أن تكون قارئًا.

كان غريبًا في مرحلة قراءاتي للروايات أن أعيد كتابة النصوص المترجمة التي تعجبني بطريقة مختلفة، لا أعرف الاسبانية أو البرتغالية على سبيل المثال لكن كنت أشعر وقتها بأن مترجم النص لم يوفَق في ترجمته، فأعيد كتابتها بأسلوبٍ شاعريّ. كنت أشعر بأن هؤلاء الروائيين الذين أحب القراءة لهم لا يستطيعون إلا أن يكونوا شاعريين. الأمر الأشد غرابة اعتقادي بأني أفهمهم أكثر من مترجمي نصوصهم، أفهم روح النص الذي حتى لا أعرف نطق كلماته بلغته الأصلية، كنت شاعريًا أنا أيضًا وجريئًا. كان هذا في مرحلة سابقة رومانسية، مرحلة القراءة الغزيرة. كنت أقرأ طويلاً طويلاً في محاولة إيجادي في مكان ما. أحاول الآن أن أتذكرني ولا أذكر إلا عمق معرفتي واتساع ثقافتي. كنت أيضًا منطويًا كما هو حال غالبية القرّاء وهشًا كما هو حال بعضهم ومبتسمًا على الدوام بما لا يشبهني في ذلك أحد. هل كنت سعيدًا؟ لا أدري.. ربما، أظن أني أقرب إلى كوني حزين لأن القرّاء يفهمون العالم جيًدا ويحزنهم فهمهم. لكن كنت محبوبًا من البشر والحيوانات، يشعرون بالألفة معي حينما أنعتق من انعزاليتي وأخرج إلى العالم، ربما أُلفتهم نابعة من كوني ودودًا بطبعي ومبتسم على الدوام. كان هذا في مرحلةٍ سابقة؛ الآن أنا أكثر اجتماعية ولازلت ابتسم ويشعر بعض المخلوقات بالألفة معي، لكن في المقابل اقرأ أقل، وحينما اقرأ كتابًا ما فإني احترم قدرات المترجم وفهمه، ولا أعيد كتابة النصوص المترجمة لتكون شاعرية.

Leave a Reply

*
To prove you're a person (not a spam script), type the security word shown in the picture. Click on the picture to hear an audio file of the word.
Anti-spam image