هل !؟

لعله من أشد الأمور غرابة حين نكتب عن الآخرين فيهتفون : هل نحن فعلاً كذلك ؟!
الكتابة بحد ذاتها مربكة , وأمرٌ ليس بالهين على الإطلاق , شئنا أم أبينا فالكتابة تستهلك منّا أعمارنا , نسقط فيها ذواتنا .. تعبنا .. مآسينا و بكائنا , في الحقيقة أن أعمارنا يجب أن تقاس بتعداد كلماتنا ليس بالأيام , فمن لم يكتب لم يعش !
أقول أنها مربكة في حد ذاتها , فكيف إذا أضفنا إليها عنصر الإكتشاف عن جوانب مظلمة – غير مرئية – بالشخصيات التي نكتب عنها , نسبر أغوارها جيداً حتى نستخلص منها رؤيتنا العميقة لهم , لنوجدهم و نعيد اكتشاف خلقهم , ننفض أتربة الظلمة عنهم , ليهتفوا بالكلمة السحرية : ” هل نحن فعلاً كذلك ؟! ”
مأساتي تكمن حين الإنتهاء من الكتابة , يبدأ القلق والتوتر يعبثان بي , أشعر وقتها أن هذا آخر ما أكتبه , و لن أستطيع كتابة أي شيء بعد ذلك , ابدأ بالتفكير هل فعلاً ما كتبته جيداً أم لعلي مهووس بنفسي فقط , فأخلص إلى حقيقة أني لا أجيد الكتابة , ولا أجيد شيئاً على الإطلاق ..!!
ربما أبالغ قليلاً و أظلم نفسي .. فأنا أجيد بتر الأحاديث , و أجيد أن تكون نهاياتي مفتوحة ولا متناهية , وليس ذلك إعجازاً مني , فمنذ أن أخبرني أحدهم ذات لعب أني أفتقر إلى اللمسة الأخيرة وأنا مصاب بلعنة النهايات المشوهة , والنهايات التي لا تنتهي !
أجيد قليلاً المرواغة – ولا أقول الكذب – , و يندر أن أكتب شيئاً أجد نفسي فيه , كأن بي أكتب بروح تسكنني ليست لي , أشعر بالغربة من نفسي حين أكتب , اتأمل يدي وهي تخطو مسرعه , وأحس بشيء غامض يحركها .. أقسم أن الكتابة تبعث بي إلى الجنون !
هل أنا من يكتب ؟!

3 تعليقات to “هل !؟”

  1. يقول It's me:

    .

    .

    الكتابة من الأمور الشائكة جداً
    ويبقى أمر البت في جمالها من عدمه أمر ذاتي
    لا يخضع لمقاييس معينة ,, يخضع لذائقة الشخص المتلقي وحده..
    أما عن رأيك أنت فيما تكتب فمن الطبيعي جداً أن تكون ردّة فعلك كذلك ..
    الغالبية العظمى من الكتاّب لا يحبون ما يكتبون ..!

    شخصياً ..
    أطرب جداً لما تكتب ..
    حتى مع نهاياتك المفتوحة ..!

    دمت طيباً ..

  2. يقول سنبلة:

    كنت قد قرأت لأحدهم وهو طبيب فرنسي – سقط اسمه من رأسي – يقول :
    ” تأتي دائما زوجتي على وقع صوتي وأنا أقرأ مذكراتي القديمة . إني أقرأها بأعلى صوتي”
    وأرجّح أنه يجد نفسَه في نفسِه .
    أحياناً حينما تأخذنا الكتابة لبعيد ، لأبعد مما نشعر بأنه من قدرتنا. أبعد من تقييمنا الذاتي .
    ونعقد آخر لعنة في السطر الأخير . وننسى فنعود لها . وكأن هذا ليس من صنعنا .
    فيأتي بارداً على أرواحنا ليس لأنه ملكُ خاص بل لأنه حالةٌ ماضية . شعور قد مرّ . شيء كان وهاهو يتجدد .
    +
    الارتياح والانسيابية التي أشعر بها وأجزم أن الكثير ممن يقرأك يتحسسها جيدا .
    تمنح كتابتك مِنحة الملائكة .

  3. يقول Lament:

    It’s me

    أوه لو تدرين , في بعض الأشياء أكتبها ” أهيم فيها عشقاً ” !
    أرجع لها مرة .. مرتين , مية , ما أملّ من قراءتها 🙂
    شفتي نرجسية أكثر من كذا ؟!
    يمكن بعد الأشياء هذي أحس إني وصلت نقطة النهاية ,
    وإن كل ما بعدها سخيف ويستحق التمزيق !

    ممنون لك على هالطلة (f)

    ,

    سنبلة ,

    الله يعلم أن ردودك تأخذني غصباً لاتأمل !
    سعادتي فيها لا توصف 🙂
    أخجل كثير من كلماتك , هي أكبر مني ..

    لكن لا تحرميني هالحضور / النور !

    شكراً (f)

    .
    .

Leave a Reply

*
To prove you're a person (not a spam script), type the security word shown in the picture. Click on the picture to hear an audio file of the word.
Anti-spam image