هناك أشياء مهمة تستحق الكتابة تأتيني قبل النوم , لا أزعم أني ماركيز أو نجيب محفوظ ؛ لكن بنظري هي تستحق الكتابة . كنتُ أخبركم دائماً أني أنام وبجانب رأسي نوتة صغيرة لونها بني أكتب فيها الأفكار . لم ألمسها مجرد لمس منذ شهور , لا أدري لما هذا الإهمال .. هل هي بقايا اكتئاب الشتاء ؟ لا أعلم . لكن هذه الأيام أنا كسول , عوضاً عن إهمال الكتابة يأتي إهمال القراءة ؛ أيضاً لم ألمس كتاباً منذ ما يقارب الشهر , ولا أريد أن أسجل أعذاراً لذلك , لا أستطيع أن أقول عذراً وحيداً . يخذلني الوقت . تخذلني أشياء كثيرة لا أقدر أن أعددها , أعددها قبل النوم على أصابعي فقط . يحصل في كل فبراير أن أكون حساساً أكثر من اللازم وأتذكر أصدقائي الذين فقدتهم واحداً تلو الآخر , أرقام هواتفهم التي أحذفها لأنهم لم يعودوا مهمين لي , لأني لا اسأل عنهم ولا يسألون عني . ثم يخرجون لي بالواتس أب – هذا البرنامج السخيف – ليذكروني بهم . ثم أنتحب في فبراير أنه لم يعد لي أصدقاء وأني وحيد . لماذا أتحدث عن كل هذه الأشياء ؟ كل مافي الأمر أني أردت أن أكتب الفكرة التي جاءتني قبل النوم بالأمس لكن نسيتها , ثم قلت حسناً , لن يهزمني التعبير , سأكتب أنه كان لي فكرة كنت سأكتبها ونسيتها . المهم أن أكتب . لن أترك شيئاً يهزمني .. فكرةً كانت أم أتربة عالقة في فمي من بقايا الأمس . لن يهزمني شيء ولا حتى اللونين الأزرق والبني .
قرأتها عدة مرات، في مرة ابتسمت، وأخرى أجد ملامحي مشدودة وأخرى ابتسمت من جديد مع ضربة خفيفة على الوسادة بجانبي!! حاولت معرفة السبب وضحكت، لربما الشيفرة المبطنة بين الحروف، والألوان التي انهيت بها النص! هذان اللونان المدموجان في خيالي هما فقط (الفيروز والجلد) بمعنى مجوهرات الهنود الحمر، أي حضارة واكتشاف وأشياء مختبأة تحتاج أن نجلس عندها، كما جلوسي المعتاد عند النصوص التي تكتبها لأتسمر أياماً أحاول فقط أن اقرأها (كذا مرة) .. فهي مُتعة شخصية لا تأتي إلى من خيالك الذي يخيفني أحيانآً كذلك النص عن الأحلام المرعبة! وهناك شيء خالجني هكذا بشعور مضحك بأني بدأت إرجاع الكتب للرف وأتمنى لهم ليلة مريحة ونوم عميق حتى أعود للقراءة لربما يوماً ما قريباً. فبراير شهر غريب لا أخفي عليك ذلك، وأخي المولود في نفس هذا الشهر أخبرني بأنه يشعر بأنه غريب جداً البارحة، وأنا أشهد بأن هذه التغيرات المناخية التي تحدث في فبراير ليست مسالمة بل تجعلك أحياناً تود الهجرة للنهر أو في قاع علبة أيس كريم! آه أطلت الحديث كعادتي ولكني اشتقت أن اقرأ هنا وأكتب هنا.
كن بخير وعافية.
وعن الكتابة! كثيراً ما أنسى ما أود قوله، وهذا يوجع خاصة إن شعرت أنه كان (مهم جداً) ولكن أزيل الحرقة في القلب بالابتسام والتمني أن أفكر بفكرة أهم!! واليوم كما قلت أنت ستكتب على أي حال! حتى لو ضاعت الفكرة! آه علي تجربة ذلك .. < ولربما التوقف عن الحديث جداً *ابتسامة عريضة* ..
شكرآً مرة أخرى
صباح الخير ,
والله تقولين كلام أكبر مني , بجد .. لكن أكيد محظوظ من يكون عنده أحد يقرأ له ويحب كتاباته زيك . شيء أعتز فيه كثير يا فاطمة .
امتناني الكبير لك (f)