كان كل شيء يسير في إتجاه واحد و ثابت. نظرتُ إلى الوجوه التي اعتدت رؤيتها كل ثلاثاء و أربعاء, باولو و كاميلو الإيطاليان و وليام الفرنسي. سألتنا فيكتوريا أن نتحدث عن أصدقائنا المقربين, أن نصف أشكالهم و شخصياتهم. تحدث باولو عن صديقه بتقديس كأنه راكعاً تلك اللحظة على مذبح كنيسة القيامة. كاميلّو رمى القلم بعصبية وقال ليس عندي صديق مقرب, سألته لا يعقل أن لا يكون لديك صديق! قال أقصد عندي أصدقاء مقربين كثير, أو كما قالها بكلمات لا أنساها وهو يهز يده: I have much beste friendi, بيستّي فريندّي, على عادة الطليان بإضافة حرف علة في آخر كل كلمة بلغتهم. المسكين كاميلو يعاني من مشكلة أن لديه أصدقاء مقربين كثر. نظرنا إلى وليام, قال صديقي very nervous. ذهب فكري بعيداً بعد ذلك, كنت أتحدث و أضحك مع الجميع بإستثناء وليام الذي لم يضحك معنا يوماً أو قال كلمة لطيفة, يأتي صامتاً ويخرج صامتاً, تبدو علامات العصبية ظاهرة عليه, تراها كبثور, أو لكأنها الحاسة السادسة لوجهه, قلت في قلبي وليام المكتئب دائماً والعصبي يقول عن صاحبه أنه نيرفز, كيف يكون إذاً هذا الصديق؟ شعرت بالرهبة, كان كل شيء قبل تلك اللحظة يسير في إتجاه واحد و ثابت, أن أحتفل بعيد ميلادي في باريس "أن أطل من الشرفة على برج إيفل وهو يتلألأ وأفكر أن شعاع أنواره اليوم أقوى من المعتاد. وأقول ربما أضافوا سبع وعشرين لمبة (ولمبة أخرى) هذا اليوم . الأكيد أن هناك شيء ما مختلفاً به, أشعر بهذا. لا أجزم أنه لأجلي فأنا لست لامارتين على أية حال" كان هذا مشهدي المسرحي الذي أتخيله كلما تذكرت عيد ميلادي, لكن بعد تلك اللحظة, بعدما وصف وليام صديقه المقرب أخذتُ أنعطافة كبرى, قررت الذهاب إلى ميلانو, فأنا أريد بداية عمر جديد مع شعب يقدّس الحياة, الرجل الذي لا يضحك فيها غاضب لأن لديه "متش بيستي فريندي". تشاو
حقًا أعجز عن كتابة كلمة واحدة تُعبر عن حالتي الآن ..!
مُنذ ما يُقارب الثلاثة أسابيع وأنا أقوم يوميًا بِقراءة جزء من تدويناتك, من أول حَرفٍ خُط فيها إلى هَذه التدونية ..
أدمنتها وأحببتها كثيرة, ذائقتك الفنية والموسيقية, الشعرية كل شيء.. كل شيء.
كثيرًا ما كُنت أجد نفسي هنا, بس كلماتك وداخل السطور؛ تَنتشلني من واقعي لِ أعيش فيها .. أعجز عن الوصف والتعبير – كَ عادتي – لكني سعيدة جدًا بالوقت الذي قضيته هنا. أتمنى أن أقرأ لك المزيد والمزيد ..
كل التوفيق لك يا منصور =)
أهلاً فيك,
والله وأنا سعيد أكثر بتعليقك. صحيح أننا نكتب لأنفسنا أولاً, عن تلكم الأشياء والشخوص, عن إيماننا بحبها, عن جزمها بحبنا, عن النسيان ومتعلقاته, عن الخوف وفظائعه, عن الأحلام البعيدة الممكنة. يكتب الكاتب لنفسه فقط, لكنه بعيداً عن أي نرجسية يريد أن يقرأه الآخرون ويحبوا الذي كتبه, أن تقرأه الأذواق التي تشبه ذوقه. مهما كنا وحدانيين فإن رغبة القرب من أحدٍ ما, من شيء ما لا يمكن أن يحجزها شيء. ففي داخل كل كاتب هناك هوةّ, يردمها أن يأتيه من يقول له قرأتك وشعرت بك.
في آخر الأمر يا أريز ما الذي يتمناه الكاتب أكثر من أن يترك أثراً جميلاً في نفس من يقرأه؟
شكراً لك.
دائم تمتعنا بما تعزف به بأناملك في الكتابه ~
لك وحشه يامنص ~
اللللله ايطاليا! <3
ذكّرتني ب عمارة لخوص لما كتب : ثم ما أدراك من هو الايطالي؟ من ولد في ايطاليا، أو من يملك جواز سفر و بطاقة تعريف ايطالية، أو من يتقن اللغة الايطالية، أو من يحمل اسما ايطاليّ، أو من يسكن في ايطاليا؟ المسألة كما ترون معقدة جداً!
يبدو لي ذهابك لميلانو بعيد ميلادك أكبر هدية الانسان يتوقعها من نفسه :" ..
+ كل سنة والدلو بخير أيها الكبار ،
أهلاً يا محمود
الله يخليك يارب, تسلم .
–
صباح الخير يا ريم
قرأت روايته, كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك. جميلة.
من زمان عندي محبة كبيرة لكل ماهو إيطالي, نمط الحياة الإيطالية, جنون الطليان. دائماً الثقافة الفرنسية و الامريكية هي الطاغية, لكن أتخيل الإيطالية مختلفة, مجنونة, مجنونة بالمعنى الحقيقي للكلمة. و أعتقد عمارة بروايته كتب شي يشبه روح إيطاليا, روح طاردة ومتعاطفة و إيقاعها سريع وأغلب الأحيان مش مفهومة.
شكراً على تعليقاتك الدائمة, تفرحني كثير : )
+ و أنتي بألف خير يارب .