" قلت لك إنني درست الرياضيات بحثاً عن نظام أفلاطوني . كنت دائماً أعتبر نفسي ملوثاً ومتناقضاً , وهذا هو سبب افتتاني بالنظام المثالي . لقد ابتدع الأفلاطونية أشخاص كانوا إنسانيين جداً . عندما رأى رجل غريب سقراط قال : إن كل العيوب تُرى على وجهه . بعد ذلك أدركت أن ذلك العالم قد بلغ مرتبة الكمال , ولكنه لم يكن إنسانياً . وأنا كان يعنيني , ومازال يعنيني , الإنسان بلحمه وعظمه . ولهذا عدت تحت وطأة أزمة روحية عميقة , إلى واحدة من موهبتيّ المبكرتين : الأدب , سيئاً كان أم جيداً . فعلت ذلك بكل ما أوتيت من قوة . وبعد أن أصيب بصري منذ سنوات بمرض لا شفاء منه , منعني من القراءة والكتابة , تشبثت حينئذٍ بهوى صباي الآخر : الرسم . فالمساحة التي تشغلها اللوحة تساعد على ممارسته . لست الكاتب الوحيد الذي يرسم , كان "كولوشكا" كاتباً وانتهى به الأمر إلى أن يصبح رساماً . كما رسم "هنري ميشو" في الوقت الذي كان فيه يكتب . ليس في الأمر غرابة , هنالك آخرون : فيكتور هيوغو , كيبلبلغ , غوته , هوفان , تولستوي , هس , كارول , بودلير , بوشكين , تريند برغ , بلاك , رمبو , أرتود "
إرنستو ساباتو بين الحرف والدم