يا لروعة أن تتعلق بشيء حتى يذهب عقلك , هكذا أنظر إلى الذين زالت عقولهم , أو ما نسميهم اصطلاحاً المجانين ! وبالمناسبة فإني نظرت إلى المعجم و وجدت معاني جميلة مشتقة من ( جنّ ) منها استتر , واشتد عليه , كما في الآية ( فلما جنّ عليه الليل ) أي فلما اشتد عليه الليل , ومنها الأمر الخفي , وبالطبع ذهاب العقل , الحقيقة أني شعرت بالسرور حين قراءتي ما يشير إلى ( جنّ ) حيث أنها جاءت تماماً لما اعتقدته عن كونهم واعين تماماً لما يحدث من حولهم , غير أن تعلقهم بالشيء الذي جنّوا من أجله يجعلهم غير قادرين على التواصل أو بالأحرى لا يهتمون به , أشعر أنهم يتألمون ليس فقط لأننا لا نحترمهم , ولكن لأنهم يريدون مشاركتنا ولا يستطيعون ذلك , كشعور الأبكم الذي لا يستطيع الكلام ويريد أن يصرخ بعجوز تقطع الشارع لتصدمها سيارة مسرعة يقودها مراهق يتحدث بالهاتف ثم يهرب ولا يزال يتحدث بالهاتف أيضاً , شعور قاتل اعتقادك أنه كان باستطاعتك إنقاذ حياة إنسان ولكن عجزك عن ذلك يمنعك , هم كذلك – المجانين – يشعرون بالألم ربما لأنهم يريدون تنبيهنا عن أشياء يجب أن لا نقع فيها ويعجزون عن ذلك , وشعور بالألم المضاعف حيث أنه حتى وإن قاموا بتنبيهنا بشتى الطرق فإننا لا نأخذ حديثهم على محمل الجد لأنهم ببساطة " ذاهبي العقل " , هؤلاء جنّوا لأنهم يخفون عنا أشياء يرونها مقدسة لا يجوز لأحد أن يطّلع عليها , وذهبت عقولهم فقط لأنهم تعلقوا بها وأصبحوا لا يفكرون إلا بها , أليس ذلك بالأمر الرائع !؟ , أكتب ذلك فقط لأني أشعر هذه الأيام أني قريب من الجنون بسبب الأحداث الفظيعة التي تحصل معي , والأحلام التي تأتيني , لا أدري لماذا يتكرر ذات الحلم معي , هل لأني آكل البطاطس المقلية قبل أن أنام على سبيل المثال ؟! أم لأن هناك أشياء غير مفهومة تحصل معي , أشعر أني في أضعف حالاتي , أعرف الصبر , ومررت بأشياء كبيرة لم تتزعزع بها ثقتي في نفسي , ولكن هذه الأيام أعترف أني في أضعف حالاتي وأعرف أنه حين أتخطى هذه المرحلة بسلام , سأعيش طوال عمري في سلام , فالجنون كالأمراض المعدية حينما تفرّ منه إلى حيث لا يصل إليك , فأنه لن يقربك طوال عمرك , لا أدري إلى أين أذهب حتى لا يأتيني , لا أدري إلى أين أذهب وهو يعيش في رأسي , أعرف أن بيني وبين الجنون شعرة , شعرة متينة .. لا تنقطع بسهولة , ولكن إن حدث وانقطعت فأنا لا أطلب منكم سوى أن تعاملوني باحترام , وأن تأخذوا حديثي حينها على محمل الجد !
..
يا ربّ تعديّها بـ سلام .
؛
وحبيّت المكان كيف صار الحين 🙂
آمين ,
من ذوقك يا سنبلة ,
حلو المكان فيكم بس 🙂
شكراً [F]
مرحباً أخي [ Lament ]..
كفاكَ اللهُ شرّ سيّءِ الأسقام، و أدامَ عليكَ الصحةَ و العافية 🙂 .
،
باديءَ ذي بدء..
علينا أن نعلمَ بأنّ كلّ فردٍ منا مُعرضٌ للتوقفِ عندَ هذهِ المحطةِ في يومٍ منَ الأيام..
… حيثُ يخالُ لهُ أنهُ واقفٌ على حافةِ الجنون !.
المهم..أن لا يُطيلَ المكوثَ في تلكَ المحطة، و أن يواصلَ السيرَ في طريقِ الحياة 🙂 .
،
ما لم أجد جواباً له هو سؤالٌ دارَ في ذهني حينَ قرائتي لتدوينتك..
هل يُراودكَ هذا الشعورُ بسببِ مروركَ ببعضِ الأحداثِ الفظيعةِ – كما وصفتها – ؟..
… أم بسببِ تعلقكَ بشيءٍ ما حتى لخشيتَ أن تفقدَ عقلك – حاشاك – ؟!.
اممممم..أياً كانَ السببُ فلا تخف، وعيكَ أكبرُ دليلٍ على اتزانكَ – و للهِ الحمد -.
كما أنّ محاولتكَ لاستشفافِ ما في عقولِ المجانينَ غيرُ عاديّة !..
… و تنمّ عن عمقٍ في التفكير – تباركَ الرحمن -.
،
أخي..
لا تفرّ من الجنون..فقد يلاحقك !.
انهِ ما تراكمَ عليكَ من أعمال، و حاولِ التركيزَ على أمرٍ واحدٍ في كلّ مرة..
أغلقْ كافةَ الأبوابِ التي تدخلُ منها الضغوطاتِ..و عشْ بسلام !.
… و حينها لن يلبثَ أن يملّ، و يغادركَ إلى غيرِ رجعةٍ – بإذنِ الله – 🙂 .
خطأٌ نحويّ :-
* الضغوطاتُ !.
حفظكَ اللهُ يا أبي..علّمتني عشقَ لغةِ الضاد 🙂 .
قالوا قديماً : أصحاب العقول في راحة
في هذا الزمن : المجانين هم أسعد الناس
🙂
Sally Mahfouz
في البداية شكراً جزيلاً لدعواتك الطيبة ,
أشاطرك الرأي يا سالي في أنه من الممكن جداً أن يكون الجنون محطة ونقطة وصول نقف عليها في أحد مراحل حياتنا , لأن الجنون حدث ! حينما يقع علينا أن نعلم بأنه قد يكون زائر عابر أو قد يستقر داخل أنفسنا إلى وقت لا ندرك زمنه بالتحديد و نعجز أيضاً أن ندرك منتهاه .
الحياة يا سالي أشبه ما تكون بحافلة اعتادت على نقلنا لأماكن نحبها جداً لكننا لا ندري بأي لون ستظهر لنا هذه المرة لأن صاحبها تعهد تغيير لون طلائها مطلع كل اسبوع ! الطلاء يختلف كل اسبوع أمر جيد لكن قد تعبر بجانبنا دون أن ندرك بأنها الحافلة التي ننتظر ! , أحياناً تكون الحياة أكثر لطفاً وتكتفي بجعلنا أشباه مجانين !
,
نديّة ,
يا أهلاً , اي والله صادقة !
بس ترى مو المجانين هم أسعد الناس ! في ناس ماهم مجانين لكنهم سعداء على فكرة ( لا تخلين هالفكرة براسك ) , وهذي مأساة الإنسان , أنا ماعمري سمعت عن عصافير تعيسة وسعيدة , دايماً نتخيلهم سعداء .. المشكلة ماهي بالزمن ! المشكلة بالإنسان نفسه اللي سيطر على الحياة وبدأ يلعب فيها على كيفه ! عبث عبث عبث ..
شكراً ,