منصور راح الليل كله وأنا اصيح .. دائماً ما أعود لمشاهدة هذه الأغنية على اليوتيوب , وقبل قليل وأنا أستمع إليها انتبهت إلى أمر لم ألحظه سابقاً وهو الجمهور , في حفلات أم كلثوم الملفت بها أن الجمهور دائماً ما يأتي متأنقاً , يرتدي أفضل مالديه , ويحاول أن يُظهر للآخرين أفضل مالديه أيضاً , كان ذلك أكثر ما يعجبني بحفلاتها , وأحب حينها أن ألفت انتباه من معي إلى هذا الأمر وأطلب منهم أن يتأملوا الجمهور , لكن يبدو أن ذلك ليس مقتصراً على حفلات أم كلثوم وحسب , حتى حفلات السعودية القديمة كان الجمهور كذلك , أنظروا إليهم متأنقين وبقمة الأدب , لا يغنون مع الفنان على الرغم من شهرة الأغنية في ذلك الحين والأغلب أن جميع من في القاعة يحفظها عن ظهر غيب , إن لم يكن أتى من أجلها , منصور راح الليل كانت السبب في شهرة محمد عمر وصعوده بسرعة الصاروخ , وبالرغم من ذلك يجلس الجمهور بإحترام , حتى أنه لا يصفق بين كل مقطع وآخر , أو يصرخ ويقول ( تاني ياست ) , أتى ليستمع لا ليُسمع , وحين تنظر إليهم تراهم جميعاً في سنّ الشباب , ومع ذلك لا نراهم يراهقون في المسرح كما يفعل شباب اليوم من رقص وهزّ وسط وتصفير دون أدنى مراعاة لأدب أو أخلاق , وإني اتسائل بحرقة .. لماذا أصبح جمهور اليوم عديم الإحترام ؟! المؤلم أن هذا الجمهور تراه مع فيروز ومحمد عبده وعبادي , لا يقتصر على مرافقة مجموعة ( المؤدين ) الهابطين فنياً وأخلاقياً , وأنا أتحاشى هنا تسميتهم فنانين بأي حال من الأحوال .. الخلل يا أصدقائي فينا نحن كجمهور , كما أسلفت هم يفعلون ذلك أيضاً مع فيروز للأسف الشديد , زياد الرحباني عبّر عن ذلك بأحد حواراته وأنا أقتبس هنا ما قاله حرفياً " تعلمين أن جمهور هذه الحفلات هو ( الفيديت ) . عندما تصلين إلى المسرح تجدين الجمهور يدبك ويرقص . ثم تعملين إستراحة فيستمر يدبك بالإستراحة ، ثم تنتهي الحفلة وتقومين بالإعادات ، وهم ما زالوا يدبكون : هذا معناه أنهم لم يكونوا ينتظرونك انت بالذات . وقال انت مشغول البال : ربما توزيع هذه الأغنية لم يكن جيدا .. هذه ليست حفلة ، هذه احداث . أنو بتحدث مع الفنان هيك أشيا "
أحب زمان , كانوا الناس ناس !
* ملاحظة أخرى , حين تشاهدون الأغنية ستلحظون أن جميع العازفين هم سعوديون , والآن ما جنسية الفرق الموسيقية المرافقة للفنانين ؟! بالأغلب هي مصرية , لا أتحدث بشوفينية .. ولكن لا يفهم المصريين واللبنانيين الفن الخليجي كما يفهمه الخليجيون , كما لانفهم نحن الفن المصري كما يفهمه المصريون , الأمر لا يحتاج إلى معادلات فيزيائية , لا أشعر الآن بروح الفن السعودي تحديداً كما كنت أشعر به بالسابق , الآن الفن بالخليج ومصر ولبنان يشبه بعضه بعضاً بكل شيء بإستثناء الكلمات , وهي الآن بصدد الإندثار ليحلّ محلها ما يسمى تهجيناً بـ اللغة البيضاء , أستثني من ذلك أهل المغرب , فهم لا يزالون محتفظين بأصالتهم صوتاً وموسيقى وكلاماً ؛ أعود لقضية اختفاء الموسيقيين السعودين , السبب بالتأكيد هو عدم وجود معاهد موسيقية , والحقيقة أني لا أدري ما الذي يمنع فتح هذه المعاهد , هل نحن شعوب استهلاكية حتى بالموسيقى ؟! يرحم أبوكم أفتحوا معاهد موسيقى ..
حضور الحفلات بـ زي أنيق ومرتب عادة ما تجده في الحفلات الغنائية الكبيرة أو ما يسمى Gala Dinner حيث الطبقة الراقية من المجتمع والمقتدرين هم من يحضروه.. وبالفعل كل يفاخر بما لديه.. تماما كما في حفلات الأوبرا..
حفلاتنا للأسف ماعادت حفلات فنية كما يجب؛ أصبحت حفلات لاستعراض الحاضرين قدراتهم الكبيرة على الرقص والهز!
معاهد موسيقية?
ودي! من جد!! لكن بيقولوا لنا حرام!!!
أهلا فيك ..
شكراً لك على تعليقك الجميل ,
بالنسبة لحرمة الموسيقى الموضوع بطبيعة الحال به اختلاف كبير , وأنا قرأت مقال قبل مدة أعتقد للعوا , قال فيه أن الموسيقى حلال كالماء الزلال : )
(f)
كلام جميل
أنا لاحظت في حفلات فيروز الأخيرة انو الجمهور يقتل المقدمات والنهايات الموسيقية للأغاني بالتصفيق ! أو بمجرد أن تتوقف فيروز عن الغناء يصفق لها الجميع بينما لا تزال الاوركسترا تعزف !! .. شيء يقهر ! لا ألوم زياد صراحة .. أحيانا يكون أكثر مجهود توزيع الأغاني في مقدمة الأغنية أو في نهايتها !
أما بخصوص مزحتك الثقيلة (المعاهد الموسيقية) فأنصحك بممارسة اليأس مثلي من هذه البلاد
إذا أردت الموسيقى سافر للخارج 🙁
تحياتي وحسراتي !
راحت يالامينت أزمنة الأنتكة الكلامية والشكليّة . .
.. ( ومنصور راح الليل كلّه وأنا أصيح )
(F)
Fairouzi
أهلاً وسهلاً
اي فعلاً كلامك صحيح , كلنا نشاهد ذلك بحفلات فيروز ..
بخصوص المعاهد , لا ما أمزح .. ولا راح ايأس من بلدي !
وظنك زمان كيف صاروا سعوديين موسيقيين ؟!
كان فيه معاهد موسيقية موجودة .. مايمنع إنها تحيا من جديد ..
حياك ..
~
NellY
اي والله !
راحوا الناس المحترمة يا نيلي : (
ماننحرم من هالطلة (F)
الاغنيه جميلة وتعني لي الكثير.
ليت القى كلماتها.
حياك يا polaris
ولا يهمك , اكتب لك كلماتها ..
بس آخر بيت للأسف ماعرفت كلماته زين 🙁
منصور راح الليل كله وأنا أصيح
وعزاه يامنصور راحت فواتي
أبكي عشيرٍ جرّح القلب تجريح
زوله يخيّل لي ولو فـ المباتي
عليه دمعي فوق خدي سوابيح
مخطور من فرقا تدني وفاتي
لمحت له عما حصل منه تلميح
وأقفى وخلاني أسيل عبراتي
ليته يصرّح لي عن الصد تصريح
وأدري بيغيب أيامي المقبلاتي
وحتى أصبح داله البال ومريح
وإلا انتهي وأصبح ( .. ) حياتي