرجة السياحية.. ذهاب فقط».

حدقت الموظفة في وجهي وقد ارتسمت على وجهها علامات خوف حاولت أن تداريها، ثم سألتني بصوت حرصت على أن تجعله مسموعا لكل موظفي الشركة: «حضرتك تريد السفر إلى مصر.. لكنك لم تقل متى؟».. 

أجبتها: «في أول رحلة متاحة.. اليوم إذا أمكن.. أو الآن.. أستطيع الخروج من هنا إلى المطار فورا.. لا أحمل حقائب.. يوجد في بلدي كل ما أنا في حاجة إليه». 

فقالت: «بعد إذنك.. هل تتفضل بالجلوس خمس دقائق؟.. سأبحث لك عن أول رحلة عند زميلاتي». 

عدت إلى مكاني، سمعتها تقول بصوت مرتفع: «يا كريمة.. فيه مكان في الرحلات التي تطير إلى مصر هذه الليلة؟»..

من مكاني قلت لها في شبه استجداء: «أو غدا صباحا.. أو في أي وقت هذا الأسبوع»..

الغريب حقا هو موقف المسافرين الجالسين ينتظرون دورهم، كلهم نظروا إليّ في دهشة شديدة، ماذا هو غريب أو مدهش في ما أطلبه؟ تجاهلت نظراتهم وانشغلت بالنظر إلى لا شيء. بعد لحظات جاء أحد الموظفين وطلب مني مقابلة مديرة المكتب، يبدو أن السفر إلى مصر هذه الأيام يمثل مشكلة، ترى ماذا يحدث هناك؟ دخلت على المديرة التي تجاوزت الخمسين بقليل وما زالت تحتفظ ببقايا سحر قديم. رحبت بي في رقة وطلبت لي قهوة ثم قالت: «أنا أعرفك جيدا.. وعرفت حكايتك من الموظفين هنا.. وعرفت أنك تشاجرت معهم من قبل.. وأنهم أبلغوا الشرطة التي أخذت عليك تعهدا بألا تتعرض لهم مرة أخرى.. كما عرفت أنك ذهبت لمكاتب شركات طيران عديدة وسببت لهم أيضا بعض المتاعب التي انتهت أيضا باقتيادك إلى أقسام الشرطة.. كلمني بصراحة، اعتبرني أختك.. لماذا؟»..

قلت لها: «ما هو الغريب أو الخطأ في أن يعود الإنسان إلى بلده؟.. السبب هو الحنين يا سيدتي.. إنه الشوق الجارف للعودة إلى مصر.. ألم تسمعي من قبل صيحة الألم الشهيرة في الأغنية المصرية: يا عزيز عيني وأنا بدي أروّح بلدي؟!».. قالت لي في رقة شديدة وكأنها تتجنب إزعاجي: «لكنك في مصر الآن.. وتتناول قهوتك في مكتب مديرة مكتب شركة (مصر للطيران) في ميدان طلعت حرب بالقاهرة.. أي مصر تلك التي تريد الذهاب إليها؟!»..

قلت وأنا أحافظ على درجة من البرود في صوتي: «مصر بلدي.. ولم أقل إنني أريد الذهاب إليها، أنا أريد العودة إليها».. 

قالت السيدة وقد بدأت تتوتر: «أنت في مصر الآن.. هذا هو ما يجب أن تعرفه وأن تعترف به.. أما ما يخصني أنا في هذه الحكاية فهو أن تتعهد لي بعدم دخول هذا المكتب مرة أخرى إلا في حالة واحدة، هي أن تكون مسافرا لأي عاصمة أخرى في أي مكان على الأرض.. ساعتها سأرحب بك وأكون في خدمتك أنا وكل موظفي المكتب».

ساد الصمت بيننا لحظات ثم قلت: «فهمتك يا سيدتي.. من الواضح أنه قد صدرت لكم الأوامر بعدم عودة المصريين إلى مصر، أما الأخطر من ذلك فهو عدم عودة مصر إلى المصريين.. أنت تقولين لي الآن: غير مسموح بعودتك إلى مصر وغير مسموح بعودة مصر إليك».

في تلك اللحظات كان رجال مباحث شرطة قسم قصر النيل قد وصلوا. لقد أجرت السيدة معي حوارا استغرق الوقت الكافي لوصول رجال الشرطة، هذه هي مهمة الحوار الآن، أن يشغلك طرف بالحوار ليجد الوقت الكافي لتدبير الأذى لك على راحته. صاح رئيس المباحث في وجهي: «يا أخي حرام عليك.. هوه ما فيش ورانا إلا حضرتك؟.. إحنا فاضيين لك؟.. كل شوية تروح شركة طيران تعمل لنا فيها مصيبة؟.. اسمع.. هي دي مصر اللي عندنا دلوقت.. عاجبك واللا مش عاجبك؟»..

قلت له بهمس أثار أعصابه: «لأ.. مش عاجبني».. 

ركبت بوكس الشرطة، وفي قسم قصر النيل قام المأمور بالتحقيق معي، قال لي بعصبية: «طبعا دي مش مصر، وكلنا عارفين إن دي مش مصر، آدي الله وآدي حكمته.. اسمع، أنا مش فاضي لك، أنا عندي تحقيق في ميت قضية، وأنا أقدر أبعتك مستشفى الأمراض العقلية بكلمتين أكتبهم في المحضر ده.. (وعند مناقشة المذكور في ما فعله في مكتب الطيران أخذ يهذي بكلمات غير مفهومة).. الجملة دي ممكن تبعتك هناك لحد ما تموت.. مع إن كل واحد في مصر دلوقت، خصوصا اللي بيطلعوا في التلفزيون، بيهذي بكلمات غير مفهومة.. لكن لما أكتبها أنا في محضر رسمي حضرتك هتروح في ستين داهية.. اسمع أنا عاوزك تقول في المحضر إنك قلت للموظفة إنك عاوز تروح لندن فهي سمعتها مصر.. ماشي؟»..

قلت له معترضا بغير تحد: «لأ.. مش ماشي.. مش هاكذب.. أنا قلت لها عاوز أروح مصر، لو أنا كذبت لأي سبب، حتى للنجاة بحياتي وعقلي، فهذا معناه أنني أسهم في تثبيت مصر التي لا أعرفها». 

قال المأمور: «اسمع يا أستاذ.. أنا طالع على المعاش بعد أيام، ومش عاوز في آخر خدمتي أودي حد في داهية».. 

قاطعته: «الله.. لسه فيه حد في مصر مش عاوز يؤذي حد.. تحت أمرك يا حضرة المأمور.. عاوزني أعمل إيه؟»..

قال في يأس: «ولا حاجة.. زي كل مرة.. حضرتك هتكتب تعهد إنك ماتعملش متاعب تاني في مكاتب شركات الطيران.. وأفرج عنك.. مش هاقول في المحضر حكاية مصر دي».

خرجت من قسم الشرطة بعد أن وقّعت التعهد، مررت في الميدان بعدة مكاتب لشركات طيران، قاومت بشدة الرغبة في دخولها، عليّ أن أعترف – لكي أتفادى الجنون – بأن مصر التي أعرفها لم يعد لها وجود، وبالتالي لا يمكن السفر إليها.. عليّ أن أرضى بمصر التي تحيط بي الآن، وأن أرضى بهذا النيل وهذه الخيام القبيحة، وألا أغضب أو أحزن عندما أعرف أن بعض الناس يحاصرون القضاة والمحاكم بل ويشعلون النار في ملفاتها.. عليّ أن أرضى بأحزان لا تتسع لها صفحات هذه الجريدة، ولا حتى كل صفحات جرائد الدنيا. 

علي سالم – الشرق الأوسط