26 شمعة !

هل من المفترض أن ألقي كلمة ؟ أتحدث فيها عن ماضي الخيبات وأماني القادم ؟ لعل هذا هو الوقت الأمثل وأنا أقف على أعراف العمر , لا تضمني نار الخيبة ولا جنة الأماني , الحقيقة أني أكذب لو قلت أن ماضيّ كله خيبات , وأكذب إن قلت أني حققت ما صبوت إليه . تماماً كما قلت .. أقف على أعراف كل شيء , العمر والحاجات والأمنيات . لم أكبر , وأعتقد أن هذا الرقم كبيرٌ عليّ , كأني أرجع بالعمر إلى الخلف , لشقاء الطفولة وخفوت النضوج . قبل خمسة أعوام كنت أرى في نفسي زيف حقيقة الدهر , فلديّ من الهموم حينئذ ما يجعلني أكبر سنًا وعقلاً , أما الآن فأقصى همومي هو جنون البقر الذي يأكل رأسي شيئًا فشيئًا فلا أتذكر أسماء صداقاتي القديمة إلا من وسم قلبي وسمًا لا أنساه . أمسك ورقة وقلمًا وأكتب الأسامي وأعتقد قُبلاً أني سأملؤها لا محالة , وإذا بي لا أتعدى السطرين , فيضيق صدري ويعجز قلبي . الحمدلله على همومي الصغيرة هذه , فمثلها أصبحت رغباتي صغيرة , فما أتمناه أن تكون هديتي دراجة هوائية ( سيكل ) أدور فيها بأحيائنا القريبة . سيكل لا أكثر هذا كل رغباتي والله ! وأيضًا أن أستطيع ملأ عدة صفحات بأسماء من أحب . لماذا هم يتركوني ؟ لماذا لا يسأل عني أحد في يومي الوحيد هذا ؟ أم لأني أشع طفولةً وتزداد قلوبهم تجاعيدًا ؟ يكبرون وأنا أصغر , وتزداد همومهم ومشاغلهم وأنا تقلّ . تلك الأيام كنتُ ممتلئ الصداقات والمعارف , ما نقصت منها وما انتقصت , أما الآن فلم أعد أطيق أحدًا , أختنق بالناس وإن تنفسوا بي , حتى غدت أمنية الأماني أن أجد الصديق الذي يحملني طويلاً كما حملني أصدقائي في ماضيّ القديم . لن أجد يومًا صديقًا كنايف أو محمد أو فيصل أو سعود , ولن أجد يومًا محبةً أحبني إياها من خذلتهم كثيرًا بلا سبب , أو لسبب واحد هو مللي الكبير , بعدها عرفت كيف يعزّ عليّ أن أجد أحدًا يشبه من ضيعت , أغلب الذين عرفتهم تزوجوا , وأنا لازلت أشعر أني صغير على الزواج , كل يوم أصغرُ أكثر عن أن أكون زوجًا , لا أعرف حتى كفكرة كيف أكون زوجًا . لا أدري لما أنا متعلق كثيراً بالماضي , بالناس الذين كانوا فيه , بصفاء النوايا التي كانت فيه , لمحبة أصدقائي الخالصة لي , لزعلي على نايف ومجيئه بعد يومين بالتمام إلى بيتي تسبقه ابتسامته المُحرجة وتسبقني ابتسامتي المُحِبة ليقول بكل بساطة شوف لي الطريق ! ويتبخر عتب القلوب ببساطة . هكذا كان كل أصدقائي , لا يستولي علينا الغضب طويلاً ولم نعتد أن نتجاوز مهلة الثلاثة أيام لنبتدئ بعضنا البعض بالمحبة التي لا تنقطع وإن انقطع السلام لفرط الكرامة . كل أصدقائي أحبهم , وكل أصدقائي انقطعوا , إلا بعضهم من مكالمات يتيمة بالمناسبات , ولما ؟ لا أدري .. والأكيد ( إن مش كلو بسببي ) ! ولكن الحياة تربطهم بسلاسل من حرير وتجرّهم إليها جرّا , ومن أنا لأحارب الدنيا ؟ لديّ ألف اسم أحبه بمقدوري أن أكتب عنه , لكن أنا لا أريد الكتابة عن أحد بل الكتابة له , أريدهم بقربي لأكتب إليهم بخجل عن محبتي التي تفيض إليهم عذبة كأنهار لم تطأها قدما أحدٍ من العالمين . لما لا يكتب لي أحبابي في هذا اليوم ليذكرّوني بهم ؟ لأحارب بهم جنون البقر ومرض الدنيا , لأقوى بهم عن كل ضعف . هذه ( مع السيكل ) كل أمانيّ الستة والعشرين اليوم .

15 تعليق to “26 شمعة !”

  1. ما هي مهنتك الأولى في الحياة؟؟
    أن تقلق كل من يعرفك؟ أن تثير الكثير من مخاوف وارتباكات في عيون من يؤمنون بقوتك / بعظمتك؟؟ أخبرني مهنتك الأولى في العمر؟؟؟
    كل عام وأنت بخير !! وكم أتمنى أن تطفأ شمعتك ال٢٦ وتفكر بأن الستة زوجية تنقسم على ٢ يصير ٣ !! ٣ رقم جميل .. تجمعه مع ٣ يصير ٦ .. وستة زائد ٢ يصير ٨ .. وثمانية عدد زوجي ينقسم على ٢ .. ليصير ٤ .. أربع عدد زوجي ينقسم على ٢ ليصير ٢ .. عدد زوجي .. و٢ تقسيم ٢ يصير ١ .. وهذا أنت .. شاهدت اللي صار في السطور الماضية؟؟ عدد الأمور الكبيرة والصغيرة الزوجية والفردية .. كي تصير كلها أنت رقم ١

    وأصدقاءك!! ما أعرف بصراحة .. من يريدهم؟؟؟
    حالياً لما أدخل أي مركز تجاري / أزور معرض / أنتظر في غرفة الانتظار .. أدخل المطار أدعو من الله من كل قلبي أن لا أعرف أحد ولا يعرفني أحد .. ولليوم نادراً ما كنت غير مرئية!! أتمنى أن أستحضر لائحة الصداقات التي صارت في حياتي وسكب كلوركس (اكتشفت أنه يبيض استعمله في الرسم على الأوراق السوداء) .. لكي يتحللوا وتصير صفحتي بيضاء ناصعة مع كلوركس .. مسحت جميع القائمة من البلاكبيري .. حددت خصائصهم في الفيس بوك .. ولم أعد أدعو أحد لحفلاتي الصغيرة .. ولا أذهب لحفلاتهم .. وأكتفي بأنا رقم ٩ في هذا الكون .. وبالثلة الجميلة من صديقاتي اللاتي لا يحملن الدم العربي ١٠٠٪
    تعرف منصور .. أتمنى أن تمسح ردي .. وأنت تأخذ لك سيكل هدية لك!!
    بجد !! هذه ٢٠١١ لا تحتمل أي شيء سوى التحرر من كل شيء غير جميل …

  2. يقول Lament:

    أهلاً بالعصبيين 😀

    والله ما أعرف يافاطمة يمكن كلامك صحيح , القصة بس إني أشتاق لزمان .. هذا الكلام كتبته قبل أكثر من 20 يوم ! نفسيتي ما أعرف كيف كانت والله .. حسيت إن هذه احتياجاتي فعلاً ! ورجعت أتصل على كل أصحابي اللي عرفتهم , يعني شيء جميل , بس فهمت أكثر إن لهم حياة ثانية الآن ولا يحبون هذا النظام يتغير . فهمتهم , اي نعم فهمتهم P: لكن كان شيء بخاطري أسويه وبس ! باقي السيكل وإن شاءالله أجيبه D: , صدقيني أنا مو كئيب زي ماتتخيلين من كلامي هنا , كل اللي يعرفني زين يعرف إني مرح واليوم كله أضحك ! على أي شيء بالحياة أضحك .. همومي صغيرة فعلاً ! وأغلب الناس اللي أحبهم , أهلي والناس اللي أعتز فيهم قريبين مني , يعني وش ينقصني ؟ ما أعتقد أي شيء ينقصني الحمدلله , هذا فبراير الجميل .. من الأشياء اللي أحبه بإخلاص , تذكرين لما سألتيني بموضوع الاشياء اللي أحبها تتوقع هم يحبوك ؟ أكيد هم يحبوني والا مامنحوني السعادة .. والا شرايك ؟ هذا معنى الحب أساسا .

    شكراً على ردك الجميل اللي لا يمكن أمسحه , شكراً على كل شيء (L)

  3. يقول ..:

    سنة سعيدة تفاجئك بماهو أكثر مما ترغبه منصور 🙂
    (F)

  4. يقول Lament:

    أهلاً , شكراً جزيلاً (f)

  5. يقول هيفـاء:

    Happy B.Day man 🙂
    insh’allah e4a jeetna njeeb lk el sikal :p loool

    eldnia gdamak 3eeeeeeeeeeesha
    🙂

  6. يقول Lament:

    يا أهلاً يا أهلاً

    sank you ! >> سانكيو 😀
    لا ! وشو اذا جيتنا واذا جيناكم , تعتقدين فيني أصبر ؟ أبيه اليوم والا بكرا مثلاً ! 😀
    أمزح , أعرف ماتقصرين إنتي والله !

    شكراً كثير ياهيفاء , سعيد فيك : )

  7. يقول Lègereté:

    كل سنه وانت من اشيائي الجميلات .. ♥

  8. مش عصبية!! نوووو ما كانت عصبية .. لربما قليل منها ولكن ليست بعصبية بحتة وقوية !!
    (بس بصراحة أرجع وأقرا ردي -أضحك- ) ما أعرف أي عوامل أثرت بي لأكتب ذلك الرد ..
    وعلى طاري الاشياء .. هممم .. الاشياء لا تحبنا دائماً !! صدقني .. الاشياء أحياناً ( تضيع / تخلينا نتعثر .. نتنرفز منها .. تغضب منا لما نكرر منها / تصدأ / يسرقها الآخرون / يخربها الأطفال / ترميها أمهاتنا في مواسم التنظيف .. وننقهر منا كثيراً .. إلخ )
    لذلك اكتشفت أن أوطد علاقتي مع الاشياء الأكثر أماناً ( الهواء والخيال والماء)  والأمور الباقية أبعد حبتين عن محيط قلبي ..
    همسة : عدت لهنا .. لأشوف أجواء الفرح مستمرة أو انتهت؟ وكيف الشعور بعد مرور أيام على العمر الجديد < هووس فكري

  9. يقول Lament:

    سوسو

    وكل سنة وإنتي أقرب وأحب ♥

    ,

    فاطمة

    أهلاً فيك ..
    والله أجواء الفرح مستمرة الحمدلله , وكل يوم تزيد أكثر ! ( اللهم لا حسد P: )
    حبيت إني كبرت , واشياء كثير حلوة بدأت تحصل معي , أحس إنها سنة بتكون جميلة كثييير ..
    إن شاءالله ..

    شكراً جزيلاً لك .

  10. يقول ♣ S.A.R.A.H ♣:

    أووه .. يا شين الكبر يا أخ منصور :p
    كل عام وإنت بخير ، والله يكتب لك قرب الصالح من عبادة دائمًا .

  11. يقول Lament:

    أهلاً سارة , زمان عنك : )

    اي والله شين هههه .
    وإنتي بألف خير ,

    شكراً جزيلاً لك (f)

  12. يقول TOTO:

    لديّ ألف اسم أحبه بمقدوري أن أكتب عنه , لكن أنا لا أريد الكتابة عن أحد بل الكتابة له , أريدهم بقربي لأكتب إليهم بخجل عن محبتي التي تفيض إليهم عذبة كأنهار لم تطأها قدما أحدٍ من العالمين . لما لا يكتب لي أحبابي في هذا اليوم ليذكرّوني بهم ؟

    الله يامنصور ..
    جبت الكلام اللي عجزت أقوله : )
    من قبل فتره مريت على هذي التدوينه وخطآي أني ماكملت القراءه للأخير
    وسعيده كثير إنو إكتملت معي اليوم ..

    : )

  13. يقول Lament:

    TOTO

    أهلاً فيك ..
    ممنون لك كثير والله , وأنا السعيد بالتأكيد إن اللي كتبته أعجبك ..

    شكراً .

  14. يقول Alaa:

    دائماً قبل يوم ميلادي بعدة أسابيع أفكر بالرقم الجديد ، أخافه وعادةً لا أحبه ،لكن في النهاية أعتاد عليه 🙂 .

    كل عام وأنت كما تُحب .

  15. يقول Lament:

    أهلاً آلاء ..

    أوه هذا اللي يحصل معي والله !
    قبل يوم ميلادي كنت كاره شيء اسمه 26 , ونكاية فيه صرت ألبس بلوزة عليها رقم 23 هههه مهووس أنا بهالتاريخ وهالعمر .. بس كم فات اسبوع عليه حسيت إنها بتكون سنة جميلة كثيير بإذن الله .

    شكراً لك , وأيامك كلها كما تحبين (f)

Leave a Reply

*
To prove you're a person (not a spam script), type the security word shown in the picture. Click on the picture to hear an audio file of the word.
Anti-spam image