كنا نقطة التكوين ،
كنا وردة السور الطويل وما تبقى من جدار
ماذا تبقى منك غير قصيدة الروح المحلّق في دخان القيامة
وقيامة بعد القيامة .
خذ نثاري وانتصر في ما يمزق قلبك العاري
ويجعلك انتشارًا للبذار
قوساً يلّم الأرض من أطرافها
جرسًا لما ينساه سكان القيامة من معانيك .
كم كنت وحدك ، يا ابن أمّي ،
يا ابن أكثر من أبٍ
كم كنت وحدكْ
القمح مرٌّ في حقول الآخرين
والماء مالح ، والغيم فولاذ . وهذا النجم جارح
وعليك أن تحيا وأن تحيا
وأن تعطي مقابل حبة الزيتون جلدك .
كم كنت وحدك
لاشيء يكسرنا ، فلا تغرق تمامًا
في ما تبقى من دمٍ فينا
لنذهب داخل الروح المحاصر بالتشابه و اليتامى
يا ابن الهواء الصلبِ ، يا ابن اللفظة الأولى على الجزر القديمة
يا ابن السيدة البحيرات البعيدة ،
يا ابن من يحمي القدامى من خطيئتهم
ويطبع فوق وجه الصخر برقاً أو حماماً
لحمي على الحيطان لحمك ، يا ابن أمي
جسدٌ لأضراب الظلال
وعليك أن تمشي بلا طرقٍ
وراءً ، أو أماماً ، أو جنوبًا أو شمال
وتحرّك الخطوات بالميزان
حين يشاء من وهبوك قيدك
ليزينوك ويأخذوك إلى المعارض كي يرى الزوار مجدك
كم كنت وحدك !
كسروكَ ، كم كسروك كي يقفوا على ساقيك عرشا
وتقاسموك وأنكروك وخبأوك وأنشأوا ليديك جيشا
حطـّوك في حجرٍ .. وقالوا : لا تسلّم
ورموك في بئرٍ .. وقالوا : لا تسلّم .
وأطلت حربكَ ، يا ابن أمي ،
ألف عامٍ ألف عامٍ ألف عامٍ في النهار .
فأنكروك لأنهم لا يعرفون سوى الخطابةِ والفرارِ .
أشلاؤنا أسماؤنا . لا لا مفرُّ .
سـقط القناع عن القناع عن القناع ،
لا إخوةٌ لك يا أخي ، لا أصدقاءُ يا صديقي ، لا قلاع
لا الماء عندكَ ، لا الدواء ولا السماء ولا الدماءُ ولا الشراع
ولا الأمام ولا الـوراء .
حاصر حصاركَ .. لا مفـرُّ
سقطت ذراعك فالتقطها
واضرب عدوك .. لا مفرُّ
وسقطت قربك ، فالتقطني
واضرب عدوك بي .. فأنت الآن حرٌّ
حرٌّ .. وحرُّ
قتلاك أو جرحاك فيك ذخيرةٌ
فاضرب بها . اضرب عدوك .. لا مفرُّ
سقط القناع .