تربطني بوالدي أواصرٌ من ذكرى لا تنفكّ , لم تكن يوماً علاقتي به علاقة الأب بابنه , بل كانت علاقة صديقٍ بصديقه ..
من قبل الوعي كنت مرافقاً له , كان يخبرني دوماً بأن دموعي تبدأ بالإنحدار وتختلط بكل شيء حينما يخرج ولا أكون برفقته , أقف بالشارع حتى يعود ويأخذني معه , هو كذلك لا يصبر ويعود !
كان هذا موضع تندر أعمامي ولا يزال , يضحكون بصخب وهم يتذكرون أيام كنت مع أبي وعمري ثلاثة أعوام وهو يقود وأنا أزعجه وأطلب منه أن يفعل بشماغي كما يفعل هو 🙂
من أجمل ذكرياتي معه أيام كان لدينا إبل , كنا نذهب بعد صلاة الفجر إليها , يكون الراعي ( بخيت ) بإستقبالنا , كان والدي يجلس صامتاً يتأملها , كنت أفعل قدوةً , وكان يفعل بخيت هيبة , كان مشهداً أراه كل فجر لا أملّ منه !
كان شديد التعلق بها , ولا يُلام .. لا يمرّ من أمامها أحدٌ إلا وقف يتأملها ذاكراً الله !
أتعلمون .. عاشق الإبل هذا لم أرى في حياتي رجلاً أحنّ منه , وطناً لوحده , صدراً يحتوي كل من يأتيه !
تعلمت منه كل شيء , صنع مني الشيء الذي يعتمد عليه من غير أن يقول لي يوماً افعل ولا تفعل , كنت أرتكب الحماقات وكان يبتسم .. ولا أعود لها !
جعل مني الرجل الذي لا يفتخر به وحده , وإنما كل من تربطه به أواصر قربى ولو من بعيد !
لا أزال صغيراً أمامه , وصغيراً على أن أكتب عنه ..
كان يسمى إبله ( عطايا الله ) .. و هو كإبله من عطايا الله !
لا قيل أبوه اللي على الجود عيّا ..
قالوا يجي مثله , ولو مثلك صعيب !
ذكراه كالمطر , يحيي !
ولكنيّ أحفظها ليسقيني غيمه في كل مرة أذكره !
أدامك الله سيدي و والدي و معلمي الأول ..
وهذا الأحاديث .. عطايا الله ..
الله عليك يا لامينت .
.
.
.
الله لا يحرمكم بعض : )
قرأته سريعاً بالأمس أو ربما لم أحسن ..!
اليوم تأملته كثيراً حتى أحسست أمام حرفك “بالتقزم “..!
/
“لك” و”للسنبلة” الباسقة أجمل التحايا ..
و .. (F)
محبة ..
يسعد صباحكم يارب ,
أشكركم على شعوركم الطيب .. 🙂
ممنون لكم هالحضور ,
.
.