وماكنتُ أدري قبل عزة ما البكا
ولا موجعات القلب حتى تولّتِ

وكانت لقطع الحبل بيني وبينها
كنــاذرةٍ نـذراً فـأوفت وحلّتِ

تمنيتها حتـى إذا مـا رأيتها
رأيتُ المنايا شُرّعاً قد أظلّتِ

كأني أنادي صخرة حين أعرضت
من الصمّ لو تمشي بها العصم زلّتِ

وكنا سلكنا في صعودٍ من الهوى
فـلمـا تـوافينا : ثبت وزلّـتِ

وكنا عقدنا عقدة الوصل بيننا
فلما تواثقنا : شددت وحلّتِ

فلا يحسب الواشون أن صبابتي
بعزة كانت غمرةً فتجلّتِ

فوالله ثم والله ماحلّ قبلها
ولا بعدها من خلّةٍ حيث حلّتِ

ومامرّ من يومٍ عليّ كيومها
وإن عظمت أيامٌ أخرى وجلّتِ

وأضحت بأعلى شاهقٍ من فؤاده
فلا القلب يسلاها ولا العين ملّتِ

فيا عجباً للقلب كيف اعترافه
وللنفس لما وطنتْ كيف ذلّتِ

وإني وتهـيـامي بعزّة بعدما
تخليت ممـا بيننا وتخلّتِ

لكالمرتجي ظل الغمامة كلما
تبوأ منها للمقيل اضمحلّتِ

كأني وإياها سحابة ممحلٍ
رجاها فلما جاوزته استهلّتِ

فإن سأل الواشون فيما هجرتها ؟
فقل نفس حرٍّ سليت فتسلّتِ

 

لا يمكن إضافة تعليقات.